اكتظاظ بالمخابز التقليدية و محتالون يتحينون الفرص لسرقة الحلويات اكتظاظ كبير تعرفه المخابز التقليدية بقسنطينة عشية العيد مع تضاعف إعداد الحلويات التقليدية التي تفضل ربات البيوت طهيها بفرن المخابز بدل فرن البيت، حفاظا على عادة الأمهات من جهة و جودة الطهي من جهة أخرى. و تسجل ظاهرة اكتظاظ المخابز التقليدية بشكل خاص بالأحياء السكنية الجديدة التي يقل فيها عدد المخابز عكس المدينة القديمة التي تعد أكثر من 10مخابز تشهد جميعها إقبالا ملفتا منذ النصف الثاني من رمضان، حيث تعود صورة الأطفال الحاملين لصينيات الفرن المستطيلة الطويلة لتزيد أجواء رمضان خصوصية و تميّزا. فمع اقتراب عيد الفطر تستعيد المخابز التقليدية مكانتها و تشهد تهافتا كبيرا ليس على الخبز فحسب بل على خدماتها الإضافية في طهي الحلويات التقليدية كالمقرود، الكروكي، البقلاوة و القطايف... و غيرها من الحلويات التي تعودت أغلبية العائلات على طهيها في المخابز بدل فرن البيت الذي يبقى صغيرا و لا يكفي لطهي كميات كبيرة من الحلويات مرة واحدة . و تسجل المخابز يوميا حوادث و مشاكل تصل حد الشجار، التلاسن و التشابك بالأيادي بين الزبائن و أصحاب المخابز أو العاملين بها بسبب ضياع "بلاطو" الحلوى أو تغييره بآخر و أخذ صينية شخص آخر مكان صينيتهم و هو ما يثير غضب ربة البيت التي تعبت في إعداد وتزيين حلوتها . و ذكر صاحب مخبزة بحي بوجريو بقسنطينة بأن مثل هذه الحوادث تسجل كثيرا في مثل هذه المناسبات رغم الترتيبات المكثفة لتجنب مثل هذه المشاكل كاعتمادهم الأرقام الورقية التي يتم تلصيقها على ظهر الصينية لتعليمها و تمييزها عن غيرها من الصينيات المتشابهة من حيث أصناف الحلويات المحضرة. و سردت إحدى السيدات التي التقينا بها بمخبزة بحي بلوزداد أنها عاشت موقف أغضبها و جعلها تلح على الخباز بوضع علامة كبيرة على صينيتها حتى لا يتكرر معها ما عاشته السنة الماضية ، حيث كانت ضحية احتيال و تغيير حلوتها المصنوعة من الجوز و اللوز بأخرى معدة من الكاوكاو حسبها. و قالت أنها في البداية ظنت أن الأمر مجرّد خطأ و سريعا ما ستتفطن ربة البيت للخطأ و تدرك بأن الحلوى التي أحضرها زوجها أو أبناءها ليست تلك التي أعدتها و بالتالي تسرع بإعادتها للمخبزة لكنها كانت مخطئة و لا شيء من هذا القبيل حدث لتدرك بأن الخطأ كان متعمدا و أن ثمة من احترفوا سرقة الحلويات من المخابز. و ذكرت سيدة أخرى أنها تفاجأت العام الماضي بمذاق حلوى البقلاوة و تدرك أنها كانت ضحية خطأ لم تعرف حتى اليوم إن كان متعمدا أو لا، حيث تم تبديل العسل الطبيعي الذي وضعته خصيصا لتسقي به البقلاوة بعد إخراجها من الفرن مباشرة بمجرّد شربات اصطناعية غيرت مذاق حلوتها التقليدية و هو ما جعلها تحرص على التردد على المخبزة أكثر من مرة حتى تطمئن على حلوياتها. و رغم الازدحام ، الاكتظاظ ، المناوشات و سرقة الحلويات الجميلة و اللذيذة تبقى للمخابز التقليدية مكانة لا تضاهى في قلوب الأسر الجزائرية التي تعود إليها في كل مناسبة دينية و أفراح.