انقسام في صفوف المشجعين الجزائريين و أمريكا اللاتينية تحظى بأكبر دعم لا تنقص حدة حماس الشارع الرياضي بالجزائر سواء كان الخضر أبطال المقابلة أو لا، فحالة الترقب و ترجيح المنتخبات المشاركة في المنافسة للفوز أو عدمه تطبعان يوميات المناصرين الذين يتحولون إلى محللين رياضيين يقيّمون، ينتقدون، يتهكمون أو يمدحون اللاعبين و مستواهم مهما كانت جنسياتهم و ملتهم. و كانت أمريكا اللاتينية أقرب إلى قلب الجمهور الجزائري منذ اليوم الأول لمنافسات كأس العالم حيث تعالت الهتافات بالكثير من المقاهي و النوادي التي خصص أصحابها شاشات عملاقة لجذب الزبائن و خلق أجواء الحماس في هذه المناسبة، في المباراتين التي جمعت كل من منتخبي المكسيك و جنوب افريقيا ثم ديكة فرنسا و الأورغواي. مرتان على التوالي طغت أمريكا اللاتينية على أحاديث المشجعين الجزائريين الذين تعالت هتافاتهم تعبيرا عن فرحهم عند تسجيل رافييل ماركيز هدف التعادل في الدقيقة السبعين، رغم تحيّز الكثيرين لمنتخب البلد المضيف و صاحب الأرض "بافانا بافانا "لكن ذلك لم يمنع البعض الآخر من التعبير عن فرحهم و إعجابهم بالمكسيكيين حيث بقيت الهتافات التشجيعية متعالية مع كل فرصة تقدم للفريق المكسيكي، لدرجة يعتقد المار عبر الشوارع الخالية أن الأمر يتعلق بفريق محلي أو شقيق. و هو نفس ما حدث في المقابلة الثانية التي جمعت بين ديكة فرنسا و الأورغواي، حيث بدا تحيّز الجمهور الجزائري جليا مع المنتخب الثاني حيث كان صراخ البعض يكسر الهدوء الذي عم الشوارع التي بقيت شبه خالية إلى غاية انتهاء مقابلات اليوم الأول و خروج المواطنين لإتمام حماسهم الرياضي بالتحليل و الانتقاد طيلة ساعات إضافية، فيما لم يكتف البعض الآخر بمشاهدة المباراة و فضلوا الاستماع لتعاليق و تحليلات المختصين عبر مختلف القنوات الرياضية العربية و الأجنبية. و عن سر مناصرة منتخبات أمريكا اللاتينية قال البعض أنهم يعتبرون شعوب أمريكا الجنوبية أقرب إليهم من حيث العادات و حبهم لكرة القدم، بالإضافة إلى إعجابهم بمهد عمالقة كرة القدم. و ذكر أحد الشباب أنه يتعمد اختيار الفريق الذي لم يختره أصدقاءه من باب خلق روح المنافسة مثلما فعل أمس عندما اختار تشجيع منتخب المكسيك في حين تحيّز أصحابه للفريق المضيف باعتباره يمثل القارة الإفريقية، و أضاف معلقا أن الحظ غالبا ما يكون حليفه و ينجح في كسب الرهان و بالتالي يفوز بوجبة عشاء من اختياره على حسابهم طبعا. لكن الأمور تجاوزت حدود التضامن مع أبناء القارة الواحدة، أو الفريق الأقرب إلى القلب في المقابلة الثانية التي جمعت فرنسا و الأورغواي و التي اختار الكثير من الجزائريين دعم منتخب الأورغواي نكاية في مدرب الديكة بعد ما رأوه منه من مواقف عنصرية و تعنت ضد اللاعبين بن زيمة و ناصري من أصول مغاربية حسب عدد من المناصرين المتحمسين الذين أكدوا أنهم سيشجعون كل فريق خصم لفرنسا مهما كانت جنسيته لا لشيء سوى لأنهم بينوا حقدا و عنصرية ضد إخواننا في المهجر على حد تعبير بعضهم. و إذا كان الجمهور الجزائري قد تحمس لغير منتخبه في اليومين الماضيين فكيف ستكون الأجواء و الخضر نجوم مباراة اليوم.