اهتزت مدينة عنابة في حدود الساعة الثامنة و النصف من صبيحة أمس الثلاثاء، على وقع جريمة قتل راح ضحيتها شاب في العقد الثالث بعد تلقيه طلقتين قاتلتين من طرف فتاة كانت على علاقة عاطفية معه، و التي تشتغل كشرطية لجأت إلى إستعمال مسدسها من أجل إقتراف هذه الجريمة قبل أن تحاول الإنتحار بتصويب السلاح الناري إلى رأسها و إطلاق رصاصة أدخلتها في غيبوبة مع وضعها تحت العناية الطبية المركزة بالمستشفى. هذه الحادثة المأساوية كان حي 500 مسكن، المحاذي للإقامة الجامعية للبنات بوحديد، بالضاحية الغربية لمدينة عنابة مسرحا لها، حيث كان الضحية المعروف لدى أبناء حي الأبطال بتسمية " وليد الشاوي " يزاول عمله في منصب عون أمن وحراسة، على مستوى مكتب التشغيل الواقع بنفس الحي، قبل أن تلتحق بالمكان صديقته المسماة ( ح س ) البالغة من العمر 26 سنة التي تشتغل كعون أمن بالأمن الخارجي بخرازة، لتأخذ الأمور بعدا مغايرا، لأن الفتاة أبعدت الشاب وليد الشاوي عن مكان عمله بنحو 50 مترا، بعدما أوهمته بأنها توّد الحديث معه ، لكن و عند التواجد بين العمارتين 55 و 58 قامت الشابة بتنفيذ جريمتها، عندما أشهرت مسدسها الناري، فوجهت طلقة أولى صوب صدر الضحية، و لو أن الضحية قاوم و حاول الفرار إلى عمارة مجاورة لمسرح الجريمة، إلا أن الشرطية التي كانت في حالة هيجان طاردته و وجهت له رصاصة ثانية أصابته على مستوى الرأس فأردته قتيلا في عين المكان، لتتواصل فصول هذه الجريمة على إعتبار أن الشرطية و بعد تأكدها من سقوط صديقها أرضا و بقائه جثة هامدة تسبح في بركة من الدماء قامت بتوجيه مسدسها صوب رأسها و أطلقت عيارا ناريا قبل أن تسقط مغشيا عليها، و هذا وسط هول و فزع السكان الذين كانوا يتأهبون لمغادرة منازلهم من أجل الإلتحاق بمقاعد الدراسة و أماكن العمل، و كذلك الشأن بالنسبة للطالبات المقيمات في الحي الجامعي بوحديد. هذا و قد تدخلت وحدات الحماية المدنية و نقلت الشرطية وعلى جناح السرعة إلى مصلحة الإستعجالات بمستشفى إبن رشد الجامعي، حيث وضعت تحت العناية الطبية المركزة، بعدما تبيّن بأنها لا تزال على قيد الحياة، في حين تم تحويل الضحية على مصلحة حفظ الجثث بنفس المؤسسة الإستشفائية، بينما سارعت مصالح أمن ولاية عنابة إلى فتح تحقيق معمق في الحادثة، و الأسباب الحقيقية التي دفعت بالشرطية إلى إستعمال سلاحها الناري لقتل الشاب، ثم محاولة الإنتحار بتوجيه طلقة إلى رأسها، بعدما إعتبرت مديرية الأمن الولائي بعنابة في بيان لها الحادثة مسألة شخصية بين الضحية و الشابة، و لو أن المعطيات الأولية تشير إلى أن الشابة كانت على علاقة عاطفية مع الضحية، غير أن بعض الأخبار التي راجت في محيطهما منذ أيام تحدثت عن نية الشاب وليد الشاوي في خطبة فتاة أخرى، و هو الأمر الذي جعل الشرطية تفقد أعصابها و تقرر الإنتقام من صديقها، فتقدمت صبيحة أمس الثلاثاء من مكان عمل صديقها بمكتب التشغيل الكائن بحي الأبطال ونادت على وليد، الذي كان يرتشف الشاي برفقة صديق له ، فقامت باستدراجه وتبادل النقاش معه، قبل أن تكون الخاتمة مأساوية.هذه الحادثة و التي خلفت أجواء من الرعب والفزع في أوساط سكان الحي، و إهتز لها الشارع العنابي، بالنظر على الطريقة التي تمت بها، تعد واحدة من الأحداث التي وقعت بطريقة مماثلة بالولاية، إذ شهد شهر فيفري من سنة 2009 قيام شرطية بملاحقة سائق سيارة أجرة كان على علاقة عاطفية بها، بجوار محكمة عنابة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص من عائلة " الطاكسيور " بجروح ناتجة عن طلقات نارية من مسدسها الشخصي، كما أن حي سيدي سالم الشعبي ببلدية البوني كان قد إهتز في شهر سبتمبر من نفس السنة على وقع مقتل رجلين وإصابة امرأة، بطلقات نارية وجهها لهم جارهم الشرطي العامل بأمن شبيطة مختار بالطارف، على خلفية نشوب خلاف عائلي بين الجارين قبيل آذان الإفطار.