كل التجاوزات التي كانت محل شكاوي السياح الجزائريين تم التحقيق فيها أكد القنصل العام للجمهورية التونسية بعنابة السيد عبد الرزاق المثلوثي ، أمس الاثنين، أن كل التجاوزات التي إشتكى منها «الأشقاء الجزائريين « في تونس كانت محل دراسة وتحقيقات من قبل السلطات التونسية، وقال القنصل أن التجاوزات المسجلة تبقى تصرفات فردية وحالات معزولة وهي لن تؤثر على أواصر الصداقة والعلاقة المتينة التي تجمع الشعبين الشقيين، ولو أن هذا لم يمنع حسبه التحري في هذه التجاوزات لردع المخالفين ومنع تكرار هذه التصرفات. وأوضح القنصل العام لتونس بعنابة في رده على سؤال للنصر، على هامش لقائه بأعضاء غرفة الصناعة والتجارة «المرجان « بولاية الطارف ، بخصوص الشكاوي التي تلقتها المعابر الحدودية من جزائريين لدى عودتهم لأرض الوطن، تتحدث عن تعرضهم لإعتداءات و إبتزاز من قبل هيئات نظامية، أن سلطات بلاده إتخذت كافة الإجراءات لمنع تكرار هذه الأمور مع التحقيق في مضمون الشكاوي المرفوعة حالة بحالة، و إتخاذ كل الإجراءات القانونية حيال المتجاوزين،و لو أن القنصل العام أرجع هذه التصرفات التي وصفها «بالمعزولة» إلى الظروف التي تمر بها تونس. من جانب آخر، أكد المتحدث أن الجزائريين أنقذوا الموسم السياحي التونسي هذه الصائفة بعد الإعتداءات الإرهابية التي طالت بعض المدن والمنتجعات السياحية في تونس، وهو ما يجعل السياح الجزائريين أهم الزبائن وذلك بعد أن وضعت الفنادق في التونسية كل التحفيزات والترويج لإستقطاب أكبر قدر من الجزائريين، وتوفير كل شروط الراحة لهم. وفي هذا السياق، أعلن القنصل العام عن تسجيل عبور أزيد من 600 ألف جزائري نحو تونس عبر المعبرين الحدوديين أم الطبول و العيون خلال شهري جويلية وأوت وقد حطم معبر أم الطبول الرقم القياسي بعبور أزيد من 8 آلاف جزائري في بعض الأيام . كما كشف القنصل العام للجمهورية التونسية بعنابة عن وجود مساعٍ لإنشاء منطقة للتبادل التجاري الحر بين ولايتي الطارف وجندوبة بما يعود بالفائدة المشتركة على الولايتين الحدوديتين، مشيرا إلى الشروع في إعداد دراسات معمقة لتحضير إنشاء منطقة التبادل الحر وفق أسس صحيحة وسليمة تضمن مستقبل البلدين و تستجيب لتطلعات الشعبين الشقيقين، وهو ما سيعطي دفعا إقتصاديا، ويساهم في حل بعض المشاكل كالتهريب الحدودي، تأمين الحدود وتنمية مناطق الشريط الحدودي بين البلدين . وأكد على ضرورة تشجيع الإستثمار والشراكة بين رجال أعمال ومستثمري البلدين في شتى المجالات، بالنظر للخصوصيات والمؤهلات الهامة التي تزخر بها ولاية الطارف، والتي من شأنها أن تجعل منها قطبا إستثماريا بإمتياز لخلق الثروة ومناصب الشغل، لا سيما في قطاعات الفلاحة ، السياحة ، الصناعات التحويلية والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وشدّد القنصل على أهمية إزالة العقبات وتذليل الصعوبات أمام رجال المال والأعمال في البلدين مع المرافقة لهم لتطوير مجالات التعاون والإستثمار والشراكة، التي ستتجسد قريبا بإقامة بعض المشاريع التي هي قيد التحضير في ميادين الفلاحة، الصناعة والصناعات التحويلية وتحويل الحديد . في سياق متصل، أبدى المتحدث استعداده لتقديم يد المساعدة للمستثمرين المحليين للإستفادة من الخبرة التونسية في مجال السياحة والصناعات التقليدية لخلق صناعة سياحة واعدة تساهم في التنمية المحلية وخلق الثروة ومناصب الشغل للعاطلين أمام ما تتوفر عليه ولاية الطارف من قدرات في هذا المجال. كما أكد قنصل الجمهورية التونسية بعنابة على ضرورة تطوير علاقات التعاون والشراكة بين الغرف المحلية للتجارة،الحرف والفلاحة مع نظيرتها التونسية، وتوأمة المناطق الحدودية وتشجيع التبادلات الثقافية والرياضية بين ولايتي الطارف وجندوبة،في إطار ما تم الإتفاق عليه مؤخرا من قرارات خلال اللقاء التشاوري الذي جمع والي الطارف بنظيرة والي جندوبة، مؤكدا في هذا الصدد، أن كل القطاعات مفتوحة للتعاون. وأعترف القنصل العام بعنابة بأن ولاية الطارف لم تأخذ نصيبها في مجال الشراكة مع تونس رغم موقعها الحدودي، مشيرا إلى أنه آن الأوان لتفعيل هذا التعاون في جميع المجالات، بما فيها الأهمية التي أعطيت لتنمية المناطق الحدودية بين ولايتي الطارف وجندوبة من خلال تجسيد بعض المشاريع التي ستساهم في الإستقرار الإجتماعي ومكافحة التهريب وتأمين الحدود المشتركة بين البلدين.