أولياء يشتكون من تأثير فضاءات الانترنت على أبنائهم يواجه العديد من أولياء الأمور مشاكل في ضبط سلوكات أبنائهم، بعد عودتهم إلى المدارس، فالكثير منهم أدمنوا ممارسات مختلفة خلال العطلة الصيفية، و أصبح الانضباط و تنظيم الأولويات أمرا صعبا بعد انتهائها، خصوصا بالنسبة للأطفال الذين اعتادوا دخول فضاءات الانترنت وقضاء ساعات أمام شاشات الحواسيب إما منشغلين بألعاب الفيديو الجديدة، أو مرتبطين بعلاقات اجتماعية مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص الفيسبوك. مشكل إدمان أطفال و مراهقين على دخول فضاءات الانترنت تحوّل إلى هاجس بالنسبة لأولياء باتوا متخوفين من تأثيرها على أبنائهم، خصوصا وأنها فضاءات يشكل الراشدون نسبة 70 بالمائة من روادها، ما وضعهم أمام معضلة حقيقية، خصوصا وأنهم يعجزون عن منع أبنائهم من دخولها، بسبب الإغراءات التي تقدمها بالأخص ما تعلّق بهامش الحرية و غياب الرقابة أو الحجب. أولياء كثر وجدوا أنفسهم غير قادرين على التحكم في سلوكات أبنائهم، ومنعهم من ارتياد هذه الفضاءات، خصوصا و أن إدمانها له تأثير سلبي على تركيزهم و مستوياتهم الدراسية، خصوصا بالنسبة للتلاميذ المقبلين على اجتياز الشهادات، لأن هذه الفضاءات تستنزف كامل وقتهم بعد المدرسة، و إقبالهم على مواقع التواصل الاجتماعي و ألعاب الفيديو المعروضة على الشبكة العنكبوتية، حول الكثير منهم إلى متمردين، لا يحترمون توجيهات ذويهم، في وقت يعمد بعضهم إلى السرقة أو العمل أحيانا كأجراء لدى أصحاب المحلات، لتوفير المال من أجل دفع قسط اللعب الذي تحدده مختلف الفضاءات ب 60دج للساعة. بعض من طرحوا المشكل، أشاروا إلى أن أكبر مخاوفهم هو وقوع أبنائهم ضحايا لمنحرفين قد يقومون باستدراجهم عن طريق الفيسبوك، فضلا عن أن اهتمامهم بألعاب الفيديو و مواقع التواصل الاجتماعي قد يتطوّر و يحيد إلى الاهتمام بمواقع أخرى غير لائقة، ما قد يقضي على براءتهم و متسقبلهم الدراسي و يصنع منهم منحرفين. محدثونا أوضحوا بأن الإشكال الحقيقي يكمن في قوة تأثير هذه الفضاءات على أولادهم، ما يجعلهم عاجزين عن التحكم فيهم و منعهم من دخولها، لأنهم يقصدونها عند كل فرصة سانحة، مع الإشارة إلى أن الأمر لا يتعلق بسلوك فردي، بل أن الجو العام الذي توفره هذه الفضاءات يجعلهم يتنقلون في مجموعة، كون بعض الألعاب على الإنترنت تشترط دخول أكثر من مشترك على الخط، وهو ما يوسع رقعة التأثير السلبي، إذ يطرحون انشغالهم بخصوص طريقة التعامل مع فلذات أكبادهم خاصة المراهقين منهم. و بهذا الخصوص، ينصح الأخصائي النفساني و الاجتماعي الدكتور عمران نور الدين، الأولياء بضرورة اتباع طريقة النقاش البناء مع أبنائهم و تجنب طريقة الوعظ و العقاب، لأنها تزيد من إصرارهم على إتباع نفس السلوك، لأن الطفل أو المراهق يميل إلى العناد و يحاول إبراز إمكانيته على اتخاذ القرار ليثبت لنفسه بأنه صار أكبر، كما يشير إلى أهمية اضطلاع الأولياء أكثر على اهتمامات أبنائهم و مشاركتهم فيها، وفتح نقاش حول الانترنت عموما و مخاطرها مع الإشارة إلى فوائدها التعليمية، فضلا عن محاولة إبراز الجانب السلبي من الاختلاط بالراشدين و توضيح مخاطر ذلك بشكل مبسط. ويعد توفير جهاز كمبيوتر و إنترنت في المنزل حلا وسيطا بالنسبة للعائلات القادرة على تحمل تكاليف ذلك، لأنه يسمح بفرض رقابة أكبر على الطفل أو المراهق و حجب كافة المواقع التي قد تشكل خطرا عليه، كما أن الأولياء مطالبون بالاهتمام بشكل أكبر بالجانب الترفيهي و محاولة تنظيم وقت أبنائهم و إبعادهم عن الضغط، إضافة إلى مرافقتهم بشكل دائم ومراقبة محيطهم العام و صداقاتهم لكن بشكل سلسل ودون تدخل مباشر.