تعرف هذه الأيام أسعار الماشية الموجهة للذبح يوم عيد الأضحى ارتفاعا محسوسا مقارنة بالأيام الماضية، وذلك عبر مختلف أسواق البيع بولاية بسكرة التي توصف بأنها رعوية تضم أحسن فصيلة وطنيا المتمثلة في فصيلة أولاد جلال، التي بلغ متوسط سعر الكبش منها ستة ملايين سنتيم. ويتوقع الكثيرون الذين لهم دراية بهذا الموضوع تواصل ارتفاع الأسعار مع بداية العد التنازلي للعيد، وارتفاع نسبة الطلب مقابل الإقبال الكبير الذي تعرفه معظم أسواق الولاية، ومقارنة بما كانت عليه العام الماضي فقد تأرجحت نسبة الارتفاع بين 4000 الى6000 دج، بسبب دخول السماسرة والوسطاء على الخط بحثا عن الربح السريع في مثل هذه المناسبات، التي تعد بالنسبة لهم فرصة لا يمكن تضييعها. وفي جولة قادتنا إلى السوق الأسبوعي لمدينة سيدي عقبة شرق بسكرة امتدت لأربع ساعات تقريبا، بداية من السادسة صباحا قبل طلوع الشمس تفاجأنا بالكم الكبير من رؤوس الماشية المعروضة ومن مختلف أنواع المركبات القادمة من عدة ولايات على غرار تبسة، باتنةخنشلة، سطيف، بغرض العرض أو لشراء الأضحية المناسبة. ومن خلال تنقلنا داخل السوق وحديثنا مع الباعة تأكد لنا أن الأسعار التي وصفها المتسوقون بالمرتفعة متأرجحة حسب الوزن والجنس، بحيث تبين أن سعر الخروف الذكر الذي فاق عمره عاما واحدا يتراوح بين 30 و 45 ألف دج، ومن 25 إلى 30 ألف دج للخروف صاحب 06 أشهر، أما الإناث فقد تأرجحت أسعارها من 25 إلى 32 ألف دج، فيما وصل سعر النعجة حدود 45 ألف دج أما الكباش فصيلة أولاد جلال فقد وصل سعرها إلى حدود 60 ألف دج ومنها ما استقر سعرها عند70 ألف دج، و هذه النوعية يتم شراؤها من قبل أصحاب الأموال من فئة التجار الكبار، والمقاولين والمسؤولين الإداريين ذوي الوضعيات المالية المريحة. من جهتها أسعار الماعز سجلت نفس الارتفاع بحيث بلغ سعر الجدي الذكر من 18 إلى25 ألف دج، والأنثى من 15 إلى 20 دج، أما التيس فقد فاق سعره 30 ألف دج رغم النفور من شرائه، وكان الأمر غير المتوقع لدى مئات المتسوقين حسب أحاديثهم هو الارتفاع غير المعقول في الأسعار رغم الحديث عن وفرة رؤوس الماشية، ما جعل الكثير يعزف عن شراء الأضحية هذا الموسم. وقد أرجع مربو الماشية ذلك إلى غلاء الأعلاف بفعل المضاربة التي فرضها بعض السماسرة والدخلاء على المهنة، بحثا عن الربح السريع بطرق غير مشروعة أضرت كثيرا بتربية الماشية، هذه المعوقات دفعت ببعض المربين إلى بيع عدد من الرؤوس بأسعار باهظة لمجابهة الآثار السلبية للجفاف. وحسب الأصداء الواردة إلينا من بعض أسواق ولاية بسكرة على غرار أولاد جلال، وزريبة الوادي وكذا نقاط البيع التي أنشأها الموالون والسماسرة، فإن الأسعار ذاتها المذكورة هي نفسها المتداولة، مقابل ضعف كبير في عملية التسوق، ساهم بشكل كبير في رفع الأسعار فسره البعض بانتظار ما ستحمله الأيام القادمة من جديد في ظل التطمينات المقدمة من قبل مسؤولي القطاع التي تصب كلها في خانة تراجع الأسعار إلى الحد الذي يمكن الكثير من أرباب العائلات من شراء الأضحية.