صنع الجوق الموسيقي للفنان كمال بودة من قسنطينة، والفرقة المغربية نسيم الأندلس، أجواء من الفرحة بقصر الثقافة إمامة بتلمسان، خلال السهرة الثالثة للمهرجان المغاربي الخاص بالموسيقى الأندلسية الذي نظم في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. استهل الفنان كمال بودة من قسنطينة رفقة الجوق الموسيقي المرافق له بقيادة المايسترو بوكريديرة، بوصلات طربية اختزل فيها أجمل ما حمله التراث القسنطيني والجزائري في الفن الأندلسي عبر العصور من غرناطة، حيث قدم باقة متنوعة من أجمل ما تغنى به في قصائد المالوف في الرصد والنوبة، على غرار ما غناه في قصيدة ”إذا اتاك الليل فأتيك برصد الذيل”، ”جيناكم زيار”، عاد بها لبرهة من الزمن الى الاوقات الجميلة للحن الأندلسي الأصيل الضارب في أعماق التراث القسنطيني وتاريخه، مستدرجا الجمهور الحاضر بقوة في مدرجات القاعة برفق الى غياهب الهوى والحب، ومسافرا به نحو رسم معالم الجمال الفتان لبنات الجزائر وفتيانها من خلال مقاطع عديدة لا تقل روعة في الأداء والتميز المذهل والتفنن بالعزف على آلة الموندولين والڤيتارة فراح يغني عنها بنوع من الانفعال والتفاعل في آن واحد، فغنى ”محبوب قلبي”، ”محبوبي هجرني”، بالإضافة إلى مقطع من أغنية ”ضوي يا عذرا حالي” التي تعد ملكة النوبات، مصورا حالة العشاق والمحبين وتأثير الحب فيهم.