أضرب أمس سائقو سيارة الأجرة بالمدينة الجديدة علي منجلي العاملون على خط وسط المدينة، احتجاجا على إجراءات «تعسفية» يقولون بأنها صدرت عن رجال الأمن في حقهم، بالإضافة إلى انتشار الكبير لسيارات «الفرود» ومزاحمتهم في المواقف القانونية المخصصة لسيارات الأجرة النظامية، في الوقت الذي لا زال يعاني فيه المواطنون من فوضى وأزمة نقل خانقة تزداد حدتها في أوقات الذروة. وذكر السائقون المضربون، بأن القطرة التي أفاضت بالكأس وأدت بهم إلى التوقف عن العمل، هو «التعسف» الصادر عن أعوان الأمن المناوبين بالقرب من موقف السيارات المحاذي لمحور الدوران بالوحدة الجوارية رقم 08، حيث أن أحد الأعوان قام بإجراء غير قانوني حسبهم، إذ أنه حرر محضري مخالفتين، خلال فترة لا تزيد عن الساعتين في حق سائق سيارة واحد، كما قام الأعوان الآخرون بسحب الوثائق بشكل «تعسفي» من سائقين آخرين على حد قولهم. ويضيف محدثونا بأنهم ضاقوا ذرعا بممارسات سيارات «الفرود» التي انتشرت بحدة في المكان، الذي يعرف حركية كبيرة نظرا لتواجد مركزيين تجاريين به، حيث أنهم احتلوا جميع الأرصفة والأماكن المحيطة وأصبحوا يزاحمونهم حتى في مواقفهم القانونية، دون أي حسيب أو رقيب، بينما يبقى سائق سيارة الأجرة النظامي تحت ضغط رجال الشرطة والمخالفات القانونية على حد ذكرهم. وقد توجه عدد من السائقين إلى مقر الأمن المجاور لتقديم شكواهم وانشغالاتهم، ليتنقل بعده محافظ الشرطة الذي أكد لهم بأنه سيتكفل بمحاربة سائقي السيارات غير الشرعيين، كما سمح لهم بركن السيارات في الوضعية الثانية، في حين عرف المكان ازدحاما مروريا كبيرا، كما تسبب الإضراب في تذمر واستياء شديدين في أوساط المواطنين الذين اصطفوا بالعشرات بالقرب من المحطة تحت أشعة الشمس الحارقة ودخل بعضهم في مناوشات كلامية مع السائقين. لكن في المقابل يؤكد مواطنون بأن انتشار سيارات الفرود وإقبالهم عليها، ناتج عن فراغ وتجاوزات فرضها السائقون النظاميون، الذين يركنون سيارتهم في المحطة ويرفضون النقل بنظام المكان الواحد ويفضلون نظام النقل «بالكورسة» التي يصل ثمنها إلى وسط المدينة في العديد من الأحيان لاسيما في أوقات الإزدحام المروري إلى 500 دينار وهو مبلغ يقولون عنه بأنه مبالغ فيه ومجحف ، ناهيك عن عدم مداومتهم في الفترة الليلية إلا عدد قليل منهم لا يكفي لأعداد المواطنين الهائلة التي تتنقل فيما بين الأحياء ومن وإلى وسط المدينة. ويعاني السكان والزائرون لمدينة علي منجلي التي تميزها كثافة سكانية هائلة وتعرف تزايدا عمرانيا واسعا حالة كبرى من فوضى وأزمة نقل خانقة، حيث أن عدد وسائل النقل الحضري قليل جدا لاسيما نحو الوحدات الجوارية البعيدة على غرار 14 و16 بالإضافة إلى 19 و 18، حيث يتكبد السكان مشقة كبرى في الظفر بوسيلة تقلهم إلى أمكان سكنهم، كما أن غياب مواقف نظامية ومخطط نقل واضح جعل أصحاب السيارات التي تداوم بالمدينة، تعمل بطريقة عشوائية ما فتح المجال لسيارات «الفرود» التي تساهم بشكل كبير في حل الأزمة وتعتبر البديل بالنسبة للمواطنين. ويجد أيضا المواطنون المتنقلون عبر خطوط الخروب ووسط المدينة بالّإضافة إلى حي الدقسي، أنفسهم أمام وضع صعب، لاسيما في أوقات الذروة، أين يستغل العديد من الناقلين سواء الشرعيين أو النظاميين الوضع ويقومون برفع الأسعار،ما يضطر المواطنين إلى الرضوخ لطلباتهم تفاديا للإنتظار لفترات طويلة بالمحطات. وكانت المندوبية البلدية لعلي منجلي، قد ضبطت مع بداية السنة الجارية مخطط نقل جديد خاص بسيارات الأجرة كما طالبت بمضاعفة عدد سيارات «الطاكسي» الذين لا يتجاوز عددهم 150 سيارة لتغطية العجز، حيث قامت بتنظيم خرجة ميدانية رفقة عناصر الشرطة ومديرية النقل بالإضافة إلى نقابة السائقين، ووعدت بوضع اللافتات، إلا أن ذلك لم يتحقق في ظل فوضى وأزمة النقل الحاصلتين.