تواجد الخضر في بريتوريا منذ مساء الأحد جعل المشجعين يتوافدون على الفنادق والإقامات الجامعية قبل أربعة أيام من موعد المواجهة الحاسمة ضد أمريكا، لأن التواجد إلى جانب العناصر الوطنية في الحصص التدريبية طموح طالما غذى المناصرين الذين تنقلوا إلى بلد "الزعيم مانديلا" لمتابعة فعاليات المونديال عن كثب، لكن اختيار سعدان الإقامة بمنتجع سان لامير المعزول عن المحيط الخارجي حرم المناصرين من متابعة الحصص التدريبية التي أجراها الخضر منذ حطهم الرحال بجنوب إفريقيا في الأسبوع الثاني من شهر جوان الجاري كل شيء يهون لأجل الخضر توافد جحافل الجزائريين على بريتوريا جسدته الأفواج التي عمدت إلى امتطاء الطائرة للعودة من كاب تاون مباشرة بعد مقابلة الجمعة الفارط، حيث كانت المئات من الجماهير الجزائرية قد سارعت إلى التنقل إلى مطار "لوكاب" الدولي للتوجه جوا إلى العاصمة جوهانسبورغ، ومنها برا على مسافة 60 كيلومترا إلى مدينة بريتوريا، لأن العودة مع أفواج الأنصار على متن الحافلات سيحرم المناصرين من متابعة تدريبات الخضر تحسبا لاستعداداتهم لمقابلة العمر المقررة غدا الأربعاء. اللون الأخضر غطى مطار كاب تاون شهد مطار مدينة كاب تاون في اليومين الأخيرين حركة كبيرة للجزائريين الذين تنقلوا بالمئات وتركوا إقامة "ويست إيريكا" بضاحية ستريلنبيرغ فارغة، ولم يبق فيها سوى العشرات من المشجعين الذين لم تسمح لهم ظروفهم المادية بتغطية مصاريف الطائرة والتي بلغت بالعملة الجزائرية نحو 12500 دج، لكن عشاق الخضر أكدوا مرة أخرى بأنهم يرفعون شعار كل شيء يهون من أجل المنتخب الجزائري، بعدما كانوا قد سافروا برا على متن الحافلات إلى كاب تاون على مسافة 1460 كيلومتر. بعض الأنصار قضوا الليل في الشارع الملفت للانتباه أن العشرات من المناصرين الجزائريين لم يجدوا مكانا للمبيت ليلة السبت إلى الأحد فاضطروا إلى قضاء ليلة بيضاء في الشوارع مع أنصار الدانمارك الذين ظلوا يحتفلون بفوز منتخب بلادهم على الكاميرون، وهي الاحتفالات التي تواصلت إلى غاية ساعة مبكرة من فجر الأحد وعرفت مشاركة جزائرية على غير العادة، لأن المنتخبات الإفريقية تحظى بدعم مشترك وجماعي من طرف كل المناصرين الأفارقة. بريتوريا "مقاطعة جزائرية" المناصرون الجزائريون ببريتوريا صنعوا الحدث مبكرا، حيث جابوا شارع بريتوريا والذي يعد أكبر شوارع المدينة ورددوا شعارات تكشف عن تعلقهم بالخضر، وهي أجواء تزامنت مع تنظيم السوق الأسبوعية بضاحية تشواني، فكان التجاوب كبيرا من سكان هذه المدينة يعربون عن دعمهم المطلق للمنتخب الوطني ويترقبون بفارغ الصبر الحصص التدريبية التي سيجريها بوڤرة ورفاقه بملعب لوتفيس فيرسفيد، لأن النتيجة التي سجلها الخضر أمام الإنجليز كانت كافية لدفع جماهير جنوب إفريقيا لينتظروا نجوم المنتخب الجزائري لمشاهدتهم عن قرب، وهذا في انتظار موقعة الأربعاء القادم، لأن الحضور الجزائري من المنتظر أن يكون قياسيا في مدينة استقبلت حشود الجماهير الجزائرية منذ 10 أيام، وأصبح سكانها من المناصرين الأوفياء للمنتخب الوطني، ويرددون "وان، تو، ثري.. فيفا لالجيري" في كل سهرة ينظمونها بساحة "هايست فيول سكوير".