طلبة الترجمة والطب يستنجدون بمعاهد اللغات لتعلم الفرنسية يزداد الإقبال على تعلم اللغات الأجنبية أو ما يصطلح عليه باللغات الحية الأجنبية بشكل ملفت ببلادنا حيث تشهد مراكز تعليم اللغات العمومية و الخاصة تضاعف عدد الطلبة من سنة إلى أخرى، و رغم اقتراح لغات أخرى كالإسبانية و الإيطالية و التركية و الألمانية تبقى الفرنسية تتصدر قائمة اللغات الأكثر استقطابا لاهتمام الراغبين في تعلم لغة ثانية، حيث أكد مصدر من مركز اللغات المكثفة بجامعة منتوري بقسنطينة بأن نسبة المسجلين في قسم الفرنسية تصل إلى قرابة 60بالمائة متبوعة بالانجليزية بحوالي 30بالمائة ثم باقي اللغات الإسبانية، الألمانية و الإيطالية. و رغم تدريس اللغة الفرنسية منذ الطور الأول من التعليم الابتدائي إلا أن الإقبال على تعلمها بمراكز تعليم اللغات يفتح علامة استفهام كبيرة، خاصة إذا كان أكثر المسجلين بهذه المراكز من طلبة المواد العلمية و على رأسها الطب و الصيدلة.و قال عدد من المترددين على مراكز تعلم اللغات الأجنبية ممن تحدثنا إليهم أنهم ببلوغهم المستوى الجامعي أدركوا عدم إتقانهم للغات الثانية و أن مستواهم في مثل هذه اللغات ضعيف جدا و لا يتناسب و تخصصاتهم العلمية المقدمة بلغة موليير و تعتمد في البحث على لغة شكسبير بالدرجة الأولى لمواكبة التطور في مجال البحث العلمي.و اعترف الطالب ر. محمد من معهد الطب أن مستواه في اللغة الفرنسية كان ضعيفا جدا و اضطر منذ السنة الأولى من التحاقه بالجامعة إلى التسجيل في مراكز اللغات الأجنبية لإعادة تعلم أسس اللغة الفرنسية التي فشل معلموه في تلقينه إياها طيلة عشرة سنوات من التعليم النظامي حسبه. و ليس طلبة الطب و الصيدلة أكثر المترددين على هذه المراكز بل حتى طلبة معهد الترجمة وجدوا أنفسهم بسبب ضعف مستواهم في اللغات الأجنبية مضطرين إلى متابعة دروس دعم مكثفة لتحسين مستواهم و بالتالي التمكن من متابعة و فهم دروسهم في هذا التخصص الذي يفرض الاتقان و التحكم الجيّد في مختلف اللغات.و بقدر تضاعف عدد الطلبة المسجلين بكليات اللغات بقدر تهافت الراغبين في تعلم و تحسين مستواهم في اللغات الأجنبية الثانوية بمراكز اللغات المكثفة العمومية كما هو الحال بمركز منتوري الذي يعد من أقدم المراكز على مستوى شرق البلاد (فتح أبوابه عام 1982) و الذي أكد مديره الدكتور محمد الأخضر سبيحي بلوغ عدد المسجلين فيه هذا العام ما يقارب ال2000طالب، يشكل الجامعيون نسبة معتبرة منهم.و أوضح الدكتور سبيحي و هو أستاذ لسانيات و تعليمية اللغات بقسم الترجمة بجامعة منتوري بأن اللغتين الفرنسية و الانجليزية تبقيان في مقدمة اهتمام الراغبين في تعلم اللغات الأجنبية لأسباب كثيرة منها اتساع تداول الفرنسية في المحيط الإداري و الانجليزية في مجال البحث العلمي. و عن سر الإقبال على اللغة الإسبانية، ذكر محدثنا أن توّفر المركز على أستاذين إسبانيين قد يكون وراء ذلك لأن الراغبين في تعلم اللغات يفضلون تلقيها من المنبع.و بالرغم ما حققته لغة فولتير من موقع مهم في المجتمع منذ عهد الاستعمار،إلا أن لغة "شكسبير" أصبحت بدورها تحتل مكانة جد مهمة خاصة تزايد عدد الشركات الأجنبية ببلادنا و التي زادت اهتمام الموظفين بلغات أخرى منها التركية و الألمانية و اليابانية غير أن كل هذه اللغات بما فيها اللغة الانجليزية لم تنجح في كسر احتكار اللغة الفرنسية بهذه المراكز.