يشتكي سكان مداشر وقرى بلدية الزيتونة بولاية الطارف، من تدهور ظروفهم المعيشية و غياب برامج التنمية رغم الشكاوي والنداءات المرفوعة لرفع الغبن عنهم بالنظر لعدد المشاتي المعتبر. تحصي البلدية 17 مشتى منتشرة عبر تراب البلدية بالمناطق النائية مع التماس مع الحدود التونسية . يعاني سكانها متاعب العزلة والحرمان أمام إفتقارهم لأدنى المرافق الحياتية . هذا الواقع دفع الكثير منهم إلى هجرة مشاتيهم والنزوح نحو مقر البلدية . تاركين ورائهم أرزاقهم وأراضيهم الفلاحية. بينما تفيد مصالح بلدية الزيتونة أن المشاتي الحدودية استفادت من عدة مشاريع تنموية و أن عملية جارية لتخليص السكان من مشكلة نقص مياه الشرب. و طرح السكان في إتصالهم مع « النصر» جملة من الإنشغالات والنقائص التي يتخبطون فيها والتي أثرت سلبا على إطارهم الحياتي أمام تجاهل المسؤولين التكفل بها كما يقولون .العزلة المضروبة على أغلب المشاتي هي بسبب تدهور حالة الطرقات والمسالك التي توجد في حالة يرثى لها ، مما زاد في متاعبهم وصعب في حركة تنقلهم نحو البلدية لقضاء مصالحهم وإيصال حاجياتهم . و تزداد حدة هذه المشكلة في الحالات الطارئة حيث يجد السكان صعوبة في إيصال مرضاهم نحو المصالح الصحية بسبب رفض أصحاب المركبات نقلهم بمبرر الحالة الرديئة للطرقات . ما يدفعهم في غالب الأحيان إلى الإستنجاد بالجرارات والعربات النفعية . زيادة على ذلك أثار السكان النقص الكبير المسجل في التزود بالمياه حيث يلجأون حاليا إلى جلب حاجياتهم من هذه المادة الحيوية من الشعاب والينابيع الطبيعية بقطع الكيلومترات على الأقدام ، و بالإستعانة بالعربات اليدوية و الحمير وسط شجار متكرر كل يوم بين السكان من أجل الظفر بقليل من الماء لسد حاجياتهم اليومية، وهي المشكلة التي تتفاقم حدتها صيفا مع إستفحال الأزمة جراء جفاف منابع وتراجع منسوبها . يحدث هذا بالرغم من الوعود التي تلقاها سكان مشاتي الزيتونة حسبهم من قبل للسلطات في عدة زيارات سابقة إلى هذه المناطق الحدودية بتخصيص مشروع لهم لإنهاء معاناتهم مع هذه المشكلة التي تبقى الشغل الشاغل لهم . تقرر بتلك الوعود ربطهم من سد ماكسة عبر القناة الرئيسية التي تزود البلدية غير أن ذلك ظل مجرد وعود لا غير . من جهة أخرى يثير السكان متاعب المتمدرسين مع مشكلة النقل المدرسي أمام محدودية الوسائل وعجز البلدية عن التكفل بهذه العملية لمحدودية إمكانياتها وهو ما أدى إلى توقف أبنائهم عن مواصلة تعليمهم في سن مبكرة خصوصا الفتيات . كما تطرح مشكلة ضعف التغطية الصحية والمشقة التي يتكبدونها في تلقي العلاج بقطع الكيلومترات نحو المصالح الإستشفائية الحضرية بعاصمة الولاية . قاعات العلاج المتوفرة باتت خدماتها لا تلبي الحاجة . ويقتصر نشاطها على تقديم الحقن مع غياب الطبيب طيلة فترات الأسبوع . أمر يدفعهم إلى التنقل نحو البلديات المجاورة لتلقي العلاج . ما زاد من معاناتهم . ناهيك عن مصاريف النقل الباهظة أمام تدني ظروفهم الإجتماعية الصعبة. و أضاف السكان بأن الوضع يزداد خطورة في الحالات المرضية ليلا خاصة مع الحوامل اللواتي عادة ما يضعن حملهن على متن السيارات النفعية و الجرارات الفلاحية ، وهن في الطريق للمستشفى على مسافة تقارب 25كلم . من ناحية أخرى أثار السكان حرمان بعض السكان من الكهرباء الريفية حيث لازالت العائلات تستعمل طرق بدائية في الإنارة . فيما لجأت أخرى إلى جلب خيوط فوضوية من السكان المجاورين رغم الأخطار التي تحدق بهم . تماما كتفشي البطالة في أوساط الشباب الذين يشتكون الفراغ القاتل مع إنعدام أبسط المرافق الشبانية والترفيهية والرياضية . وضع دفع هؤلاء إلى ممارسة التهريب عبرالحدود . والبعض الآخر اضطر إلى هجرة هذه القرى نهائيا نحو المدن. البلدية تؤكد أن المداشر والقرى الحدودية والنائية حظيت بعدة مشاريع هامة لتحسين ظروف معيشة سكانها منها ما تعلق بفك العزلة ، أو البناء و الكهرباء الريفية... وغيرها . وأخذت مديرية الموارد المائيةعلى عاتقها عملية لتزويد كافة المشاتي الحدودية بالمياه . مشروع سيضع حدا نهائيا لمعاناة السكان مع هذه الأزمة . كما تم إدراج هذه المشاتي ضمن البرنامج الجاري للإستفادة من عدة مشاريع في مختلف الميادين للقضاء على عدة نقائص وتلبية مطالب سكان المشاتي .