انتهى أمس برنامج ترحيل 3 آلاف عائلة بقسنطينة، بإعادة إسكان 1100 عائلة من المنطقة الحمراء للانزلاقات بنهج الثوار وسط المدينة، و هي عملية عرفت احتجاج ملاك السكنات التي تم ترحيل مستأجرين عاشوا بها لسنوات، كما شهدت محاولات اعتداء على أعضاء جمعية الحي الذين أشرفوا على توزيع وصولات الاستفادة، في غياب مصالح الدائرة و مكتب «سو». و عبر ملاك المنازل بحي الثوار المعروف ب «رود براهم»، عن استيائهم من «إقصائهم» من عملية الترحيل التي شملت 1100 عائلة أغلبها من فئة المستأجرين، مطالبين بضرورة الالتفات إلى هذه الشريحة، سيما و أنهم يحوزون على عقود ملكية تعود أغلبها لفترة ما قبل اندلاع الثورة، و أوضح العشرات من الملاك الذين شرعوا في التهيكل داخل جمعية، بأنهم سيطالبون بالاستفادة من سكنات أو بتعويض مادي، متحدثين عن استفادة غرباء و دخلاء على الحي من سكنات. و طالب محدثونا بتدخل الوالي من أجل إنهاء الإشكال، سيما و أن بعضهم أبدى استعداده لتأجير مسكنه مرة جديدة لمن يطلب ذلك، في حال عدم تلبية مطالبهم، و هو ما سيعيد الحي إلى حالته السابقة، و لن يمكن السلطات من التخلص من السكن الهش بهذا الحي، الذي تعرف سكناته وضعا جد متدهور، بسبب الانزلاقات الأرضية التي يزداد خطرها يوما بعد يوم، فيما استقبل أمس الأمين العام لدائرة قسنطينة ملاك منازل نهج الثوار «المقصيين» من عملية الترحيل، أين قام بجرد أسمائهم و أرقام هواتفهم. و قد شهدت الفترة الصباحية غليانا داخل نهج الثوار، بعد وقوع مناوشات بين بعض الملاك و أعضاء جمعية الحي، وهو ما دفع بعناصر الأمن للتدخل من أجل حماية أحد الأعضاء و إبعاده عن المنطقة، بينما تعرض آخر للكمة على مستوى الوجه، في وقت غاب مسؤولو كل من دائرة قسنطينة و مكتب «سو» عن هذه العملية، عكس الترحيلات السابقة التي انطلقت بداية الشهر، حيث أسندت مهمة توزيع وصولات الاستفادة لجمعية الحي، و هو وضع أثار استغراب الكثيرين خصوصا و أن هذه العملية تعد الأكبر. يذكر أن العائلات المستفيدة رحلت نحو الوحدة الجوارية 16 بعلي منجلي، لينتهي بذلك برنامج إعادة إسكان 3 آلاف من الأكواخ و مناطق الانزلاقات، في انتظار انطلاق عملية أخرى تشمل 4 آلاف عائلة بمدينة قسنطينة، حسب ما أعلن عنه الوالي قبل أيام.