عاش جمهور قاعة العروض الكبرى أحمد باي أمس الأول بقسنطينة سهرة فنية زينتها النغمة الأندلسية، العاصمية و المالوفية بتوقيع من الفنانين القسنطيني عبد الحكيم بوعزيز و العاصمي سمير تومي، فيما غابت الفنانة دنيا الجزائرية عن أول حفل لها ضمن تظاهرة عاصمة الثقافة العربية. و جمعت هذه الأمسية التي نظمها الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، بين فنين عريقين هما فن الآلة و الموسيقى الأندلسية الذي امتزج فيه طبع المديح بالنغم الأصيل، حيث شدا الفنان التومي صاحب الصوت القوي بأشهر الأغاني العاصمية التي تجاوب معها الحضور طيلة ساعة من العرض المتنوّع الذي انتقى فيه حوالي 16وصلة خفيفة عبّقها بمجموعة من الاستخبارات الجميلة التي سبقت عديد الأغاني منها «يا قلبي خلي الحال يسير على حالو» التي وصلها بجزء من أغنية «الخلاعة تعجبني». الفنان تنقل من طبع إلى آخر بسلاسة المحترف الخبير بأذواق جمهوره، حيث أدى أغنية «يا بلارج» و «نشكي أمري» وصلها مباشرة بأنغام أكثر خفة زادت من حماس الحضور الذي تجاوب مع أغلبها و بشكل خاص مع «المقنين الزين»، «كيفاش حيلتي يا ناسي»، و «شهلة لعياني» و «حبيبي وين هو». و لم يخل طبق الفنان سمير تومي و جوقه، من النغمة القسنطينية و التي اختار منها «عاشق ممحون» قبل العودة إلى طابع الشعبي بأغنية «البارح» و «حكمت»و غيرها من الوصلات الإيقاعية الخفيفة التي أنهى بها فقرته، لترك الركح لمبدع موسيقى «اندنوفا» الذي رافقه جوق ضم عازفين و فنانين معروفين و على رأسهم رئيس الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية سمير بوكريديرة، فكان ختام السهرة بطبق محلي تراثي مفعم بعبق النغمة القسنطينية. المطرب سمير تومي أوضح للنصر بعد عرضه الراقي بأنه تعمّد تقديم أغاني لأشهر المغنيين الجزائريين في مختلف الطبوع الأندلسية و المحلية الأصيلة لتلبية أذواق الجمهور القسنطيني و بشكل خاص العائلات الكثيرة التي حضرت حفلته. و للإشارة كانت الفنانة دنيا الجزائرية ضمن قائمة المطربين المحيين لثاني سهرة فنية رمضانية بقاعة أحمد باي، غير أن الفنانة أصيبت بوعكة صحية حسب المكلف بالإعلام بالديوان الوطني للثقافة و الإعلام، حالت دون مشاركتها في السهرة الفنية التي استمرت على حوالي الواحدة ليلا. و بقدر حرارة و حماس الأجواء داخل القاعة بقدر الحماس الذي عرفه محيط القاعة الذي كان هو الآخر ركحا لحفل فني ساهر في الهواء الطلق من إمضاء أولى المشاركين في جولات و سهرات الجنوب بقسنطينة، حيث استمتع الجمهور بالألحان الصحراوية و بقعدة الشاي رفقة الضيوف القادمين من ولاية تمنراست و كذا التحف التقليدية المعروضة داخل خيام نصبت بمحاذاة المدخل الرئيسي للقاعة.