الأفافاس يتهم تكتل المعارضة بتكريس نظام العصب انتقدت جبهة القوى الاشتراكية مبادرة هيئة التشاور التي تعتزم تنظيم لقاء يوم 9 جويلية لإعادة تنظيم نفسها، واعتبرت مطلبها بتنظيم رئاسيات مسبقة واستحداث هيئة مستقلة لتنظيم الانتخابات بأنها لن تحلّ الأزمة، ولن تحافظ على وحدة واستقرار البلاد. وأكد الناطق باسم الأفافاس يوسف أوشيش في تصريح للنصر أمس، بأن حزبه لم يتلق لحد الآن دعوة لحضور الاجتماع الموسع الذي تعتزم هيئة التشاور عقده يوم 9 جويلية بمقر حزب طلائع الحريات الذي يرأسه علي بن فليس، من أجل إعادة تنظيم صفوفها واستقطاب أطراف جديدة، في سياق التسابق على إنشاء تكتلات سياسية بين الأحزاب الفاعلة في الساحة. وقال المتحدث أن الأفافاس كتشكيلة سياسية عريقة ولها مكانتها في الساحة السياسية، لديه مبادرته الخاصة التي أطلقها قبل بضعة أشهر، من أجل تحقيق الإجماع الوطني، وأن العمل ما يزال مستمرا على مستوى هياكل الحزب لتحقيق هذا الهدف، الذي يعد في تقديره السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. وبرّر المصدر تعطل انعقاد الندوة التي كان من المقرر أن ينظمها الأفافاس يوم 24 فيفري الماضي، بالوقت الذي تتطلبه مثل هذه المبادرة، بدعوى أن جمع كافة الأطراف على طاولة واحدة لمناقشة أوضاع البلاد ليس بالأمر الهين، مؤكدا بأن حزبه مصرّ على أن يواصل مسعاه مع مختلف الجهات من أجل تناول الملفات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بجدية تامة، رافضا اعتبار مبادرة هيئة التشاور بأنها منافسة لمبادرة الأفافاس، باعتبار ان كل تشكيلة سياسية حرة في ما تقرره من خطوات، ويرى السيد أوشيشي بأن الأولوية في الظرف الحالي هي الجلوس على نفس طاولة الحوار لطرح القضايا التي تهم الأمة، بدل المطالبة بتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، وذلك في تعليقه على اللائحة التي رفعتها هيئة التشاور، و قال» لقد عشنا تجارب سابقة، وتأكدنا على إثرها بأن تنظيم انتخابات لا يغير أبدا من الأوضاع»، لذلك فإن جبهة القوى الاشتراكية لا تتقاسم هذه المقاربة مع باقي المعارضة، « لأننا لسنا ضد شخص بعينه، بل ضد منظومة حكم». ويعتقد الأفافاس بأن الظرف يتطلب ضرورة تحديد الأولويات، بالنظر إلى الوضع الإقليمي المحيط بالبلاد، وأن الشعب واعٍ بما يحدق به من مخاطر، لذلك فإن الأهم في المرحلة الحالية هو الحفاظ على وحدة الامة، «وعلى الجميع أن يشعر بروح المسؤولية اتجاه تماسك الدولة واستمرارها»، وأكد المكلف بالإعلام للأفافاس بأن الأخطار متعددة، « لذا يجب النظر إلى وجهي العملة»، معتقدا بأن المعارضة تطالب بهيئة مستقلة لتنظيم الانتخابات، في حين أن هذا ليس أبدا أولوية في الظرف الحالي، ما دامت نفس منظومة الحكم مستمرة، مؤكدا بأن حزبه يريد تغيير هذه المنظومة التفاوض والحوار. ووجّه السيد أوشيش انتقادا مباشرة لقياديين في هيئة التشاور والتنسيق دون أن يذكرهم بالاسم، على أساس أنهم نفس الأشخاص الذين ساندوا الرئيس في فترات سابقة، والآن هم يطالبون برحيله، « في حين أننا ننادي في الأفافاس بالتداول الديمقراطي على الحكم، وليس بنظام العصب»، مؤكدا بأن حزبه لن ينحاز إلى العصب بل للشعب، وهو يحتكم لمبادئه ولخطه السياسي، مقرا بالصعوبات التي واجهتها تشكيلته في تحقيق ندوة الإجماع، بسبب تردد أطراف ورفض آخرين التجاوب مع المبادرة، غير أن ذلك لن يثن الأفافاس عن مواصلة جهوده، وعلق المصدر على مبادرة الأفلان والأرندي بقوله بأن الشعب قادر على التمييز بين الصالح والطالح.