إلى كل الأموات الذين أحببت.. كان يجب أن لا تتركوني -1- مستعد لأن أموت، كسفينة اتعبها السفر، كسفر أتعبته الخرائط الملتوية مستعد لأن أغلق أفقي وأن أحرق حقائبي.. كل حقائبي وأن لا تكون راحلتي غير أحلام متقاعدة منتهية. مستعد لأن أعطي جبيني، يداي وخطوي ظلا ووسائد وغرفا موصدة.. غبية مستعد لأن أكون رجلا، الأ ألعب.. ألا أحب.. ألا أفكر رجل يحب رسم المنازل وخربشة الأرقام وملاعبة حروف التمني. بوكفه زرياب رجل تزهر شفتاه ضحكا وسكر يستقبل البحار والجبال والسماء في غرفة نومه أو بين كتبه أو في حوض حمام ممطر. رجل لا يحب البقاء وحيدا، رجل يسهل عليه أن يعترف أنه هش كيقظة نعسى كرضيع يضنيه الخوف رجل يضل في مسكنه الأبدية يكتري القلوب، يستلف ابتسامة، كلمة منافقة، يدا عمياء مصافحة وكلمات ود يبيعها هنا وهناك رجل يدفنه الحزن كما الخريف يغني كما أغلق نوافذه: "شمسك في مفاصلي كالثلج، كالحريق يا قلقا يولد في طريقي يا فجر.. يا رفيقي"1 مستعد، في لحظة واحدة.. واحدة فقط أن أكون أنا، مجرد صورة تتم صورة فحرفا فلفظا فإسما.. فمعنى. ثم ذكرى تحتال على ذكرى وماض يقفز على رؤوس الأغادي يراقص الألهة أحادا أو مثنى.. مثنى. مستعد لأن لا أكون الا أنا مجرد أنا رسم يقايض الألوان والأشكال بظل يقتات من ظل. أو بحلم يستهويه حلما أو خمرا تعصرني يقظة وانتظار، لحظة فثانية، فلحظة أخرى، حتى تشربني موتا فتثمل. يعردها التيه فتتقياني بصيص رجل أو أدنى، مستعد لأن لا أكون إلا أنا، مجرد صورة تتم صورة فحرفا، فلفظا، فإسما.. فمعنى. أن أغلق كل متاحف الصور والتماثيل والأشباح وأن أرصف الغد بكل الحرف من كذب الحب والصلاة والسفر عبر جبين الأتي أن أعبد الأمل بكل القصائد التي احترقت وكل النهود التي اقترنت وكل الأوطان التي خنت والتي أحببت وغربت وأحرقت تم تلك الشوارع التي شردت وكل الشموع التي أشعلتها قربانا لكل المعابد التي أغرقت. مستعد لأن لا أكون أحدا إلا أنا رجل يحن إلى الجنة بين أحضان العهر والنسيان. رجل عار تكسوه آثامه، رجل بعض وجله عدم. فقط لو تامرين لو ترضين يا حبيبتي في لحظة واحدة أن أكون أنا مجرد صورة تتم صورة