برامج موبايل القرآن الكريم تهدد مستقبل المصاحف الورقية يستعين كثير من المواطنين في هذا الشهر الكريم لقراءة القرآن و الاستماع إليه بالهواتف الذكية، بدل المصاحف عبر مختلف المساجد والأماكن العمومية. أتاح انخفاض أسعار الهواتف الذكية في الأسواق المحلية و تطبيقات برامج التحميل المجانية ،فرصة كبيرة لامتلاك هذه الأجهزة ،وفق ماركات عالمية على نطاق واسع، حتى بالنسبة لمحدودي الدخل ،حيث تعدت استعمالاته بين التصوير و الاستماع والتسجيل و ممارسة هواية ألعاب الفيديو وتحديد المواقع وغيرها من البرامج والتطبيقات المتاحة. الملفت للانتباه خلال شهر رمضان الكريم، تحميل كتاب الله وقراءته والاستماع إليه بتلاوات ندية من أفواه شيوخ و قراء متميزين نبدل قراءة القرآن من المصاحف ،و قد انتشرت هذه الظاهرة حتى داخل المساجد في مشاهد غير مألوفة، بإمكانها إزاحة المصاحف المرصوصة في المكتبات أو الموضوعة على الأعمدة . ومن بين البرامج المحمولة برنامج «موبيل كورن « بنظام «أندرويد «الذي يتيح سهولة تصفحه وقراءته ،كما يحتوي على التفسيرات لابن كثير و يمكنك من خلال البرنامج العمل بالوضع الليلي ،لكي تتمكن من القراءة في الليل وهو ما لاحظناه في فترتي صلاة العشاء «التراويح «و الفجر ،حيث تجد مستعمليه بالمسجد كأنها شموع متقدة من شدة الإضاءة في زواياه المتعددة . عن ظاهرة استخدام الموبايل في قراءة القرآن الكريم، بدل المصاحف أشار مصطفى ج / من بلدية المخاطرية بعين الدفلى، بأنها ظاهرة صحية وإن كانت لها بعض السلبيات الخاصة بحفظ القرآن الكريم ،حيث استعمال ذلك في أي مكان بدون عائق يذكر ،وهي بالنسبة إليه استثمار في الوقت من مميزاته الأساسية،إلى جانب السهولة في الاستخدام ،التلاوة الصوتية ،التفاسير ،إمكانية البحث بسرعة عن التفاسير المترجمة وغيرها من المميزات التي تجعلك تقبل على قراءة وحفظ كتاب الله. وهو نفس الأمر الذي ذهب إليه صديقه عبد الرحمن مؤكدا بأن الغاية من كل ذلك هو قراءة كتاب الله، قراءة وحفظًا تعلُّمًا وتعليمًا.و كلما ازدادت الأمة وازداد المسلمون تمسُّكًا بكتاب الله وعناية به ومحافظة عليه تعلُّمًا وتعليمًا، زادت فيهم الخيرونمى فيهم الفضل. ،أما الحاج عبد الجبار 67 سنة ،حافظ لكتاب الله، فقد أبدى تحفظ شديدا في إمكانية حفظه أو التمعن في آياته،بهذه الطريقة الإلكترونية ، لأن الشاشة المتحركة و الألوان الموجودة به و الاستخدامات و التطبيقات العديدة تشغل مستعميله ،حسبه، عكس المصحف الشريف الورقي الواضح المعالم، البسيط في مكوناته. وإن أراد البعض حفظه عن ظهر قلب ،فلابد –يضيف محدثنا - من الاستعانة بما يطلق عليه باللوح و الصلصال و القلم، تحت إشراف معلم قرآن أو شيخ زاوية ،مشيرا إلى المثل القائل: «لي شيخه مزود يروح يرقد «بمعنى لا يمكن أن تحفظ القرآن بدون شيخ . وفي خضم انتشار قراءة القران عبر الهواتف الذكية المحمولة يتصاعد جدلا حول مشروعيتها فيما يرى البعض ،بأنه لا مانع من قراءة القرآن من الهاتف النقال، ما دام يقرأ بصورة صحيحة، والقارئ يقرأ مراعياً أحكام التلاوة وآدابها، وإنما تراعى هذه الآداب والأحكام إذا كان الهاتف تظهر على شاشته صفحات المصحف، ويقوم القارئ بمباشرتها بيده، أما عند إغلاقها أو إغلاق الهاتف، فلا يعتبر ذلك مصحفاً ولا يأخذ أحكامه، فالمصحف لا يسمى مصحفاً إلا إذا كان الكلام المكتوب فيه ظاهراً، فلو محي منه الكلام (القرآن) لم يعد مصحفاً،فيما يتساءل البعض الآخر ،هل تنطبق على قارئ القرآن عبر الموبايل نفس الأحكام الخاصة بالوضوء و الطهارة عند استعماله؟ وهل يجوز إدخاله أي الهاتف إلى بيت الخلاء وهو يحمل كتاب الله أم أن بمجرد غلقه وإطفاءه يفقد هذه الخصوصية؟ و لابد لعلماء الشريعة من تنوير الأمة بهذه المسائل الفقهية التي ظهرت مع تطور التكنولوجيا .