كشف عضو مجلس أخلاقيات مهنة طب الأسنان بقسنطينة، الدكتور روابح سليم عن رصد أزيد من 100 عيادة طب أسنان تنشط بطريقة غير قانونية على مستوى أربع ولايات شرقية تابعة لناحية قسنطينة، وهي جيجل، أم البواقي، ميلة بالإضافة إلى قسنطينة، فضلا عن عدد من المختصين في علم المخابر الذين يمارسون المهنة بطريقة فوضوية بالرغم من أنهم لا يملكون، أخلاقيا، الحق في علاج المرضى. و صرح الدكتور روابح سليم للنصر، على هامش فعاليات الأيام الطبية الدولية الخامسة لطب الأسنان، المنظمة من قبل الفرع الجمهوي لمجلس أخلاقيات أطباء الأسنان و الجراحة بقسنطينة، حول موضوع فن طب و زراعة الأسنان، بأن المجلس الذي يضم أزيد من 1400 طبيب و جراح أسنان، يعمل على فرض رقابة مستمرة على نشاط أطباء تابعين لناحيته ، للتأكد من احترامهم لكافة الشروط اللازمة لممارسة المهنة، مؤكدا بأن عدد العيادات غير المنتسبة للمجلس، يتعدى المائة عيادة، يكمن خطرها، كما قال، في النشاط الفوضوي و عدم احترام شروط النظافة و الصحة، مشيرا إلى وجود عيادات تستعمل بعض التجهيزات خصوصا جهاز التعقيم " أوتوكلاف" غير مطابقة، وهي تجهيزات صينية لا تحترم المعايير الصحية المفروضة، ما قد يكون سببا وراء انتشار أمراض كالسل و التهاب الكبد الفيروسي و حتى السيدا. و أضاف المختص، بأن هدف الملتقى الطبي يندرج في إطار برنامج التكوين المتواصل للأطباء، ويهدف بالأساس للتوعية بأهمية الرفع من مستوى الخدمات الطبية و مواجهة الدخلاء على هذه المهنة، ممن ينشطون دون تراخيص و بطريقة فوضوية، مشيرا إلى أن احترام المعايير الصحية المطلوبة الواجب توفرها في التجهيزات المستعملة في العيادات الطبية، يعتبر من بين أبرز النقاط التي يتوجب على الأطباء احترامها، على اعتبار أنها معايير دولية متعارف عليها، و يكمن السبب وراء الإخلال بها في التكلفة العالية للأجهزة المدعمة لها ، حيث أن بعض الممارسين يرفضون اقتناءها، و يلجأ آخرون إلى رفع تسعيرة عملية قلع الضرس. و بالحديث عن اختلاف تكلفة قلع الضرس، من طبيب إلى آخر، وفرض بعض الأطباء لأسعار مبالغ فيها مقارنة بإمكانيات المواطنين، أوضح الدكتور روابح ، بأن قضية توحيد التسعيرة، طرحت مؤخرا على مستوى المجلس الوطني لأطباء و جراحي الأسنان، حيث ينتظر أن يأتي قانون الصحة الجديد بتعديلات تضبط التكلفة و توحدها. أما بخصوص عدد شكاوى المرضى التي تلقاها مجلس أخلاقيات المهنة، ضد الأطباء المخالفين ، فقد أكد المختص بأنها جد ضئيلة، و لا تتعدى 4 شكاوي سنويا، كما لا يكاد المجلس يسجل قرارات و اقتراحات بالغلق ضد ممارسي المهنة. خلال الملتقى الذي سلط الضوء على موضوع تطوير عمليات زرع الأسنان في العيادات الطبية في الجزائر، اعتبر المختصون المشاركون بأن بلادنا لا تزال بعيدة عن المستوى المطلوب، نظرا لمحدودية الأطباء المتخصصين في هذا المجال، كونه لا يدرس أكاديميا و يتطلب إتقانه دورات تكوينية خارج الوطن. بذات الشأن، أكد الدكتور معجل عبد الله، أخصائي طب و جراحة الأسنان بقسنطينة، تضاعف إقبال الجزائريين على جراحة الأسنان التجميلية، بما في ذلك زرع و تقويم و تبييض الأسنان، إذ تشكل الإناث نسبة الأكبر من زبائن عيادات تبييض و تقويم الأسنان، مشيرا إلى أن السعي خلف الابتسامة المثالية ناصعة البياض تحول إلى هاجس لديهن، ما جعلهن يقبلن على إجراء عمليات مماثلة في عيادات غير قانونية و حتى لدى محتالين لا علاقة لهم بالاختصاص. و حسب الدكتور معجل عبد الله ، فإن الاهتمام بزرع الأسنان و تبييضها لا يقتصر فقط على فئة الإناث، بل يشكل الذكور نسبة مهمة أيضا من زبائن أطباء الأسنان، الذين يقبلون بقوة على تقويم و تبييض و زرع أسنانهم، لتحسين ابتسامتهم خدمة لمظهرهم الاجتماعي، حيث تعرف هذه الثقافة انتشارا واسعا بين مختلف شرائح المجتمع الجزائري، و بالأخص الفئات الميسورة، نظرا لكون عملية زرع الضرس الواحد تكلف حوالي 100 ألف دج.