بوابة تبسة على الصحراء تحتاج إلى طريق و ثانوية و كهرباء تعد بلدية فركان البوابة الثانية ( إضافة إلى نقرين ) التي تطل منها ولاية تبسة على الصحراء الكبرى . كما أن موقعها الذي حباها به الله جعلها متفتحة غربا وشمالا وجنوبا على ولايات مهمة كبسكرة وخنشلة والوادي . ويبعد مقر بلدية فركان 170 كلم إلى الجنوب الغربي من عاصمة الولاية تبسة . هي ذات طبيعة صحراوية ويقطنها أزيد من 11 ألف ساكن ، منتشرين في عدد من المشاتي وخاصة بالمجمعين السكنيين جارش و مديلة . يزاول أغلب سكانها الذين ينحدر غالبيتهم من عرش النمامشة الفلاحة وتربية الماشية . أمر أهلها لتكون قطبا فلاحيا مدعما للولاية بالحبوب المنتجة عن طريق السقي والري الفلاحي وكذا الزيتون والتمور ولو بدرجات متفاوتة . توجد بها معاصر لعصر الزيتون بطريقة تقليدية يعود بعضها لفترة العشرينيات من القرن الماضي . كما يتواجد بها عدد من الآثار الرومانية ومنابع مياه طبيعية لم تستغل لحد الآن رغم ما تحقق في مجال التنمية إلا أن المواطن الفركاني لا يزال يشتكي من عدة نقائص، ويأمل في المقابل من السلطات المحلية والولائية الإلتفات لهذه البلدية وإنتشالها من دائرة التهميش والعزلة والبطالة . مشيرين إلى أنهم كثيرا ما يجدون أنفسهم في مواجهة مفتوحة مع الرمال القادمة من الجنوب الكبير . بين أمنيات المواطنين ومسعى السلطات يظل الإطار المعيشي للمواطن الفركاني بحاجة إلى مشاريع إضافية تساعدهم على التغلب على رياح الجنوب والرمال الصفراء التي تلتهم سنويا مئات الهكتارات من الأراضي الرمادية. الطريق الولائي شريان فركان الوحيد نحو العالم الخارجي الزائر للوهلة الأولى لفركان تقف عيناه على حاجة هذه البلدية لمشاريع التهيئة والمنشآت القاعدية، إذ لا يمر بها سوى الطريق الولائي رقم 149 – أ- فضلا عن 4 طرق بلدية على باتجاه مديلة وبليدة وجارش، ويأمل المواطن من القائمين على القطاع خلق طرق جديدة ومسالك لفك العزلة وتمكين سكان المناطق النائية من الإستفادة كغيرهم من المواطنين من مشاريع التنمية. وكان والي تبسة الجديد قد عاين منذ يومين سير العمل بمشروع إعادة الاعتبار للطريق الولائي رقم 149 – أ – في جزئه الرابط بين فركان ونقرين على مسافة 11 كلم، وهو المشروع الذي بلغت نسبة تقدم الأشغال به ال 60 بالمائة، وينتظر تسليمه قبل نهاية الثلاثي الأول من سنة 2016 على أقصى تقدير، وتأتي أهمية الطريق في كونه الوحيد المؤدي إلى نقرين وقد يساعد ذلك في تجاوز مشكلة فيضانات مياه وادي السخنة خصوصا بعد سقوط الأمطار الموسمية، و سيتدعم المشروع كذلك بجسر كبير يعد الثالث من حيث الحجم بالولاية لتجنب مخلفات مياه الأمطار الطوفانية التي تأتي زاحفة كالحية الرقطاء عبر هذا الوادي، ومن المنتظر أن تتدعم البلدية بمشاريع قطاعية وبلدية أخرى مما سيقلص من حجم العزلة ويحرك التنمية بمختلف الجهات. ضعف الكهرباء سبب المعاناة بالمناطق الفلاحية يشتكي القاطنون بالمناطق الريفية والحضرية على حد سواء من ضعف التيار الكهربائي الموجه لمساكنهم، بحيث لا يلبي حسبهم مقتضيات ما يحتاجونه وعلى وجه الخصوص في فصل الصيف الذي يزداد فيه الاقبال على الطاقة قصد التبريد والتكييف، ويعقد المواطنون آمالا عريضة على مشاريع مديرية الطاقة المبرمجة مستقبلا لتحسين نوعية الخدمة الموجهة إليهم. وأرجعت من جهتها مديرية توزيع الكهرباء والغاز الوضعية إلى ارتفاع استهلاك الطاقة وزيادة الطلب عليها بالمناطق الفلاحية وفي أوقات معينة، مشيرة إلى أنه قبل سنة 2011 كانت البلدية ومناطق من شمال ولاية الوادي كمديلة وبن قشة تمولان من مركز بئر العاتر، وبحلول سنة 2012 تغير الحال وتحسن الوضع بعد فك الارتباط مع المناطق التابعة لولاية الوادي، وتتوقع المصالح ذاتها تحسنا مضاعفا في نوعية الطاقة بعد دخول محول الضغط العالي المزمع إنجازه بمنطقة كيسران الخدمة، حيث أسندت أشغال الهندسة المعمارية لإحدى المقاولات منذ شهر وسيمتد تأثير هذا المشروع لمنطقة التوسع الفلاحي المبرمجة من طرف السلطات على مساحة 50 ألف هكتار، مع العلم أن بلدية فركان سبق لها أن تدعمت ب 5 محولات كهربائية جديدة في 2015 و2014 في إطار البرنامج الاستعجالي القاضي بتحسين نوعية الخدمة الموجهة للمواطنين، كما ذكرت مديرية النشاط الاجتماعي بأن مدينة فركان العتيقة ستتدعم بمشروع آخر للإنارة في إطار مشاريع التنمية الجماعية وهو الآن في مرحلة فتح الأظرفة لاختيار المقاولة المكلفة بالإنجاز. تلاميذ الثانوي ينتظرون نهاية الرحلة اليومية نحو نقرين السكان يقولون بأن كمية المياه الموجهة لهم صيفا غير كافية وأن هناك تذبذبا في التوزيع، بينما البلدية ومديرية الري تؤكدان أن التوزيع يتم بصفة عادية ودون مشاكل وبالأخص بعد التجديد الكلي لشبكة التوزيع والنقل، وأكدت من جهتها مديرية الري بأن البلدية تمون من 3 آبار عميقة بطاقة 50 لترا في الثانية . وتقوم 3 خزانات تقارب قدرتها التخزينية 2300 لتر على تأمين إحتياجات السكان من هذه المادة ، كما أن هناك مشاريع أخرى مستقبلية قطاعية وأخرى بلدية ستدعم قطاع الشرب بهذه البلدية. بالنسبة لقطاع التربية الذي وصفه الوالي في أول خرجة بالجيد على العموم فإنه يضم 6 إبتدائيات ومتوسطة وثانوية وحيدة هي الآن في طور الإنجاز . من المتوقع أن يتدعم القطاع بأقسام توسيعية ومطاعم مدرسية جديدة مع بداية الدخول المدرسي المقبل، وكان الوالي قد عاين سير الأشغال بمشروع المجمع المدرسي نوع أ 1 الكائن بفركان القديمة الذي رصد له غلاف مالي يقارب2.5 مليار سنتيم، أين شدد على ضرورة الانتهاء من الحجرات الجديدة قبل الدخول المدرسي 2016/2017، كما وقف على سير الأشغال بالثانوية الجديدة والوحيدة نوع 600/200 بالبلدية التي ستكلف الدولة مبلغ 13 مليار سنتيم، وأمر المقاولة بالاسراع في وتيرة الإنجاز لتكون جاهزة مع الدخول المدرسي 2016/2017 ومن ثم إعفاء قرابة 150 تلميذا من التنقل صوب ثانوية نقرين المجاورة. كما أوشكت عملية إنجاز 6 أقسام بابتدائية بن جديد محمد على الانتهاء لتكون جاهزة للدخول المدرسي القادم وستسمح بتمدرس جيد لتلاميذها الذين كانوا يتمدرسون في أقسام غير وظيفية بالنظر لقدم هذه المؤسسة. إصابة 41 شخصا بلسعات عقارب في الأشهر الخمس الأخيرة يظل اللدغ العقربي من أهم التحديات التي تواجه ساكني فركان . يزداد هذا الخطر كلما إرتفعت درجات الحرارة التي تعد أحد العوامل المساعدة على تكاثر الأفاعي والعقارب والقوارض والزواحف السامة . وتشير إحصائيات مكتب الوقاية بمديرية الصحة والسكان بتبسة إلى تعرض 41 شخصا من قاطني بلديتي فركان ونقرين للسعات العقارب وذلك خلال ال5 أشهر الأولى من سنة 2015، أين تلقوا العلاج المناسب وغادروا الاستعجالات، والرقم مرشح للارتفاع على إعتبار أن الخطر يزداد صيفا، ويأمل المواطن الذي يجد نفسه في بعض الأحياء مجبرا على شد الرحال نحو نقرين وبئر العاتر أن يتدعم القطاع الصحي بمرافق وهياكل صحية إضافية، ولم لا مستشفى للتكفل بجميع الحالات الاستعجالية وإعفاؤه من عناء التنقل والتحويل لمستشفيات البلديات المجاورة. الوالي : سنقترح فركان ونقرين ضمن برنامج تنمية الجنوب الكبير تعهد والي تبسة علي بوقرة عقب زيارته لجنوب ولاية تبسة بإقتراح بلديتي فركان ونقرين ضمن برنامج تنمية الجنوب الكبير لإحداث ديناميكية تنموية بالمنطقتين، ويعول المواطن فيهماعلى هذا الإجراء الذي سيسمح بتقليص حجم المشاكل التي يعاني منها الجنوب التبسي، بحيث سيسمح المقترح بإستفادة البلديتين من عدة عمليات وتدعيمات لم تكن مدرجة في برامج التنمية الخاصة بالهضاب العليا، وسيقلص من حجم الفارق الحاصل بينهما وبين بلديات مجاورة بولاية الوادي. وكان ذات المسؤول قد عاين محيط الاستصلاح الموجه للشباب المقدر عددهم ب 412 شابا بطالا، أين شدد على ضرورة تمكينهم من العقود النهائية وتذليل الصعوبات التي تواجه تنفيذ مشاريعهم على غرار مشكلتي ربط محيطهم بالمياه والطاقة، كما طالب بتثبيت الفلاحين بعقود رسمية وخلق ديناميكية في القطاع الفلاحي بفركان التي تعد أحد أهم أقطابه وخاصة الزراعة المسقية التي تقارب 4150 هكتارا. ويعول السكان على مشاريع الدعم المختلفة التي بإمكانها خلق الإضافة في قطاع الفلاحة الذي بالرغم من ذلك حقق قفزة نوعية في السنوات الأخيرة ولم يتأثر كثيرا بعامل الجفاف الذي يضرب الولاية لمواسم متعددة. ولا يقتصر حضور القطاع الفلاحي على ما تجود به أرض فركان وكثبانها بل يمتد كذلك للثروة الحيوانية الهامة التي تعيش عليها، أين تحصي المصالح الفلاحية 22976 رأسا من الأغنام و3721 رأسا من الماعز و327 رأسا من الأبقار، وسبق للمصالح البيطرية أن نظمت حملة لتلقيحها مجانيا ضد الجدري والحمى المالطية والقلاعية والكلب والعملية متواصلة، وتضم الخريطة الفلاحية كذلك أكثر من 380 رأسا من الإبل التي تحتاج لبرنامج خاص ودعم خاص لتطوير هذه الشعبة بالبلدية والولاية عموما، وربما سيساهم إلحاق هذه البلدية ببرامج الجنوب في تلك التنمية التي طالما طالب بها المربون. نشير إلى أن بلدية فركان التي شهدت نقلة نوعية في المشاريع السكنية تبقى بحاجة لمناصب عمل إضافية لإدماج خريجي الجامعة، في الوقت الذي يستفيد بها حاليا 256 معوزا من إعانات الدولة حسب إحصائيات مديرية النشاط الاجتماعي، و250 آخر من منحة التضامن و124 شخصا من منحة نشاط الإدماج الاجتماعي، و68 عاملا من ورشات النظافة التابعة لمديرية التشغيل.