تستعد جبهة القوى الاشتراكية لإعداد حصيلة أولية عن سلسلة المشاورات التي تجريها تحضيرا لندوة الإجماع الوطني. ورغم التشكيك والرفض اللذين قوبلت بهما المبادرة لدى جزء هام من المعارضة، إلا أن الأفافاس يؤكد أنه ماض في مسعاه إلى النهاية، لأنه “مسعى يندرج في الزمن ولا يرتبط بظرف سياسي معين”. يحضر الأفافاس لاجتماع يوصف بالهام داخل الحزب، يقف على أول تقييم لحصيلة المشاورات التي شرع فيها الحزب منذ أكثر من شهر، بلقاء الأحزاب والنقابات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني. وسيرسم اجتماع الهيئة الرئاسية والأمانة الوطنية للأفافاس المرتقب، وفق شافع بوعيش رئيس الكتلة النيابية للأفافاس، المرحلة المقبلة من مسار التشاور لتحضير انعقاد ندوة الإجماع الوطني. وتشمل هذه المرحلة، وفق مسؤولي الأفافاس، إعداد مسودة أولية مستقاة من المشاورات الثنائية حول المواضيع التي ستثار في الندوة، يتم عرضها مجددا على الأحزاب السياسية للاتفاق على وثيقة نهائية، ومن ثم يكون الاتفاق جماعيا على الموعد والمكان الذي ستقام فيه، وذلك حرصا من قيادة الأفافاس، كما تقول، على أن لا تنفرد بالقرار، حتى في عملية الترتيب والتحضير، ناهيك عن المضمون. وفي هذا الإطار سيترتب لقاء ثان مع الأفالان الذي تردد أنه سيعقد في بداية الشهر الحالي لكنه تأجل. وضمت لقاءات الأفافاس، لحد الآن، حسب يوسف أوشيش، مسؤول الإعلام بالأفافاس، 13 حزبا سياسيا و5 نقابات و3 جمعيات وطنية، إلى جانب 3 شخصيات وطنية هي أبو جرة سلطاني ومولود حمروش وعلي بن فليس، وسيواصل الأفافاس، هذا الأسبوع، لقاءاته اليوم باتحاد التجار الجزائريين، ومع جمعية سيداف لحقوق المرأة، إلى جانب الكشافة الإسلامية الجزائرية يوم الأربعاء، والاتحاد الوطني للفلاحين يوم الخميس. وذكر أوشيش أن الأفافاس قد وجه دعوة للقاء منافسه التقليدي في منطقة القبائل حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، لكنه لم يتلق أي رد رسمي لحد الآن. وقال أوشيش إن حزبه لا يعتد بالرفض الجماعي لمبادرة الأفافاس من قبل تنسيقية الانتقال الديمقراطي التي ينخرط في صفوفها الأرسيدي، لذلك مازال يعتبر دعوته له قائمة. وعن أسباب توقف الأفافاس عن اللقاء بالأحزاب، ذكر شافع بوعيش أن حزبه سيباشر، خلال الأسبوع القادم، اتصالات مع أحزاب جديدة. وينوي الأفافاس، وفق بوعيش، المكلف بربط الاتصالات، لقاء كافة الأحزاب السياسية الناشطة على الساحة، مشيرا إلى أن الأفافاس لا يعتمد معيار الحجم للقاء الأحزاب ويتوجه إلى الجميع دون إقصاء. وحول ما تثيره باقي أطياف المعارضة من رفض وتشكيك في مبادرة الأفافاس، أفاد بوعيش بأن ندوة الإجماع الوطني ليست غاية في حد ذاتها، بل هي وسيلة وأداة لتحقيق مسعى التغيير السلمي مع استمرارية الدولة، مشيرا إلى أن الأفافاس ليس له مشكل مع الأحزاب المقاطعة لمسعاه، وستظل أبوابه مفتوحة أمام الجميع. واعتبر بوعيش، فيما يشبه الرد على تنسيقية الانتقال الديمقراطي، أن مسعى الأفافاس ممتد في الزمن، وليس ظرفيا أو مرتبطا باستحقاق سياسي، مثل المطالبين بتنظيم انتخابات مسبقة.