أمسية أدبية حميمة على شرف الأديب و الباحث شريبط أحمد شريبط استرجع الكاتب و الباحث شريبط أحمد شريبط أمس الأول بالجامعة المركزية بقسنطينة ، أهم المحطات في حياته الأدبية، التي أثمرت بمؤلف من 10مجلدات جمعت فيها جل أعماله المجسدة منذ سنة 1975، فيما غاب الروائي الحبيب السايح عن الندوة التي كان من المتوّقع أن يقدّم خلالها إصداره الأخير «كولونيل الزبربر». الأمسية الأدبية التي نظمتها دائرة الأدب و الكتاب بمحافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بالاشتراك مع كلية الآداب و اللغات بجامعة قسنطينة 1 ، على هامش المعرض الوطني للكتاب، و التي اندرجت ضمن الأدب الحميم، شهدت تقديم السيرة الذاتية و قراءات في أعمال الكاتب شريبط أحمد شريبط و الصادرة في عشر مجلدات عن منشورات بونة للبحوث و الدراسات، مدعمة بشهادات حية اختزلها الدكتور بلكبير بومدين أستاذ محاضر بجامعة عنابة و صاحب مشروع سلسلة «كتابي صديقي»، في سرد وقائع حقيقية من حياة الأديب و نقل شهادات عن معاناته مع المرض و صبره و عزيمته في تحدي الظروف لمتابعة أبحاثه و نشاطه الدءوب في الحراك الأدبي و الثقافي عموما، و إصداراته الأدبية و الأكاديمية النوعية التي فرضت نفسها و تحوّلت إلى مراجع يرتكز عليها الباحثون، منها مؤلف «تطوّر البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة»الذي اعتبره الدكتور يوسف وغليسي الذي نشط الندوة الأدبية، مرجعا أساسيا لا يستغنى عنه في دراسة القصة القصيرة، بالإضافة إلى المرجع الوحيد عن الأديب عبد المجيد الشافعي الكاتب المنسي و المغمور. ، فضال عن كتاب رحلة الكتاب الجزائريين المعاصرين، و غيرها من الأعمال التي وصفها الدكتور بأنها طريقة شريبط الخاصة في جزأرة أعماله، علما و أنه كان أول من أماط اللثام عن أعمال و ذاكرة الأديبة زليخة السعودي و ذلك من خلال جمع و تسليط الضوء على كل أعمالها بما فيها رسائلها الشخصية التي تبادلتها مع كبار الأدباء الجزائريين و على رأسهم طاهر وطار، و هو العمل الذي قال عنه الأديب أحمد شريبط أنه راض عنه، لأنه أوجد أديبة من العدم مثلما قال و هي اليوم تدرّس بالثانوي و تقام حولها مذكرات التخرّج من الجامعة و رسائل الدكتوراه. كما تطرّق ضيف الأمسية الأدبية للصعوبات التي واجهها في تحقيقاته التي قام بها دون أن تبارك جهوده و تأسف لتراجع التفتح الثقافي، و قال بأن النخبة الثقافية في 1929كانت أكثر تفتحا على ثقافات الغير أكثر من النخبة الآن، معبّرا في سياق ذي صلة عن معارضته للتقشف الثقافي»أنا ضد سياسة التقشف و مع البوح و التحرّر الثقافي». و تلت تقديم الأعمال الكاملة للكاتب شريبط قراءات شعرية ألقاها كل من الشاعر عبد الحميد شكيل الذي قرأ بعض القصاصات من نصوصه الجديدة الموسومة «تشخيصات»، فيما انتقى الزبير دردوخ بعضا الأشعار من ديوانه «عناقيد المحبة»، و اختار عاشور بوكلوة قراءة معادلات وجدانية من «خماسيات الوجد»، أما حسن دواس، ففضل السفر في عمق «الغرور» و «الوهج» ، ليترك المكان للشاعر سفيان بوعنينبة الذي قرأ أبياتا من قصيدته «20قرنا».