نقص أجهزة الإنعاش يوقف عمليات جراحية بالمستشفى الجامعي بقسنطينة توقف يوم أمس أطباء بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة عن العمل، احتجاجا على ما أسموه بتدهور ظروف العمل و نقص الأجهزة الطبية الضرورية لعلاج المرضى، على غرار أجهزة الإنعاش الطبي التي منع تعطلها المستمر من إجراء تدخلات جراحية مستعجلة. و في ندوة صحفية نظمها صباح أمس المكتب الولائي للنقابة الوطنية للأساتذة الباحثين الإستشفائيين الجامعيين، خرج أطباء بالمستشفى الجامعي ابن باديس عن صمتهم تجاه وضعية "كارثية" يقولون أن أكبر مستشفى بالشرق يعاني منها منذ مدة دون أن تتدخل، حسبهم، أية جهة لتسوية المشاكل العالقة، التي أثرت على عملهم و خلفت معاناة مستمرة لمرضى، أصبحوا يمكثون بالمستشفى "ليموتوا" عوض تلقي العلاج، و هو وضع دفع بحوالي 300 طبيب استشفائي جامعي بمستشفى ابن باديس إلى اتخاذ قرار التوقف عن العمل للفت انتباه الإدارة و وزارة الصحة، مع ضمان الحد الأدنى من الخدمة لصالح الحالات الإستعجالية، حسب المحتجين. و قد طرح الأطباء مشكلة نقص التجهيزات الطبية المستعملة لإجراء الأشعة و التحاليل الضرورية للمرضى، الذين أصبحوا يضطرون للقيام بها لدى الخواص بتكاليف باهظة، بينما حرم آخرون من دخول قاعات الجراحة لعدم تمكنهم من إجراء التحاليل المستعجلة رغم خطورة حالاتهم التي تستوجب التدخل الفوري. و الأخطر من كل ذلك حسب منشطي الندوة، هو تسجيل نقص فادح في أجهزة التنفس الاصطناعي منذ شهر سبتمبر الماضي، بسبب تعطل الكثير منها و قدمها ما اضطر الجراحين و الأطباء لوقف إجراء الكثير من العمليات، و هو وضع زاده تعقيدا، حسبهم، أزمة نقص غاز "بروتوكسيد الآزوت" المخدر، و هو ما وضع الطاقم الطبي في حرج كبير، بالأخص تجاه مرضى السرطان الذين يموتون في صمت. الأطباء أكدوا أنهم مستعدون لاستقبال أعداد أكبر من المرضى شرط توفر العوامل المساعدة على أداء مهمتهم على أكمل وجه، حيث تحدثوا عن نقص الأمن داخل المستشفى الجامعي ما تسبب في تعرض المرضى و الطاقم الطبي للاعتداءات، إلى جانب انعدام النظافة بسبب نقص عاملات التنظيف، كما استغربوا استمرار تكديس النفايات الطبية بالقرب من المصالح و حرقها رغم الحديث عن قرب تشغيل جهاز رمد تقني جديد، كما دقوا ناقوس الخطر لتنامي ظاهرة تجول الكلاب الضالة في أرجاء المستشفى و الفئران داخل المصالح ،و نددوا ب "تدني" الوجبات المقدمة في المطعم و عدم السماح للكثير منهم بركن سياراتهم، ما أدخلهم في حالة توتر مستمرة زادت حدّة مع عدم تلقيهم منح المناوبة منذ العام الماضي، و تأخر تسديد الأجور و مخلفات الزيادة فيها لمدة فاقت الشهرين. من جهة أخرى تساءل الأطباء عن سبب عدم تشغيل أجهزة التدفئة المركزية إلى اليوم و استمرار تعطل الكثير منها، داخل مستشفى يمكث فيه مئات المرضى، الذين اضطر الطاقم الطبي لنقلهم بين المصالح بحثا عن مكان دافئ، على غرار ما سجل في مصلحة أمراض الأعصاب التي حُوّل مرضاها إلى مصلحة أخرى، كما طرح المعنيون استمرار تسجيل تسربات مائية عبر الأسقف، متسائلين عن مصير الأموال التي خصصتها الدولة لصالح المستشفى. مدير المستشفى الجامعي قال في رده على انشغالات الأطباء، أن أغلب ما يطرح من مشاكل سببه الضغط على مستشفى يستقبل مرضى 17 ولاية، و ذلك مقابل تأخر مشروعي المستشفى الجامعي الجديد و مركب الطفولة و الأمومة علي منجلي، حيث تمت مراسلة الوزارة الوصية في هذا الشأن و تقرر تبعا لذلك توظيف 23 عاملة نظافة و 17 عون أمن جديد، في وقت لا تزال الأشغال جارية لتحسين التدفئة و ينتظر الشروع قريبا في ترميم مصلحتي التوليد و الاستعجالات.و اعترف المدير بتسجيل أعطاب مستمرة بأجهزة الأشعة و الكشف الطبي بسبب كثرة استعمالها، على غرار أجهزة الإنعاش الطبي التي تقرر الاستعانة بالشركات الموردة لها من أجل إخضاعها لعمليات صيانة، كما أبرمت اتفاقية لاقتناء أجهزة جديدة تصادق عليها لجنة الصفقات العمومية قريبا، ليضيف فيما يخص تأخر صرف الأجور و الزيادات للأطباء ، بأن العملية تمت أول أمس فقط بمجرد إتمام الإجراءات المالية مع الوزارة الوصية، في انتظار تسوية مشكلة منح المناوبة الليلية قريبا.