وصفت أمس النقابة الوطنية للأساتذة الباحثين الإستشفائيين و الجامعيين ، وضعية المستشفى الجامعي إبن باديس بقسنطينة بالكارثية . وتحدثت عن نقص كبير في الأدوية و المعدات الطبية و عن اختلالات في عمل المصالح الجراحية . وضع جعل الأطباء يعملون في ظروف "مهينة " تقول النقابة بأنه لا يمكن تحملها لوقت أطول . و جاء في رسالة موجهة لمدير المستشفى الجامعي سُلمت ل «النصر» نسخة عنها ، بأن النقابة إجتمعت مرتين مع المدير المعين منذ 6 أشهر، ونقلت له إنشغالات الأطباء بخصوص ظروف العمل " الكارثية « بكل المصالح ، ما أثر سلبا على التكفل بالمرضى. إذ تم في آخر لقاء يوم 29 جوان الماضي، شرح العجز الذي يشهده المستشفى خاصة في المصالح الجراحية ، التي تجرى بها تدخلات صعبة و تتطلب وقتا طويلا ، بإضاءة ضعيفة و بدون تكييف و بإستعمال معدات طبية قديمة جدا. و أضافت النقابة في رسالتها بأن مصلحة الإستعجالات الجراحية لا تتوقف خلال المناوبات الليلية عن إستقبال حالات معقدة من الولايات المجاورة . وذلك مقابل نقص في الأسرة بمصلحة الإنعاش و غياب ممرض مؤهل . كما تطرقت النقابة إلى إستمرار تعطل أجهزة الأوكسجين بمصلحة الأذن و الأنف و الحنجرة . و توقف التدخلات الجراحية لهذا السبب و لعدة أشهر.زيادة على غياب مراحيض و قاعات مخصصة للأطباء الجراحين المناوبين، الذين لا يستفيدون أيضا من وجبات لائقة. ووصف الأطباء ظروف العمل خلال المناوبة بالإستعجالات الطبية بالسيئة . و تحدثوا عن غياب النظافة وإنعدام الأمن سيما في الفترة المسائية . كما تطرقوا إلى « نقص» في الطاقم شبه الطبي و القابلات و عاملات النظافة . وكذلك في المواد و التجهيزات الطبية المستعملة في الجراحة و التخدير. مضيفين بأن كميات الأدوية تقل بعد الساعة الرابعة مساء . كما أن أكياس الدم تصبح ، حسبهم، مفقودة في كثير من الأحيان ، ما يضطر الطبيب للبحث عنها بنفسه بين الهياكل الإستشفائية الأخرى من أجل القيام بالتدخلات الجراحية للمريض في وقتها. و تضيف النقابة بأن جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي " إي.أر.أم» لم يشغل بعد . كما أن جهاز السكانير يعمل بشكل متقطع ما يجبر المرضى على اللجوء إلى إجراء التحاليل خارج المستشفى . قبل أن تتحدث عن تعطل المصاعد الكهربائية بمركز مكافحة السرطان منذ عدة أشهر. وعن غياب أبواب بغرفة العمليات لمصلحة جراحة العظام ، ما يمنع إجراء العمليات الجراحية الباردة منذ مدة طويلة و تطرقت النقابة أيضا إلى مشكلة تسربات مياه الصرف الصحي إلى داخل المصالح . والخطير في الأمر، يضيف نص الرسالة ، أن هذه التسربات مست قاعة بها أجهزة علاجية بمركز مكافحة السرطان و مخبر علم السموم و علم الطفيليات. و تؤكد النقابة بأنها قد أعربت للمدير عن إستيائها من تحول المستشفى الجامعي إلى ما يشبه حظيرة عمومية للسيارات . ما أدى إلى حدوث ضجيج كبير بهذه المؤسسة الصحية . كما تؤكد بأنها أعلمته بعدم تلقي مخلفات الزيادة في الأجور و منح المناوبة . و كذا عدم تحيين سلم الرتب و مناصب المسؤولية بالمصالح. وإنتقدت النقابة الإتهامات التي وجهها مدير المستشفى في ندوته الصحفية الأخيرة بخصوص توجيه طبيب لأحد مرضاه نحو عيادة خاصة . و ذلك " دون التأكد من الأمر» لتختم بيانها بالتأكيد على أن الأطباء لن يستطيعوا العمل في هذه الظروف « المهينة « للطبيب و المريض لمدة أطول قبل أن تكشف بأنها ستعقد جمعية عامة الشهر المقبل ، بهدف تقييم الوضع و تحديد نوعية التحركات التي يتوجب إتخاذها مستقبلا . بالتأكيد أن هذه الإنشغالات ستكون على طاولة مدير الصحة بالولاية المنصب قبل يومين ، وكذا محل دراسة مدير المستشفى لتوضيح كل هذه الإنشغالات التي هي شهادة نقابة الأطباء وننتظر وجهة نظر المديرية . ولعلها أيضا تفاعلات جاءت عقب زيارة وزير الصحة الأخيرة إلى مستشفى قسنطينة ، والقرارات الناجمة عنها .