عروض ثقافية مختلفة أنعشت مشهد عاصمة الثقافة العربية، وبرامج فنية أحدثت حركية في المدينة التاريخية قسنطينة، والتي أضحت إشعاعا ثقافيا يضيء على الثقافة العربية. هي فعاليات تسهر على تنظيمها جهات تعوّدت على إثراء الفعل الثقافي وخلق الإبداع الفني على رأسها الديوان الوطني للثقافة والإعلام . "الشعب" تنقل التّفاصيل في هذه الوقفة. تعرف التظاهرة منذ تولي هذه الجهات زمام الأمور تنظيما وتسييرا محكما في برمجة المواعيد الثقافية بدءا بالأسابيع الثقافية للدول العربية وكذا الولاياتالجزائرية، ليسهر مؤخرا فريق الديوان الوطني للثقافة والإعلام على تنظيم وقفة عرفان وتقدير لما قدّمته للجزائر أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية، بمشاركة كوكبة من الفنانين العرب والجزائريين، والتي تحتضنها قاعة العروض الكبرى "أحمد باي". «الشعب" وفي زيارتها لقاعة أحمد باي عشية الحفل التّكريمي وقفت على التّحضيرات الحثيثة التي قام بها فريق الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وعلى رأسه فريق الإعلام والاتصال لإنجاح الموعد الفني الضخم بقسنطينة في إطار تظاهرة "عاصمة الثقافة العربية". كانت الاستعدادات على قدم وساق يعنونها التنسيق والعمل المحترف في التحضير لمثل هذه المناسبات الفنية، وهي العملية التي اعتبرت من الأعمال اليومية للديوان الوطني للثقافة والإعلام. وهو ما أكّده لنا مديره العام لخضر بن تركي بقاعة العروض الكبرى "أحمد باي". تحدّث بن تركي عن عدد من النقاط التي تتصل مباشرة والحدث العربي الثقافي الذي تستقبله قسنطينة لمدة سنة بأكملها، فاتحا قلبه، متجاوبا مع أسئلة جريدة "الشعب" حول عدد من النقاط والفعاليات التي تشهدها التظاهرة ودور الديوان في إنجاح البرامج الفنية والثقافية. ❊ الشعب: بمناسبة تنظيمكم لإكرامية الفنانة الراحلة وردة الجزائرية؟ كيف يستعدّ الديوان دائما للتّحضير لمثل هذه الفعاليات؟ ❊❊ لخضر بن تركي: الحفل التكريمي للفنانة الراحلة وردة الجزائرية لا يعتبر تكريما فقط، وإنما هو اعتراف للسيدة والفنانة وردة الجزائرية لما قدّمته للأغنية العربية وخاصة لبلادها سواء في فترة الاستقلال أو ما بعده، وأن اسمها ارتبط بكل المناسبات الوطنية حتى وفاتها، وقبلها بفترة معيّنة قد أعطت موافقتها للمشاركة في ذكرى ال 60 لاستقلال الجزائر. أما بالنسبة للحدث فإنّ برامج الديوان تعتبر دائم الوجود في كافة المناسبات الثقافية المبرمجة إضافة إلى نشاطاته اليومية، والديوان الوطني للثقافة والإعلام لا ترتبط نشاطاته فقط بالمناسبات، فالعمل الثقافي يعتبر فعلا يوميا وواقعا معاشا ترتقي معه العقول وتتغذّى بموجبه الروح الإنسانية. ❊ بما أنّكم على رأس الديوان الوطني للثقافة والإعلام تقفون على نجاح فعاليات التظاهرة، كيف تقيّمون الجو العام؟ ❊❊ إنّ الحديث عن الجو العام للتظاهرة بقسنطينة لا بأس به، إلا أن بعض الجهات تفهموا حقيقة تواجد الديوان الوطني للثقافة والإعلام وأخرى لم تفهم مغزى حضورنا وتنظيمنا وتسييرنا لبرامج وفعاليات التظاهرة، حيث فكروا أن الديوان دخيل وجاء ليحتل المكان الثقافي، وهو منظور خاطئ وغير منطقي إطلاقا، فالديوان هو مؤسسة عمومية مثلها مثل أي مؤسسة أخرى، فمثلا عند بناء مستشفى فمن الطبيعي أن تسيره وزارة الصحة وهكذا دواليك. وعندما نبني معلما ثقافيا فلابد من مؤسسة ثقافية عمومية تسهر على تسييره، نحن دائما نرى أن قطاع الثقافة مشخّص في أفراد وهذا غير معقول، منذ مجيء الديوان الوطني لقسنطينة تغيّرت الأوضاع وتحسّنت في عديد النواحي بدءا من التنظيم والتسيير والتقديم. ❊ كيف؟ ومن أي ناحية؟ ❊❊ هناك أعمال كثيرة نشتغل عليها كمؤسسة ثقافية ونعمل على تحضيرها، ومن بينها ذكرى تكريم وعرفان بأميرة الطرب العربي وردة، التي كانت من المفروض أن تكون بالجزائر العاصمة، لكن الديوان حاضر في الجزائر، قسنطينة وكل ولايات الوطن، وبما أنّ الفضاء الثقافي يسمح والحمد لله لتنظيم فعاليات بهذا الحجم والذي يعتبر مكسبا لقطاع الثقافة وللولاية، فطبيعي أن يكون الديوان على رأسه، وأنا أرد على من يعتبر أن اسم الديوان دخيل ويفكرون إتجاهه بسلبية أنه أمر خطأ لأن الديوان هو في الأول والأخير مؤسسة عمومية تقوم بمهامها المتعارف عليها. ❊ هل يمكن أن تحدّوثنا عن الأسابيع والأيام الثقافية التي تنظم من طرفكم، وهل من جديد؟ ❊❊ كانت هناك العديد من الأسابيع العربية التي مرت بقسنطينة وقدمت ثقافاتها إلى جانب الولاياتالجزائرية، وبرنامج الديوان لا يزال متواصلا في التحضير للدول الأخرى التي لم تشارك بعد، وبالمناسبة تم افتتاح الأسبوع الثقافي للمملكة العربية السعودية، إضافة إلى مشاركة ولاية بشار وولاية أخرى من الشمال. بالنسبة لنا كديوان فإن النشاط الثقافي متواصل مادام التظاهرة الثقافية متواصلة، هذا إلى جانب أعمال وبرامج ثقافية وفنية أخرى ممكن أن تكون مبرمجة في شهر رمضان الفضيل وسنكشف عنها في وقتها، فقاعة "أحمد باي" أنجزت حتى يكون هناك حركة ثقافية، وفي الأيام القليلة القادمة سيتم فتح الصرح الثقافي أمام الحرفيين من أبناء قسنطينة وكافة المبدعيين بالوطن من خلال تخصيص فضاء لتقديم منتجاتهم وأعمالهم الحرفية طيلة السنة الثقافية، ذلك بمشاركة جمعيات ناشطة في الولاية، حيث أنه لا يمكن أن يبقى هذا الفضاء غير مستغل وبدون نشاط ثقافي، فإن لم يستغل سيموت، وهو ما لم نستثمر من أجله أموالا طائلة فلابد من خلق جمهور وحركة ثقافية، ونحن اليوم نفكّر في فتح مدارس فنية على غرار المسرح، الموسيقى، الرقص التعبيري والإيحائي (الباليه)، وهو ما سيتجلى عنه حركية بالنسبة للشباب والأطفال، حيث يجدون ضالتهم الثقافية والترفيهية في هذه القاعة الكبرى. ❊ كيف تقيّمون فعاليات التّظاهرة بعد شهرين تقريبا من انطلاقها؟ ❊❊ إنّ تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2015 مستمرة فما حدد من برامج بالنسبة للديوان الوطني للثقافة والإعلام الأمور سائرة ومتواصلة ولا رجوع فيها، وسنقدم برامجنا إلى غاية ال 16 أفريل من سنة 2016 ، والباقي إذا كان فيه اقتراحات ونشاطات مقترحة من طرف الجمعيات فالديوان يفتح أبوابه لكل المشاركين بالولاية أو حتى خارجها.