القذافي: أنتم جرذان وأنا قائد أبدي ولست رئيسا لأتنحى أكد معمّر القذافي أمس على بقائه في الحكم وقال أنه ليس رئيسا حتى يتنحى بل قائد أبدي للثورة، واتهم المحتجين المطالبين بتنحيته بالعمالة للخارج والخيانة العظمى مهدّدا بتسليط حكم الإعدام عليهم، ووصفهم تارة بالجرذان وبأنهم قلة إرهابية، وتارة أخرى بأنهم مراهقون دون 18 سنة يتعاطون المخدرات. وفي أول خطاب يوجهه لليبيين منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة برحيله، أكد القذافي أنه لن يترك الأراضي الليبية، وقال "سأموت شهيداً، وسأقاتل حتى آخر قطرة في دمي"، ودعا مؤيديه من نساء ورجال وأطفال إلى الخروج في مسيرات مؤيدة له، مباشرة بعد انتهاء خطابه وطالبهم بملاحقة ومطاردة المحتجين "في كل مكان وفي أوكارهم" والقبض عليهم وتسليمهم إلى قوات الأمن، ودعاهم للزحف على منطقة درنة التي يحكمها أتباع بن لادن كما قال، متهماً المتظاهرين بأنهم يريدون تحويل ليبيا إلى إمارة إسلامية تابعة للظواهري وبن لادن وقال أنه يخشى تحول بلاده إلى أفغانستان جديدة، وغزوها من طرف أمريكا .ونفى القذافي أن يكون قد أمر باستعمال القوة ضد المتظاهرين وأضاف في نبرة تهديدية "لم نستخدم القوة بعد، وعندما أفعل سيحرق كل شيء"، كما أشار إلى أن الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام والفضائيات التي وصفها بالقذرة، هي للقتلى من الشرطة والجنود وليست للمحتجين الذين قال بأنهم مأجورون يتحركون بأجندات خارجية، وأنهم " جرذان ومرتزقة " يتعاطون المخدرات والمهلوسات، كما أعلن أنه أعطى أوامره إلى ضباط الأمن للقيام بتطهير الشوراع من معارضيه، وطالب مؤيديه باستعادة السيطرة على مدينة بن غازي من "المخربين" الذين قال أنهم سيصلون إلى حقول النفط ويشلون الاقتصاد الليبي، كما دعا جميع الليبيين إلى تشكيل لجان حماية "المكتسبات الثورية" منها النفط والمطارات والموانئ والجسور. وتعهد القذافي بمحاكمة من أسماهم بالمحرضين الذين دفعوا حسبه الشباب الذين لا ذنب لهم وغرروا بهم، كما طالب أهاليهم بإرجاع أبنائهم إلى ديارهم .من جهة أخرى قدم القذافي بعض التنازلات في محاولة لتدارك الأمور ومنها إعلانه عن قيام إدارة جديدة في ليبيا بداية من اليوم تتكون من شعبيات وبلديات جديدة، كما أكد ما صرّح به نجله سيف الإسلام أول أمس حول وضع دستور جديد ومجموعة من القوانين الأخرى فضلا عن تحرير الإعلام والقضاء والمحاماة، كما أعلن عن إعادة توزيع الثروة البترولية وسحبها من يد اللجان الشعبية، وأبرز أنه لا يملك قصورا ولا أموالا. القذافي أكد أن صورة ليبيا في الخارج لا ترى إلا من خلال ما تقدمه الإذاعات المعادية، وتعهد بأن تتولى الإذاعة الليبية تغيير هذه الصورة بشكل نوعي، كما ذكّر الشعب الليبي بمراحل نضاله وتحريره مختلف المدن وخاصة مدينة بنغازي وطرده القوات الأمريكية والبريطانية من القواعد، وقال أنه حارب الجميع من اجل ليبيا وانتصر عليهم وأنه عنوان لمجد ليبيا وثورتها ولا يمكن لأحد أن يطالب بتنحيته لأنه "رئيس ليبيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية" وانه سيجعل من ليبيا قائدة للعالم.