أطراف فاعلة تتصل بسرار قصد إقناعه بالعدول عن الاستقالة أفضت أشغال الجمعية العامة العادية لوفاق سطيف التي انعقدت مساء أول أمس الى تشكيل لجنة عقلاء تتكون من ستة أعضاء يترأسها اللاعب والرئيس السابق عبد الله ما تام، وهذا بغرض اقناع عبد الحكيم سرار بالتراجع عن استقالته التي كان قد أعلن عنها منذ عدة أيام وتم ترسيمها خلال أشغال الجمعية العامة المذكورة. أعضاء اللجنة ومباشرة بعد تنصيبهم من طرف ممثل مديرية الشباب والرياضة شرعوا في اتصالاتهم على جميع المستويات قصد إعادة ترتيب بيت الفريق وإقناع الرئيس عبد الحكيم سرار بالعودة طالما أن الوفاق في أمس الحاجة إلى خدماته في هذا الظرف الصعب الذي يمر به، وقبل ذلك كان أعضاء الجمعية العامة قد رفضوا هذه الاستقالة جملة وتفصيلا، وقد تجسد ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الرئيس السابق عبد الله ماتام، والتي طالب فيها سرار بالبقاء بعد أن أشاد كثيرا بالقفزة النوعية التي عرفها الوفاق في عهدته والألقاب العديدة التي تحصل عليها وطنيا وإقليميا. بالموازاة مع ذلك تلقى عبد الحكيم سرار اتصالات هاتفية من عدة أطراف فاعلة تطالبه بالعودة الى منصبه. وحسب مصادرنا فإنه يوجد من بين هذه الأطراف عدة وزراء وشخصيات رياضية وطنية. من جهتها سلطات ولاية سطيف تواصل مساعيها الحثيثة لإعادة الاستقرار للنادي، ومطالبة الرئيس سرار بالعودة، وهو نفس المسعى الذي تقوم به أيضا لجنة الأنصار. وكان عبد الحكيم سرار قد أكد خلال الكلمة الافتتاحية للجمعية العامة العادية، أن استقالته هذه المرة لا رجعة فيها، وأنه يريد التفرغ لحياته بعد أن تعب كثيرا في تسيير شؤون النادي خلال السنوات الأخيرة. سرار وخلال استعراضه للأندية التي يتخبط فيها الوفاق، أوضح أنه تلقى عدة انتقادات من طرف العديد من الأشخاص أهانت شخصيته ومست كرامته إلى درجة أنه اجهش بالبكاء أمام الحاضرين في موقف جد مؤثر، طالبا من الجميع قبول استقالته والبحث عن رئيس جديد للفريق الموقف المذكور دفع سرار الى الخروج من القاعة ومغادرة أشغال الجمعية العامة قبل نهايتها. الجمعية المذكورة التي احتضنتها قاعة الحفلات المتواجدة بحديقة التسلية وسط مدينة سطيف، تم خلالها المصادقة على الحصيلتين الأدبية والمالية للموسم الكروي 2009 2010 أي الفترة التي كان فيها الفريق ضمن أندية الهواة. وحسب التقرير المالي للفترة المذكورة فإن قيمة المصاريف فاقت مبلغ 56 مليار سنتيم استهلك معظمها في رواتب وعلاوات اللاعبين والمدربين فيما بلغت المداخيل خلال نفس الفترة 59 مليار سنتيم. وبخصوص التقرير الادبي وبالرغم من اجماع أعضاء الجمعية العامة على أنه كان إيجابيا الا أن سرار اعتبره سلبيا طالما أن الفريق لم يتحصل على كأس رابطة الابطال الافريقية، وهو اللقب الذي ضاع منه بسبب التهاون واللامبالاة. أشغال الجمعية العامة المذكورة، وخلافا للسنوات الفارطة طغت عليها نقطة واحدة في جدول أعمالها تتعلق باستقالة الرئيس، وهي الاستقالة التي قدمها هذه المرة مكتوبة لممثل مديرية الشباب والرياضة، وسط حيرة ودهشة كل أعضاء الجمعية الذين أصروا على عدم قبولها بالرغم من المحاولات العديدة التي قام بها سرار من أجل اقناعهم قبل مغادرته للقاعة ويبدو من خلال القراءة الأولية في أزمة الوفاق أن القطرة التي أفاضت الكأس هي عدم استفادة النادي من القطعة الأرضية التي يتواجد بها مقره الحالي بحي "بومرشي" والتي كان سرار قد علق عليها كل الآمال في تجسيد المشروع الاستثماري للشركة التجارية للنادي "بلاك ايقلز"، وفي هذا السياق قد طلب وثائق هذه القطعة من المجلس الشعبي البلدي ولكن دون جدوى، وقد علمنا أن المناجير العام السابق للوفاق وليد صادي كان قد التقى أعضاء هذا المجلس بمقر البلدية بغرض تسوية هذه القضية في أقرب الآجال، وفي انتظار ذلك تبقى أزمة الفريق مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة في ظل تمسلك الرئيس سرار باستقالته، الى درجة أنه أقسم أمام أعضاء الجمعية العامة بأنه لن يعود الى الفريق مهما كانت الظروف والأحوال. لجنة العقلاء التي تم تنصيبها وفي حالة عدم تمكنها من إقناع سرار بالبقاء فإنها ستتحول الى لجنة لجمع الترشيحات قصد عقد جمعية عامة انتخابية خلال الاسبوع القادم لانتخاب رئيس جديد.