تعتزم التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية تنظيم مسيرة اليوم انطلاقا من ساحة الوئام المدني ( أول ماي سابقا) نحو ساحة الشهداء للمرة الثانية بعد مسيرة السبت الماضي التي منعتها قوات الأمن. في الوقت الذي تستعد فيه التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية لمعاودة الكرّة اليوم بتنظيم مسيرة أخرى من ساحة أول ماي نحو ساحة الشهداء يبقى الشارع العاصمي يتردد بين الترقب والحذر واللامبالاة، فيما عادت قوات الأمن إلى النقاط الحساسة في العاصمة على غرار ساحة أول ماي وأماكن أخرى، لكن بانتشار اقل مما كان عليه قبل مسيرة السبت الماضي.ولم يتقدم المنظمون بأي طلب لولاية الجزائر لتنظيم المسيرة متحججين برفض الترخيص للمسيرة السابقة بحجة منع المسيرات في العاصمة، لكن سلطات بلدية وهران رخصت للتنسيقية لإقامة تجمع في إحدى القاعات بالمدينة. من جانبهم يواصل الفاعلون في التنسيقية حشد الاستعداد المادي والمعنوي لمسيرة اليوم والتأكيد مرة أخرى على أنها ستنظم رغم كل ما قالته الحكومة وما وعدت به مند أسابيع، وهم يعتزمون العودة مرة أخرى إلى الشارع بأكثر تنظيم وبإعداد جيد وشعور اقل بالخوف، وفي هذا الإطار قال الإعلامي والناشط وعضو التنسيقية فضيل بومالة أن تنظيم مسيرة اليوم أمر حسم فيه منذ أيام ولا تراجع عنه، مضيفا في تصريح ل"النصر" أمس أن مسيرة اليوم ستكون أكثر تنظيما من سابقتها، وقد عقدت التنسيقية بعد زوال أمس اجتماعا تقنيا خاصا لبحث مسألة التنظيم. وقال بومالة عن هذا الاجتماع قبل عقده انه سيبحث في بعض الأخطاء التي ارتكبت خلال المسيرة السابقة، ويدرس أيضا استراتيجيه الطرف الآخر في مواجهتهم، مجددا التذكير أن المسيرة سلمية مائة بالمائة جاءت لتندد بالنظام بالطرق السلمية.وأضاف المتحدث يقول من موقعه كعضو في التنسيقة الوطنية للتغيير والديمقراطية أن الجميع لاحظ خلال المسيرة الأولى أن من شاركوا فيها أناس محترمين من كل الفئات العمرية، وهم ليسوا من أهل العنف أو تحطيم ممتلكات الغير، بدليل أنهم لم يستجيبوا لاستفزازات الطرف الآخر على حد قوله.وعن توقعاته حول حجم المشاركة في مسيرة اليوم قال فضيل بومالة أن المشاركة ستكون أوسع، ولو أن العدد - كما أوضح - ليس مهما في هذه المرحلة، لأن المسألة لديها بعد سياسي بالدرجة الأولى أكثر منه انتفاضة شعبية أو شيء آخر من هذا القبيل، و المحتجين يجمعهم هم واحد هو رفض السلطة والنظام، وهم لا يريدون غير ذلك.من جانبه يوجد رئيس حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي الذي يعتبر من الفاعلين في التنسيقية منذ أيام بباريس لكنه سيشارك في مسيرة اليوم حسب مصادر عليمة. وبالنظر للجو العام السائد قبل مسيرة اليوم يلاحظ قلة اهتمام المواطنين في العاصمة رغم بقاء نوع من الترقب و الحذر يخيم على الجميع، وحتى التجنيد للمسيرة لم يكن كما كان في المرة الأولى، وسط حديث عن عزم بعض سكان ومواطني شارع محمد بلوزداد التصدي للمتظاهرين الذين حسبهم- يحرمونهم من فتح محلاتهم للمرة الثانية في ظرف أسبوع ويعطلون الحركة بشارعهم، لكن صحة هذا الكلام لم نتمكن من معرفتها.كما تجدر الإشارة أيضا أن كلاما جرى أول أمس الخميس وصبيحة أمس عن عزم مجموعة من المواطنين تنظيم مسيرة أمس بعد صلاة الجمعة في بعض شوارع العاصمة، ما وضع قوات الأمن في حالة تأهب طيلة اليوم.يشار فقط أن التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية تمسكت بالدعوة لتنظيم مسيرة ثانية اليوم بعد مسيرة السبت الماضي رغم الوعود والقرارات التي أعلنتها الحكومة ومنها على وجه الخصوص تأكيد الوزير الأول أحمد أويحيى قبل ثلاثة أيام رفع حالة الطوارئ قبل نهاية شهر فيفري الجاري، لكن نشطاء التنسيقية ردوا بالتأكيد أن مطالبهم لا تتلخص فقط في رفع حالة الطوارئ.