غياب الجمهور يؤجل فعاليات عاصمة الثقافة العربية إلى الدخول الاجتماعي قررت محافظة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، تأجيل عدد من الفعاليات الثقافية التي كانت مبرمجة لشهر أوت الجاري، بما في ذلك الأسابيع الثقافية و ملتقى حول الموسيقى القسنطينية و أعلامها، بسبب غياب الجمهور و عزوفه عن حضور الفعاليات المقامة في إطار الحدث، سيما بقاعة العروض الكبرى أحمد باي رغم نجومية الأسماء التي تحيي سهراتها. و أوضح سامي بن الشيح الحسين محافظ التظاهرة أمس خلال ندوة صحفية عقدها لتقييم حصيلة الأربعة أشهر الأولى من عمر الحدث الثقافي العربي، بأن مواعيد البرنامج الأولي للتظاهرة محترمة و يتم تطبيقها بكل دقة و جدية منذ انطلاق الحدث، غير أن المشكل الأساسي يكمن في عزوف المواطنين على حضور مختلف النشاطات المسطرة، إذ تجري معظمها أمام مقاعد شبه فارغة، رغم أهميتها، مؤكدا بأن كافة الإجراءات قد اتخذت بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة و الإعلام و بلدية قسنطينة، لتسهيل تنقل العائلات الراغبة في حضور حفلات قاعة "الزينيث"، من أجل ضمان عودة الجمهور للمشاركة كعنصر أساسي في الحدث. من جهة ثانية تعتزم المحافظة، ضبط برنامج جواري جديد يعد بمثابة اجتهاد إضافي، هدفه إحياء الحركية الثقافية و إشراك المواطن بشكل أكبر فيها، سيتم تنفيذه كما أوضح، بالتنسيق مع جمعيات الأحياء و المجتمع المدني، ويتعلق الأمر بتوسيع دائرة النشاطات و إدراج فعاليات فنية لم يتضمنها البرنامج الأولي، فضلا عن تطبيق مخطط اتصال جديد لإعطاء صدى أكبر لنشاطات الحدث، يقوم بتحيين الموقع الالكتروني للتظاهرة، استخدام الرسائل النصية الهاتفية القصيرة للإعلام بمواعيد الحفلات و العروض، فضلا عن استحداث جريدة مجانية نصف شهرية " المدينة نيوز"، ناطقة باللغتين العربية و الفرنسية، ستصدر دوريا بداية من اليوم، و تتضمن كافة الأخبار و المواعيد الثقافية ، إضافة لملخصات عن برنامج التظاهرة، وذلك بهدف تحسين العملية الإعلامية و خلق همزة وصل بين التظاهرة و المواطن القسنطيني. المخطط يشمل أيضا إنشاء أربعة أكشاك تفاعلية بكل من حي زواغي سليمان، ساحة أحمد باي، بمحاذاة المركز التجاري بوغابة بحي الدقسي، و ملعب بن عبد المالك وسط المدينة، سيسيرها أعوان و مضيفو التظاهرة، ستكون بمثابة أبواب مفتوحة دائمة على الحدث، ستعنى بتوزيع الجريدة، التعريف و الإعلام بالبرنامج المسطر، بيع تذاكر الحفلات، كما تعد فضاءات مفتوحة للأطفال توفر ورشات للرسم، كما تقدم عروضا فنيا و مسرحية صغيرة متنقلة. كما سيتم بداية من 25 أوت الجاري توفير ثلاث حافلات عرض سينمائية متنقلة، توزع بين بلدية قسنطينة و ضواحيها، و بلديات عين سمارة، الخروب و عين عبيد، إضافة إلى حامة بوزيان، زيغود يوسف، ديدوش مراد و مسعود بوجريو، ستقدم مجموعة من العروض لأفلام جزائرية، في انتظار انطلاق أولى عروض دائرة المسرح بداية شهر نوفمبر القادم. الندوة عرفت مشاركة مدير الديوان الوطني للثقافة و الإعلام لخضر بن تركي، الذي تطرق إلى قضية تذاكر الدخول لحفلات قاعة العروض الكبرى أحمد باي، و التي وصلت ل 900دج خلال حفل الشاب خالد، موضحا بأنها فرضت كخطة تنظيمية لتجنب الفوضى التي قد تخلفها مجانية العروض، مشيرا إلى أن تمويل التظاهرة من قبل الدولة لا يعني مجانية كل شىء، لأن قطاع الثقافة هو بدوره قطاع اقتصادي منتج. و أضاف بن تركي، بأن الديوان يسعى بدوره إلى تدعيم التظاهرة من خلال مجهود إضافي، مؤكدا بأن ميزانية حفلة الشاب خالد التي أثارت الجدل، لم تكن مدرجة ضمن برنامج عاصمة الثقافة العربية، بل تكفل بها الديوان الوطني للثقافة و الإعلام سعيا منه لخلق حركية أكثر. مشيرا إلى أنه و تشجيعا للحدث سيتم برمجة عروض موسيقية إضافية بقسنطينة تزامنا مع عروض مهرجان الموسيقى السنفونية الذي تحتضنه العاصمة نهاية سبتمبر القدم، حيث ينتظر أن تحيي فرق سوريا، مصر، أوكرانيا، و الصين وروسيا، حفلات إضافية بالمدينة في إطار عاصمة الثقافة العربية.