يترقب الكثير من العرب المشجعين للخضر مباراة الجزائر ضد أمريكا يوم الأربعاء القادم بلهفة كبيرة ، حيث أعرب عن ذلك العديد من المناصرين في مختلف أرجاء الوطن العربي حسب العديد من المواقع الإلكترونية ، مؤكدين أنهم سيحرصون على مشاهدة هذه المقابلة الهامة ليس فقط بسبب كرة القدم ، و لكن لأنهم يرونها فرصة يواجه العرب فيها القوة العظمى في العالم الآن و التي يدعون من كل قلوبهم للجزائر النصر فيها. محمد بركات، معلق رياضي ليبي قال : " نريد أن نفوز على الولاياتالمتحدةالأمريكية. إذا لم يكن بوسعنا أن نهزمها سياسيا أو اقتصاديا فيمكننا على الأقل أن نفعل ذلك في ملعب كرة القدم ". بعد أن حمل العرب في شتى الدول العربية ، العراق، سوريا ، الخليج و غيرها أعلام الجزائر التي ناصروا خلالها "الخضر" في مباراتهم مع سلوفينيا و انجلترا التي حقق معها الفريق تعادلا عزز حظوظه للانتقال للدور الثاني، باتت التطلعات كبيرة و مشروعة نحو فوز ممثل العرب الوحيد في المونديال الإفريقي أمام أمريكا، غير أن هذا الفوز سيكون له أكثر من طعم الفوز الكروي المستحق ، بل سيكتسي حسب الكثير من المشجعين العرب بعدا سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا أعمق يتمثل في تفوق دولة عربية على أكبر قوة قاهرة للعالم العربي بعد إسرائيل ، خاصة و أن مشاعر العرب المعادية للأمريكيين لم تجد متنفسا لها في ظل التفوق الأمني ، السياسي و الاقتصادي لأمريكا على الدول العربية. كما ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي كالفايس بوك مجموعات عربية و إسلامية تحث على مؤازرة الجزائر في المونديال، متمنين أن تصل الجزائر إلى الدور الثاني على أعقاب أمريكا. و نقلت جريدة " زووم" الإلكترونية آراء عدة مواطنين عرب عبروا عن مدى أهمية هذه المباراة بالنسبة لهم حيث أكد المواطن السوداني سمير الطيب أن المباراة ستكون متوترة جدا لأن الأمر لا يتعلق فقط بالرياضة، و قال أن اللعب أمام انجلترا لا يتعلق فقط بكرة القدم ،أما اللعب أمام أمريكا فهو أكثر من ذلك، و فوز الجزائر أمام أمريكا سيكون رائعا لكل عربي حتى المصريين" . كما قال سائق الأجرة محمد بسيوني : " أريد أن يفوز منتخب الجزائر لأنه المنتخب العربي الوحيد في المونديال و فوزها على أمريكا هو شرف لكل العرب" . ن جهتهم الفلسطينيون الذين شجعوا الفريق الوطني الجزائري منذ البداية أكدوا على ثقتهم و إعجابهم بمستوى اللعب الذي أظهره أشبال سعدان في المونديال أمام منافسه المنتخب الإنجليزي الذي يعتبر غريما شرسا لكل العرب مما دفعهم للتأمل بشدة في الصعود للدور الثاني من كأس العالم حيث نقلت العديد من الصحف و المواقع العربية صور الرئيس الفلسطيني محمود عباس و هو يشاهد رفقة طاقمه السياسي مجريات مباراة الجزائر مع انجلترا. يقول أحد الشباب الفلسطينيين الذي شجع الجزائر بقوة في هذه المباراة : " من الصعب أن نفصل بين الرياضة و السياسة و لكن أداء المنتخب الجزائري أمام انجلترا أشفى غليلي من هذا المنتخب المكروه في بلدنا لأنه منحاز للاحتلال الإسرائيلي" . وذهب محمود البلبيسي أحد أبرز مشجعي "محاربي الصحراء "إلى أن "مباراة الفريق المقبلة أمام المنتخب الأمريكي ستكون أكثر إثارة وحساسية ومتابعة من قبل عدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة المحاصر من اتجاهاته المختلفة بعد أربع سنوات مريرة وعصيبة نظرا للكراهية التي تكنها قلوب الجماهير في غزة لهذه الدولة التي تعتبر الداعم الرئيس للحصار على هذا الشريط الساحلي الضيق" . فيما يعتبر الفريق الوطني الجزائري في مباراة يوم الأربعاء مع الولاياتالمتحدة فرصة ثمينة لضمان التأهل للدور الثاني، ويرى فيها الكثير من العرب تحدي عربي في وجه أكبر القوى في العالم و من بين أكثر الدول تعسفا في حق العرب ، إذ يدعون للجزائر بالفوز كرويا كفريق مشارك في المونديال و يدعون له أيضا بالفوز كفريق عربي يرد القليل من اعتبار العرب مع أمريكا.