قامت مصالح الأمن بوهران مؤخرا بغلق العديد من مقاهي الأنترنيت، وهذا بسبب التجاوزات الحاصلة فيها، حيث تحولت العديد من هذه المقاهي إلى شبه أوكار للدعارة وتعاطي المخدرات والفساد الخلقي. وقد انتشرت مقاهي الأنترنيت بشكل كبير، حيث لا يخلو شارع من مقهى أنترنيت على الأقل، وتحولت بعض فضاءات الأنترنيت إلى فضاءات للانحلال الخلقي، وهذا بسبب إباحة ارتياد المواقع الإباحية فيها. وقد وقفت “البلاد" خلال جولة لبعض فضاءات الأنترنيت على مشاهد يندى لها الجبين، حيث صار ارتياد المواقع الإباحية يتم بشكل علني وسافر، وقد أطلعنا بعض أصحاب المقاهي على العجب العجاب، حيث فوجئنا بالعدد الكبير من الشباب الذين يرتادون تلك المواقع، بل وثمة شيوخ لا يتورعون عن زيارة تلك المواقع، حيث أخبرنا أحد ملاك مقاهي النت أنه يستقبل بشكل يومي زبائنا يترددون على المواقع الجنسية، وهم من مختلف الفئات العمرية، وعندما سألناه عن عدم اعتماد برنامج حجب تلك المواقع، قال بأن تلك البرامج لايمكنها حجب كل المواقع، وتقوم بحجب البعض منها فقط “لقد جربت تلك البرامج وعلمت بأنها لا تجدي نفعا"، يقول، وأخبرنا بأنه يكتفي فقط بمراقبة القصر حيث يقوم بقطع الخدمة عنهم. أما الراشدون، حسبما يقول، لا يمكنه فعل ذلك معهم، “لأنهم أولا راشدون، وثانيا إذا فعلت ذلك قد يؤدي ذلك إلى دخولي مع الزبون في شجار بحجة أني أتجسس عليه، وهذا ما حصل لي عدة مرات". وأكثر من ذلك، ثمة بعض مقاهي النت التي تخصص غرفا خاصة لارتياد المواقع الجنسية وحتى تعاطي المخدرات، وهو ما وقفنا عليه في أحد تلك المقاهي بساحة فاليروا مؤخرا، حيث فوجئنا بتخصيص مالك فضاء النت لغرفة خاصة بمرتادي المواقع الجنسية، وأكثر من ذلك أنه يتم فيها تعاطي المخدرات وممارسة السلوكات المنحرفة، وقد أقدمت مصالح الأمن على إثر الشكاوى العديدة على غلق هذا الفضاء، وشملت العملية العديد من الفضاءات إما بسبب احتضانها لسلوكات منحرفة أو عدم توفرها على الشروط الملائمة. ويرى بعض اختصاصيي علم النفس أن ارتياد المواقع الإباحية بهذا الشكل الكبير ليس جديدا، حيث سبقته مشاهدة الفضائيات الإباحية، وهذا راجع حسبهم إلى الكبت الاجتماعي الكبير والحظر على الخوض في المواضيع الجنسية التي لا تزال تعتبر من الطابوهات، حيث شرح أحد الأخصائيين أن “بعض مرتادي تلك المواقع، وحتى مشاهدة القنوات والأفلام الإباحية، يكون بدافع التعلم، حيث تم تغييب الثقافة الجنسية وصارت منعدمة في مجتمعنا بسبب الحظر الممارس على كل ما له علاقة بالجنس، وحتى في ديننا، يقول المتحذث، نجد ما يصطلح عليه ب “التربية الجنسية" وهي في مواضع عديدة من القرآن والسنة، مرجعا سبب إقبال الشباب على تلك المواقع لسبب ولع الإنسان الطبيعي بكل ما هو ممنوع، حيث شبه محدثنا الحظر الممارس على الجنس في مجتمعنا بالحواجز الفولاذية التي توضع في الملاعب وتفصل الجمهور المشاهد عن سطحية الملعب، حيث يقول “لقد أدى نزع تلك الحواجز في الملاعب الأوربية إلى التقليل من حدة العنف في الملاعب الرياضية، وكذلك هو الحظر على المواضيع الجنسية حيث إن التعتيم والمنع يِِؤدي إلى ممارسات منحرفة تتمثل في سلوكات جنسية غير سليمة"، يقول المتحدث.