إضراب الأطباء المقيمين يشل مستشفى ابن رشد الجامعي عاش مستشفى إبن رشد الجامعي بعنابة منذ الساعات الأولى لفجر أمس الأحد على وقع حركة إحتجاجية عارمة، جراء الشلل الكلي لمختلف المصالح على مستوى هذه المؤسسة الإستشفائية، بسبب الإضراب الذي قام به الأطباء المقيمون، و الذي لقي دعما من الممرضين العاملين بالمستشفى. قبل أن تمتد المقاطعة إلى بقية الجهات التي ساندت الإضراب، و دعت إلى ضرورة تحرك المديرية الولائية من أجل تعزيز التغطية الأمنية على مستوى كامل المصالح، خاصة و أن الأطباء و أعوان التخدير العاملين على مستوى مصلحة الإستعجالات الطبية و الجراحية أصبحوا عرضة لمضايقات يومية من طرف المرضى و أهاليهم، بلغت درجة الإعتداءات الجسدية بإستعمال الأسلحة البيضاء. و هي الأحداث التي دفعت بالأطباء المقيمين، أعوان التخدير و الممرضين إلى إتخاذ قرار يقضي بدخولهم في إضراب عن العمل إلى غاية الإستجابة لمطلبهم الرئيسي، و المتمثل في ضرورة توفير التغطية الأمنية الكافية. هذه الإحتجاجات جاءت إمتدادا للحادثة التي هزت مستشفى إبن رشد بعنابة نهاية الأسبوع الفارط، حيث تعرض أحد أفراد الطاقم الطبي المناوب لإعتداء جسدي من طرف بعض أهالي مريض لفظ أنفاسه الأخيرة بمصلحة الإستعجالات الطبية و الجراحية. فقد تعرض طبيب مقيم لجروح بليغة، مما تسبب في لإحداث حالة من الذعر و الفزع في أوساط المرضى و العاملين بذات المصلحة، لأن أهل الضحية كانوا قد سارعوا على إقتحام غرفة الإنعاش بمجرد تلقيهم خبر الوفاة، لتأخذ الأمور بعدا مغايرا، بعدما عجز أعوان الحراسة عن التحكم في الوضع، لأن غليان أهالي الضحية بلغ ذروته، فقاموا بالإعتداء على بعض أفراد الطاقم، مع محاولة تحطيم المعدات و التجهيزات الطبية، و هو ما نجم عنه تعرض طبيب مقيم في السنة الثالثة جراحة عامة لجروح. و هي الحادثة التي كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، و دفعت بالأطباء على شن حركة إحتجاجية طرحوا من خلالها كل إنشغالاتهم، والتي يتصدرها غياب الأمن وكذا الظروف السيئة التي يؤدي فيها الطبيب عمله داخل مصلحة أصبحت عرضة للإقتحام من طرف أشخاص مدججين بالأسلحة البيضاء، خاصة و أن مصلحة الإستعجالات شهدت في العديد من المرات نشوب معارك بالسكاكين بين مجموعات أشرار، و هذا في غياب التغطية الأمنية الكافية للطاقم الطبي الذي يضمن المناوبة.