آباء يساعدون صغارهم على فتح حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي تتضاعف مشاركة الأطفال في شبكات التواصل الاجتماعي و ذلك بعلم من الكثير من الآباء الذين يساعدون أبناءهم دون السن القانونية في إنشاء حسابات بها دون مراقبة الأنشطة التي يقومون بها، و التي غالبا ما تكون مخصصة للبالغين. و غالبا ما يتحجج الآباء بانعدام مرافق التسلية و خوفهم على صغارهم من أخطار في الشارع، مما يضطرهم إلى اللجوء إلى الألعاب الالكترونية كفضاء للترويح عنهم دون الحاجة إلى مغادرة البيت. بالرغم التحذير المتكرّر للمختصين من خطورة استخدام التكنولوجيا الحديثة في تبادل الصور و المعلومات الشخصية بين المراهقين و حتى الأطفال دون العاشرة، فإن الكثير من الآباء و حتى الإخوة البالغين يستسلمون لتوسلات الابن الأصغر و يمنحونه فرصة الحصول على حساب خاص بموقع للتواصل الاجتماعي ،بحجة تمكينه من تحميل الألعاب و مشاركة غيره من الأطفال بعض اللعب المغرية التي يمكن الحصول عليها بمجرّد فتح حساب.أغلب مستعملي الفايسبوك على سبيل المثال يتلقون عشرات الدعوات في الأسبوع من أجل الانضمام لألعاب باختلاف تسمياتها و نوعيتها، و كثيرا ما تكون هذه الدعوات مرسلة من قبل أطفال من الأقارب، يؤكد البعض أن سنهم لا يتجاوز 11سنة و يستغربون و هم يزورون صفحاتهم الخاصة من بعض التعليقات التي تحمل من الجرأة ،ما يؤكد بأن كاتبها شخص بالغ لم يكترث أو يهتم إن كان صاحب الصفحة شخص راشد أو مجرّد طفل أعجبته صورة فنشرها على جداره دون إعطائها أبعادا أكثر من البعد الجمالي أو الطريف الذي أثار اهتمامه و إعجابه. لم ينكر عدد مهم من الأطفال الذين سألناهم إن كانوا يملكون حسابا على مواقع التواصل الاجتماعي، تمكنهم من فتح حساب بمساعدة فرد بالغ بالأسرة أو أحد الأقارب و بالأخص أبناء الأخوال و الأعمام، فيما أكد البعض بأن بعض زملائهم بالمدرسة هم من ساعدوهم على فعل ذلك بإحدى مقاهي النت "سيبر كافي"، لتوسيع قائمة عناصر اللاعبين ،حسب ما تقتضيه بعض اللعب مثلما ذكر الطفل شعيب 11سنة و الذي أكد بأنه يملك صفحة خاصة على الفايسبوك منذ صائفة 2013 ، آسرا بأن ابنة خالته المهاجرة هي من قدمت له يد العون في الحصول على حساب بالموقع. و اعترف آخر بأنه لم يجد صعوبة في الحصول على حساب فايسبوك بفضل والدته التي تشاركه اللعب من حسابها الخاص، معددا اللعب المثيرة التي تمكن بفضل حسابه المشاركة فيها ك"آفنجرس آليانس"،"روبوت رايزن" و "زمن المحاربين"...إلخ. و الملفت أن أغلب من تحدثنا إليهم من الصغار ،أكدوا أنهم يستعملون الانترنت بكل حرية بفضل خدمة البث اللاسلكي فائق الدقة "وي في" سواء باستخدام الهواتف الذكية لأوليائهم أو كمبيوتر العائلة. و ذكر آخرون بأنهم يقضون معظم أوقاتهم على مواقع الشبكات الاجتماعية و يستمتعون بتبادل صور "الايموتيكون" الطريفة و أبطال الرسوم المتحركة و عناوين مواقع اللعب بشتى أنواعها بما فيها ألعاب الحرب و القتال. مع انتشار عادة إهداء التلاميذ الناجحين في الامتحانات الانتقالية، الأجهزة الالكترونية و تزايد الإقبال على اللوحات "التابليت" و الآيباد، فإن التوجه نحو الشبكات الاجتماعية يصبح أمرا عاديا بالنسبة لكل مالكي هذه الأجهزة مهما كان سنهم، خاصة في ظل تزايد عدد مستعملي ال "وي في". المختصة في علم النفس العيادي بقسنطينة ،حسينة ميدوكالي أوضحت بأن دراسات حديثة أكدت بأن واحد من بين 20طفلا على الأقل يستخدمون مواقع شبكات التواصل رغم تحديد هذه الأخيرة لشرط سن التسجيل الذي لا يقل عن 13سنة، فيما يؤكد الواقع وجود نسبة كبيرة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن السن المحدد. و حذرت محدثتنا من الاستعمال العشوائي و غياب الرقابة الأبوية في هذا الخصوص، مشيرة إلى خطر تبادل ألعاب الحرب و القتال الموجهة للكبار و التي باتت متداولة جدا بين فئة الصغار لسهولة الوصول لأصحاب الحسابات الخاصة.متوّقفة عند عدم وجود رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل الأولياء نقص اطلاعهم على المخاطر و الآثار السلبية لاستخدام هذه المواقع. و استرسلت محذرة من الصور والألفاظ والتلميحات الخادشة للحياء العام، و النشرات والعبارات البذيئة.. و غيرها من الأجواء الافتراضية غير الملائمة والمنتشرة بشكل كبير في مثل هذه المواقع. أولياء بين المطرقة و السندان، إما الشارع أو الفايسبوك و برّر بعض الأولياء تشجيعهم لصغارهم على دخول و استعمال مواقع التواصل الاجتماعي بخوفهم على صغارهم من مخاطر الشارع، لاسيّما بعد حوادث الاغتصاب و الاختطاف المتكرّرة بمختلف مناطق الوطن، الشيء الذي ضاعف هوس الآباء و حرمان الأبناء الصغار من اللعب مع الأصدقاء في الشارع، و اختيار الألعاب الالكترونية كبديل للترويح عنهم دون إبعادهم عن عيونهم، مثلما ذكر المواطن محمد بن جابر الذي أكد على ضرورة عدم إغفال خطر الانترنت على الأطفال و الحرص على مراقبة المواقع التي يترّدد عليها الأبناء. مريم/ب