نساء يتخلين عن عادة تحضير حلويات العيد و أزواج يفضلون الجاهزة تستعد كل ربات البيوت لأجل تجهيز أجمل صينية حلوى لعيد الفطر المبارك، إلا أن تحقيق الهدف لم يعد قائما على مجهود و كفاءة كل سيدة، ما يعكسه الإنزال منقطع النظير على محلات بيع الحلويات التقليدية و الذي تصنعه نساء قررن الإحالة على التقاعد في صناعة حلويات باتت تشترى جاهزة لتزيين صينية لطالما ظلت مرآة كل ربة بيت. عادة أو تقليد آخر، تتوجه الكثير من ربات البيوت نحو التخلي عنه في خضم كل المتغيرات التي لم تترك شيئا في حياتنا دون أن تطاله، و بلغت حتى حلوى العيد بعد أن كانت علامة لكفاءة ربة البيت، حيث تبدأ منذ منتصف شهر رمضان في تحضير أشهى أنواع الحلويات التي تستعد للظهور بها في «منافسة» عيد الفطر و الكل يجوب البيوت للزيارة و لا يتوقف عن النظر لصينيات تدخل في منافسة الصينية الأجمل.فتحضير حلويات العيد، لم يعد اليوم شغف الكثيرات، إذ تخلين عن صناعتها و الاستمتاع بتحضيرها بين المحافظة على التقليد في صناعة الأصيلة منها كالبقلاوة و القطايف، و التفنن في تجهيز أخرى عصرية للمزج بين الصنفين، و ربما ما يعكس هذا، تلك الطوابير و الاكتظاظ الذي نقف عليه منذ الأيام الأولى إلى الأخيرة من الشهر الفضيل على مستوى محلات بيع الحلويات التقليدية .بمجرد دخولك إلى هذه المحلات، تجد مختلف فئات المجتمع، من الجنسين، و الكل يبحث عن حلويات العيد. واقع وقفنا عليه بإحدى محلات بيع الحلويات بمدينة بومرداس، كان يعج بالأشخاص و البائعة تطلب التروي للتمكن من تلبية طلبيات قضت بعد وقت قصير على كل ما توفر من حلويات تعرض للبيع، حيث تؤكد صاحبة المحل أنها تستعد بمعية العاملات معها منذ بداية شهر رمضان لتحضير حلويات لهذا الشهر الفضيل و العيد معا، معترفة بأن الطلب يزيد من سنة إلى أخرى على هذا النوع من الحلويات و من الجنسين.و إن كان هنالك رجل تقدم لشراء الحلويات لأن زوجته مريضة ، فآخرون باتوا ينفرون من حالة «الطوارئ» التي تخلفها عملية صناعة الحلويات بالبيت ،مثلما يؤكد السيد رؤوف و زوجته، غير أن الطامة الكبرى نجدها في أوساط النساء، فإن كانت إحداهن معذورة بسبب انشغالها بوظيفتها خارج البيت، فحتى الماكثات بالبيت بتن يرفضن تحضير الحلويات و يفضلن شرائها جاهزة.و بين عدم القدرة على تحضير حلوى لائقة للمناسبة، و التباهي بحلويات اشترينها و يدعين أنهن من قمن بتحضيرها ، تختلف الأمور، فيما يبقى الواقع قائما لنساء قد يأتي اليوم الذي يتخلين فيه عن تحضير كل شيء لصالح الجاهز مثلما حدث مع الكثير من المنتجات. مهما حاولت النسوة التملص من مسؤولية صناعة الحلويات، فإنهن عاجزات عن التخلي عن تحضير المقروظ التقليدي الذي يبقى سلطان الصينية دون منافس، خاصة في ظل ما تشهده سوق المكسرات من ارتفاع هذا العام إذ بلغ 2200 للكيلوغرام الواحد من الجوز و 2000 دينار لنفس الكمية من اللوز، ما يجعل احتمال غياب البقلاوة و القطايف عن صينية العيد أمر وارد بالنسبة لشرائح واسعة من المواطنين و تقتصر على من استطاع إليه سبيلا، ما يفسح المجال أمام حلوى الفرينة التي تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة على غرار «الكروكي» و «سابلي» و غيرها .