استقبلت مدينة بريتوريا أزيد من 800 مناصر جزائري ممن كانوا قد تنقلوا نهاية الأسبوع الفارط إلى كاب تاون لمتابعة مباراة الخضر ضد الإنجليز، وعادوا برا إلى معقلهم المفضل بإقامة "إيريكا" التي كانوا قد حطوا بها الرحال منذ أول يوم وطأت فيه أقدامهم أراضي جنوب إفريقيا، فكانت الأجواء جزائرية خالصة، إلى درجة أنه يخيل لكل زائر لهذه المدينة بأنه متواجد في إحدى المدن الجزائرية وليس في العاصمة السياسية لبلد العم مانديلا العرس الجزائري في شوارع بريتوريا انطلق في حدود الساعة الحادية عشرة من صبيحة أول أمس الإثنين، بمجرد وصول الفوج الأول من جحافل المناصرين الذين كانوا عائدين من كاب تاون، عبر محطة بلوم فونتان، لأن الأجواء على متن الحافلات كانت مميزة، بعد إقدام المشجعين على صنع الفرجة بتحويل المركبات التي كانوا على متنها إلى مدرجات متنقلة، وهو الأمر الذي تجاوب معه سكان هذه المدينة، والذين سارعوا إلى التوجه نحو شارع هاسفيلد المحاذي لإقامة "إيريكا"، لأن المحلات التجارية اكتست حلة جزائرية أيضا وتخلصت من طابعها الإفريقي، وأبسط صورة على هذا التجاوب ما قام به صاحب أكبر مطعم في هاسفيلد، وهو لبناني الجنسية، والذي واكب الأجواء التي فرضها الغزو الجزائري لمدينة بريتوريا، فقام بوضع أقراص مضغوطة لأغان جزائرية كانت قد ألفت بمناسبة تأهل الخضر إلى المونديال، واللافت للانتباه أن هذه الأجواء جعلت المئات من شبان جنوب إفريقيا يعزفون على آلات "الفوفوزيلا" ويرقصون مطولا في الشارع على إيقاع "وان، تو، ثري فيفا لالجيري". لا أثر للجمهور الأمريكي رغم...؟ على النقيض من ذلك، وإذا كانت مدينة بريتوريا قد استقبلت في ظرف يومين أزيد من 2500 مناصر جزائري، بمن فيهم المئات من المغتربين الذين قدموا من فرنسا، ألمانيا، إنجلترا، سويسرا، وحتى أستراليا، كندا والولايات المتحدةالأمريكية، من أجل مناصرة المنتخب على أمل صنع ملحمة كروية تاريخية، فإن المشجعين الأمريكان، ورغم أنهم اشتروا حصة الأسد من تذاكر الدخول إلى الملعب في مباراة اليوم، فإنهم لازالوا غائبين عن شوارع بريتوريا، ولا أثر لأجوائهم الاحتفالية حتى في ساحة "هايست فيول سكوير" المكان الذي يحج إليه مناصرو كل المنتخبات لقضاء سهرات صاخبة تمتد إلى غاية ساعات متأخرة.