فاتورة الاستيراد تمّ تضخيمها من طرف مستوردين تفنّنوا في تهريب العملة اعتبر الخبير الاقتصادي فارس مسدور، سياسة تخفيض قيمة الدينار التي تم اللجوء إليها من طرف البنك المركزي، بأنها مضرة بالاقتصاد الوطني وأوضح مسدور، بأن لدينا ما لا يقل عن 137 مليار دولار في صناديق الاستثمار وما يقارب 160 مليار دولار، احتياطي صرف وأموال مودعة في البنك الفدرالي الأمريكي وفي بريطانيا واليابان و5 ملايير دولار في صندوق النقد الدولي وأضاف قائلا « كل هذا يوحي بأننا ما نزال نعيش البحبوحة ، فقط أين العقلانية والرشاد والذكاء في تسييرها». و يرى الخبير الاقتصادي فارس مسدور، «أنه لا بد على الحكومة أن تقوم بتقوية المجتمع المدني الذي يمكنه أن يمتص الغضب الشعبي بالحلول محل الدولة في النشاط الاجتماعي» وأضاف «أنه آن للمعارضة أن تصمت لتترك المجتمع المدني ينشط ويعمل»، وتابع في نفس الاطار، بالقول بأن المجتمع تعب من كلام السياسيين. وأوضح الخبير، في تصريح للنصر، أن الحكومة الآن تتخوف من الانفجار الاجتماعي نتيجة الأزمة الخطيرة، الناجمة عن تراجع أسعار النفط، وأضاف أنها تريد أن تعطي نفسا جديدا للتنمية المحلية، لكن الإشكال حسب الخبير الاقتصادي، هو أن الجماعات المحلية تستهلك نسبة قليلة من الميزانيات المرصودة لها، حيث أن أفضل ولاية سجلت 30 بالمائة من ميزانياتها وهذا ظلم كبير للمواطنين - كما قال-، وتابع في السياق ذاته « لم نحس بثمار التنمية المحلية على مستوى المواطنين البسطاء، لأن لدينا أسوأ المسيرين على المستوى المحلي، على حدّ تعبيره. وبخصوص التدابير التي اتخذتها الحكومة لمواجهة أزمة تهاوي أسعار النفط، قال مسدور، أنه لا يمكن للتدابير التقشفية أن تعالج الأزمة وإنما تلك التدابير الاستباقية يمكن من خلالها تجنب قوة الصدمة، وعليه يضيف نفس المتحدث فكل ما تفعله الحكومة من تدابير تتعلق بالواردات والسياسة الجبائية لن يجنبنا الأزمة ولا آثارها، معتبرا في السياق ذاته، أن سياسة تخفيض قيمة الدينار التي تم اللجوء إليها من طرف البنك المركزي، بأنها مضرة بالاقتصاد الوطني، وأوضح أن الحكومة أرادت أن تضرب الواردات حتى يحجم المستوردون عن الاستيراد وتصبح الصادرات أعلى وكأن بنك الجزائر رفع من سعر الفائدة بنسب عالية لكن هذا لن ينجح - كما قال- لأن فاتورة الاستيراد أصلا مضخمة من طرف المستوردين الذين تفننوا في تهريب العملة للخارج بكم رهيب. وأوضح الخبير الاقتصادي، أن أسعار المحروقات مرشحة للمزيد من الانخفاض لتصل إلى حدود 30 دولارا للبرميل وأضاف أن الأسعار انخفضت بشكل كبير بمجرد الإعلان عن الاتفاق الإيراني الأمريكي وأيضا الاتفاق الإيراني الروسي وتابع قائلا «لا تتعجب باتفاق إيراني أوروبي لضرب أسعار النفط التي يمكن أن تصل إلى حدود الثلاثين دولارا»، موضحا أن هذه دبلوماسية الغرب مع دبلوماسية إيران التي يمكن أن تصل إلى حد تدمير الاقتصادات العربية، إذا لم تتحالف فيما بينها على حد تعبيره. وحول وجود أوجه شبه بين الأزمة الحالية وأزمة 86، قال مسدور هناك تشابه بسيط، انخفاض سعر البرميل مع زيادة سعر الدولار وتفاقم المديونية ، لكننا اليوم يضيف نفس المتحدث، لدينا ما لا يقل عن 137 مليار دولار في صناديق الاستثمار وما يقارب160 مليار دولار احتياطي صرف وأموال مودعة في البنك الفدرالي الأمريكي وفي بريطانيا واليابان و5 ملايير دولار في صندوق النقد الدولي لكن ذلك لا يكفي ما لم تكن هناك عقلانية وذكاء في تسييرها.