أكد الخبير الاقتصادي فارس مسدور أن تصريحات الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى هي مرحلة تحضيرية للشعب الجزائري لإجراءات تقشفية وأكثر صرامة خلال المرحلة المقبلة في محاولة من الحكومة لإنقاذ الاقتصاد الوطني وإخراجه إلى بر الأمان بعد الأزمة التي عصفت به جراء انهيار أسعار النفط منذ شهر جوان 2014، حيث فقدت ما يعادل 60 بالمائة من قيمتها قبل أن تستقر عند حدود 60 دولارا للبرميل بسبب تقلبات الأسواق العالمية. ويرى مسدور أن خرجة أويحيى الأخيرة التي انتقد فيها سلال وسياسة حكومته الاقتصادية لم تأت في محلها حيث تساءل المتحدث في هذا السياق حول سبب التوقيت الذي اختاره الرجل الأول للأرندي ليخرج وينتقد السياسة الاقتصادية للبلاد ويطالب الحكومة بإخبار الشعب عما تخفيه عنه من حقائق اقتصادية لأزمتها المالية، إضافة إلى الصفة التي انتقد بها أويحيى المسؤول على الجهاز التنفيذي، فالرجل يقول الخبير الاقتصادي رئيس ديوان رئيس الجمهورية قبل أن يكون رجلا سياسيا، إضافة إلى كونه قائدا سابقا للجهاز التنفيذي حيث سبق وقاد أحمد أويحيى الحكومة في عز أيام الأزمة المالية وفشل هو شخصيا في إدارتها حسب الخبير الاقتصادي الذي أشار إلى أنه لا يملك الحق أو السلطة في انتقاد سياسة سلال باستعمال لغة التخويف والتعالي التي قال الخبير إن الرجل استعملها سابقا خلال أيام ترؤسه للحكومة. من جهة أخرى، أشار مسدور خلال اتصال هاتفي ل«البلاد" أمس إلى أن أويحيى يقوم بتحضير نفسية الجزائريين لعهد التقشف المقبل، مشيرا في هذا السياق إلى أنه لا يستبعد أن تعلن الحكومة لجوءها إلى الاستدانة من صندوق النقد الدولي وهو القرار الذي رجح أن تصدم به الحكومة الجزائريين وخبراء الاقتصاد مع نهاية السنة الجارية على الرغم من وجود احتياطي الصرف رغم انخفاضه بمستويات كبيرة، إضافة إلى وجود مدخرات الصناديق الخاصة وكذا صندوق ضبط الإيرادات، حيث يشير المتحدث في هذا السياق إلى أنه كان الأولى على الحكومة مصارحة الشعب بما تملكه البلاد خلال الرخاء قبل الشدة وليس تجهيزه نفسيا فقط ليقبل بالأمر الواقع والعودة إلى زمن الاستدانة حسب الخبير الذي توقع أن تدخل الحكومة الجزائريين خلال السنوات الخمس المقبلة في دوامة التقشف.