حلّ مهاجم مولودية الجزائر محمد دراڤ ضيفا علينا في مقر جريدة “الهدّاف” أمسية الأربعاء، وأبينا إلا أن نخصّه بحوار خارج عن المعهود وتطرقنا معه في سياق الحديث إلى عدة جوانب وتعرّفنا بذلك على أمور لم يسبق له أن سردها من قبل، “كنت قريبا من الإنضمام إلى باريس سان جيرمان، لكن...” “لاأريد أن أكون مع إفتيسان في رحلة.. بعد رحيل خديس لم يعد لدي أي لاعب مقرب وديمبا سامط بزّاف” “شاوشي أكثر من أخي، إنسان رائع وأنا متأكد أنه سيلفت الإنتباه في المونديال” -------------- وكم كان الحوار معه شيقا بحكم بشاشته وروحه المرحة التي أنستنا دوران عقارب الساعة ولم نشعر بمرور الوقت بتاتا في ظل وجود ابن بوسماعيل بيننا. كيف هي طباعك؟ أنا هادئ في جميع ميادين حياتي سواء في الملاعب أو في حياتي اليومية. و لما تتوتّر أعصابي أحاول أن أتحكم في نفسي قدر المستطاع ولا أظهر ذلك إذا تحتمت الأمور. حتى لما يظلمونك؟ نعم لا يمكنك أن تتصور مدى تسامحي مع الجميع وأعتقد أن هذا الأمر هو نقطة ضعفي. ماذا تعني لك “الحڤرة”؟، وهل سبق لك المعاناة منها؟ “اللي يحڤر” ضعيف الشخصية وأنا غير معني بهذا الجانب، فمن غير المعقول أن أتعرض ل “الحڤرة” في هذا السن (يضحك)، ولكن كانت لي بعض الحوادث في الصغر وأيام الدراسة لا غير. ولمّا تتعرض إلى اعتداءات فوق الميدان، كيف تتفاعل معها؟ يا أخي في كرة القدم يمكنك أن تنتظر كل شيء وأنا مستعد لمسامحة كل من يعتدي عليّ حتى ولو “يكسّرني ما عليهش”. ما الشيء الذي يخيفك أكثر؟ الموت يا أخي إنها مرعبة. لو تعيش حياة أخرى من يا ترى ستكون؟ مارادونا. وما الشيء الذي تحبه كثيرا؟ السيارات. أتمنى أن أكسب كل الأنواع، ولكن أفضّل أكثر السيارات الرياضية. وهل مارست بها السرعة؟ لا لسوء الحظ لم أتمكن من ذلك. من هو الشخص الذي لا تريده أن يسافر معك في العطلة؟ المدرب يونس إفتيسان. ما هي الخصال التي تعتقد أنها الأهم في الرجل المثالي؟ “الرجلة” في محلها بطبيعة الحال والصراحة لأنني أريد من الرجل أن يكون مقتنعا بما هو عليه. وفي المرأة؟ (يصمت ثم ينفجر ضحكا) إنه الجمال فأنا أضعه في المرتبة الأولى قبل أي شيء آخر. يقال إنك لاعب لديه عدة معجبات، هل هذا صحيح ؟ نعم هذا أمر حقيقي، وأتعامل معه بطريقة عادية ولا يزعجنني إطلاقا. سمراء أم شقراء؟ سمراء لكن لا أرفض شقراء جميلة. وهل قلبك محجوز؟ لا ليس بعد لأنني “ماشي خاطب” لحد الآن. وهل فكّرت في الزواج؟ ليس في ذهني حاليا ولمّا أنوي ذلك فلن أفكر طويلا وأختار شريكة حياتي. ومن هي الممثلة التي تعجبك؟ جيسيكا آلبا. من هو لاعبك المفضّل؟ رونالدو البرازيلي وحاليا كريستيانو البرتغالي. لكن هناك من يقول إنك تتشبّه ب كريستيانو كثيرا، ما قولك؟ لا، أنا لا أتشبّه بأحد، كريستيانو لاعب غير عادي، لكن من غير المعقول أن أتبعه في شيء، ماعدا محاولة الاستفادة من طريقة لعبه بطبيعة الحال. وفيما يخص تسريحة شعرك ماذا تقول عنها؟ أنا أسرّح شعري منذ الصغر بهذه الطريقة و لو أغيرها فلن تعرفني إطلاقا. هذه “التحفيفة“ خاصة بي (يضحك) ويمكنك أن تحلق مثلي. ما هي أحسن مباراة تحتفظ بها في ذاكرتك؟ مع شبيبة القبائل لما واجهنا في تيزي وزو اتحاد البليدة و راوغت ديس ثم سجلت هدفا رائعا من زاوية مغلقة فتلك المباراة لن أنساها ما حييت. وما هي أحسن ذكرى في حياتك؟ لما تنقلت من أولمبي العناصر إلى شبيبة القبائل. لماذا؟ قد كان الأمر مذهلا أن تتنقل للعب في فريق كبير من حجم شبيبة القبائل والتي أعتز بحملي ألوانها طيلة السنوات الثلاث التي قضيتها هناك. وما هي أسوأ ذكرى لك؟ لما كنت قريبا جدا من إجراء التجارب في فريق باريس سان جيرمان ولم أتمكن من ذلك. لماذا؟ لأنني أصبت في الليلة التي سبقت ذلك الموعد. وماذا فعلت بعدها؟ تحسرت كثيرا وعدت على أرض الوطن “كابتك ولايتك“ (ينفجر ضحكا). ألم تندم على عودتك؟ لو لم أنجح في البطولة الوطنية لكنت قد ندمت لكن الحمد لله فالأمور تسير معي على أحسن ما يرام في المولودية ولا يمكنني أن أتمنى أكثر من هذا. ما هو الفريق الذي تناصره؟ مولودية الجزائر بالطبع، لأنني أعشق هذا النادي منذ الصغر ودمي أحمر وأخضر “الله غالب“ وأنا لا أقول هذا الكلام لأنني ألعب في هذا الفريق فاسأل أصدقائي وسيؤكدون لك ذلك. هل أنت كثير الصحبة؟ لا ليس كثيرا. كم لديك من صديق؟ ثلاثة لا أكثر. ومن هو أقرب اللاعبين إليك في المولودية؟ لا يوجد أي لاعب فكلهم سواسية بالنسبة لي. بعد رحيل خديس لم يعد لدي أي لاعب مقرب أكثر من الآخر. من هو اللاعب الذي تتمنى أن تلعب إلى جانبه في يوم من الأيام؟ لاعب مولودية العلمة توفيق بوحافر(الظهير الأيسر) لأنه صديقي و قد سبق لنا التواجد معا في الأصناف الصغرى لأولمبي العناصر. ومن هو صديقك المقرب في البطولة الوطنية ؟ حارس وفاق سطيف حاليا فوزي شاوشي. و ماذا يمكنك أن تقول عن شاوشي الإنسان؟ إنه إنسان رائع ويخطئ من يظنه غير ذلك. أنا أعرفه جيدا وهو بمثابة الأخ بالنسبة لي. وقد فرحت لنجاحه وأتمنى له مشاركة في المونديال المقبل لأنه سيحدث المفاجأة وسيلفت انتباه الجميع بفضل إمكاناته البدنية الباهرة. كيف بدأت ممارسة كرة القدم؟ مثل أغلب اللاعبين، فقد كنت ألعب في الأحياء و في يوم من الأيام سمعنا أن هناك تجارب في بوسماعيل، فذهبت أنا ومجموعة كبيرة من أصدقائي ثم نجحت في تلك التجارب وبعدها التحقت بأولمبي العناصر أين تدرجت في كل الأصناف. وما هي الرياضة التي تفضلها بعد كرة القدم بطبيعة الحال؟ كرة اليد فقد سبق لي ممارستها لكن في المدرسة فقط وكنت جناحا قويا وكان يعتمد عليّ زملائي كثيرا في تسجيل أهداف كثيرة. دون شك هناك مدافع يزعجك كثيرا، من يكون يا ترى؟ إنه زميلي السابق في شبيبة القبائل ديمبا. كيف ذلك؟ لقد كان قاسيا جدا معي. فحتى في المباريات التطبيقية لا يرحمني وتأكد أنه المدافع الوحيد الذي لم أستطع تجاوزه إلى حد الآن لأنه “سامط بزّاف“. ومن هو المدافع غير المحظوظ معك؟ من سوء حظه إنه لاعب إتحاد العاصمة نصر الدين خوالد، فكلما ألتقي به تكون الغلبة لي، لكن هذا لا ينقص من قدراته لأنه لاعب رائع ويعجبني كثيرا في طريقة لعبه والدليل على ذلك تواجده مع المنتخب الوطني للمحليين. وهل تنوي أن تكرّر معه ذلك في لقاء الكأس هذه المرة؟ (يضحك) أنصحه بألا يأتي في طريقي لأنه سيكون الخاسر الأكبر. ما هي الذكرى السيّئة لك في الميادين؟ لما كنت في شبيبة القبائل، مررنا بفترة لم نكن نحقق فيها نتائج إيجابية وكان هناك مناصر يشتمني كثيرا وكنت أعرفه جيّدا، وتجاوزنا بعدها تلك المرحلة وعادت المياه إلى مجاريها وحققنا عدة إنتصارات مع المدرب “لانغ”، وجاء ذلك الشخص إلى تيزي وزو في التدريبات وطلب مني القميص فضربته لأنه لا يستحق مني أي تقدير. ما هو مستواك الدراسي؟ وصلت إلى مستوى الباكالوريا ولكنني لم أنجح في تجاوز هذا المستوى بسبب تركيزي أكثر في كرة القدم، وبعدها قمت بتربص في مجال الهندسة المعمارية بالإضافة إلى ميدان التدريب ونجحت في ذلك. ما هي المواد التي كنت متميزا فيها؟ اللغتين الفرنسية والإنجليزية. والمواد الخاصة بالحفظ؟ حدّث ولا خرج فدائما كانت لديّ نقاط كارثية. كم قضيت في فرنسا؟ سنة ونصف، بكليرمون فيرون. وكيف استطعت أن تفارق العائلة طيلة تلك المدة؟ كان أمرا صعبا للغاية ولكن هذا هو الرجل، فأنا لست من الذين ينتظرون من والدهم أن يجهز لهم كل شيء عند الكبر. وماذا كنت تفعل في فرنسا؟ كنت في باريس أمارس كرة القدم وأدرس في الوقت نفس بالإضافة إلى العمل في إحدى “السوبيرات“. وكم كنت تقبض كأجرة لعملك ذاك؟ ليس الكثير بل “مصيرفة“ فقط مثلا 15 إلى 20 أورو. كم عدد أفراد عائلتك؟ 10، الوالدان، سبعة أخوات، و أنا بطبيعة الحال. الله يبارك، إذن أنت طفل مدلل؟ يبارك فيك، صحيح أنني الأصغر في البيت لكن هذا لا يعني أي شيء ولست مدللا، وبما أنني الولد الوحيد في المنزل فمنذ الصغر تعوّدت على الاعتماد على نفسي وعدم الاكتراث بأمور أخرى. ما هي أحسن مجاملة سمعتها؟ أنت جميل وجذاب (يضحك) ومن طرف من؟ من الفتيات بطبيعة الحال. وما هي آخر مرة سمعت هذه الكلمة؟ بالأمس لما كنت في “الفايس بوك“ وقالت لي إحدى الصديقات إنني جذاب وجميل. وماذا تفعل كذلك في أوقات فراغك؟ ألعب “بلاي ستايشن” وكم أعشق فريق روما الإيطالي ومهاجمه باتيستا. وأعتبر نفسي أحسن لاعب في هذا المجال لأنه لا يمكن لأي أحد أن يهزمني بطريقة عادية. ما هو الفريق الذي تناصره في الخارج؟ ريال مدريد وأعتقد أنه لا يمكن لبرشلونة أن يوقفنا هذا الموسم. ما هو الكتاب الذي قرأته وأعجبك؟ أنا لا أحبذ المطالعة كثيرا ولكن أفضل أكثر المجلات الرياضية وليس الديكور مثلما يحب كثيرا صديقي نسيم. من نسيم؟ أوصالح زميلي السابق في شبيبة القبائل لأنه كان يهوى مجلات الديكور ولا يملهاّ إطلاقا ...لا أدري كيف يتحمل كل ذلك. وعن الأفلام، ما هو فيلمك المفضل؟ المستشفى ل جمال دبوز. والأغاني؟ كل شيء جديد خاصة “الراي” وما يجول في السوق، كما تعلم فنحن شباب ونستمع كل ما هو جديد ولكن ليس في العاطفي لأنني لا أحب ذلك. ما هي الشخصية التي تستهويك كثيرا؟ ويليام والاص. ما هو الشيء الذي لا يمكنك أن تستغني عنه؟ هاتفي النقال. ما هو الشيء الذي لا يمكنك أن تبخل فيه بالمال؟ السيارات، فلن أتردد في اشتراء سيارة تعجبني في حدود المعقول وليس من أجل البروز. هل أنت “زوّاخ“؟ لا إطلاقا. والملابس التي ترتديها حاليا؟ إنها بسيطة. فبدلتي الرياضية اقتنيتها ب 200 أورو فقط وحتى الحذاء كذلك. ماذا تفضل أكثر اللباس الرسمي “كوستيم“ أم “الجينز” و”الباسكات“؟ بالطبع “الجينز” و”الباسكات“. أجد راحتي كثيرا في هذا النوع من الألبسة. ما هي الهدية التي تحلم بها؟ لا شيء، فلقد اتصل بي صديقي توفيق من العلمة وطلب مني أن أختار الهدية التي أريدها بمناسبة عيد ميلادي في 3 أفريل. وما هي؟ طلبت منه سلسلة و”ڤورمات” لا أكثر ولم أستح منه لأنه مثل أخي. ما هو البلد الذي تحلم بالعيش فيه مستقبلا؟ الجزائر. إنها موطن القلب ولا يمكنني الاستغناء عنها. ما هو طبقك المفضل؟ “لا لازان“ وخاصة لما تعده شقيقتي المتزوجة حاليا في فرنسا. وهل تجيد الطبخ؟ لا، ليس كثيرا. وما هو الطبق الذي تحسن طهيه؟ لا أجيد إلا البيتزا ولا أظن أنك ستندم إذا أكلت البيتزا التي أحضرها لأنها سيئة المذاق (يضحك). حمود أو كوكا كولا؟ حمود... “البلاد يا خويا“. البحار أو الجبال؟ البحر يستهويني. المدينة أو القرية؟ الاثنتان معا. هل تحب الصيد؟ لا، ليس كثيرا لأنني لست صبورا بما فيه الكفاية. ولمّا أرمي الصنارة ولا اصطاد أنزعج كثيرا وأذهب للسباحة. 5 جويلية، تيزي وزو، 20 أوت؟ 5 جويلية دون تردد. لما تشتعل النار في غرفتك، ماذا ستحاول أن تنقذ؟ وثائقي ومفاتيح السيارة لا غير. كيف كنت في صغرك؟ كثير الحركة ولكنني لا أؤذي غيري وأفضل “التمهبيل“ كثيرا، خاصة في التربصات حين لا أترك زملائي في هدوء. هل كنت تنتظر أن تصبح مشهورا بهذه الدرجة؟ لا إطلاقا، ولا أخفي عنك بأنني أعيش حلما حقيقيا بوجودي في المولودية. لو تبقت لديك ساعة من الحياة ماذا ستفعل؟ أبقى إلى جانب والديّ ولا أفارقهما حتى أموت لأنني لم أشبعهما كثيرا حتى الآن. أين تقطن، وما هي جذورك؟ أنا أقطن ببوسماعيل وترعرعت هناك. وجذوري من قصر البخاري ولاية المدية وأنا فخور جدا بهذه الأصول. كثيرون يجهلون مشكلتك مع إفتيسان، ما الذي حدث لك بالضبط؟ لست أنا فقط من عانى معه في أولمبي العناصر. وماذا قلت في قرارة نفسك بعدما التحق بتدريب شبيبة القبائل؟ لم أتوقع أن تسير معي الأمور بتلك الطريقة السيئة ولا أريد أن أتذكرها لأنه ظلمني كثيرا حينها. ماذا يعني لك المنتخب الوطني الأول؟ حلم كل جزائري ولا أخفي عليك أن تأهله إلى المونديال أخرجنا جميعا إلى الشوارع للاحتفال. ومن هو لاعبك المفضل في “الخضر”؟ حسان يبدة دون منازع. ما هي التشكيلة المثالية في البطولة بالنسبة لك؟ شاوشي، معيزة، ريال، بابوش، مفتاح، كودري، بوشامة، حاج عيسى، آيت واعمر،بوڤش، غزالي. ومن سيكون المدرب حسبك؟ المدرب الحالي لشبيبة بجاية جمال مناد. لماذا هو بالتحديد؟ مناد مدرب من عالم آخر وهذا لا ينقص من قيمة المدربين الآخرين. وكذلك لا يمكنني أن أنسى خيره عليّ ما حييت لأنه أشرف على ترقيتي إلى الأكابر في أولمبي العناصر ووضع ثقته التامة في شخصي. هل تعتقد أنكم في المولودية قادرون على تحقيق لقب البطولة هذا الموسم؟ نعم ولم لا، فنحن الأجدر بذلك لأننا نحتل المرتبة الأولى منذ بداية الموسم ولا شيء يخيفنا لأننا عازمون على الذهاب إلى أبعد حد ممكن و هدفنا التتويج بلقب البطولة وحتى الكأس لن نفرط فيها وما على “الشناوة“ إلا مساندتنا لأننا بحاجة إليهم ونعدهم بتقديم كل ما باستطاعتنا لإدخال الفرحة في قلوبهم مع نهاية الموسم.