محمد الحلو يشدو "عيد الكرامة" و بدر رامي يضيء ليلة ختام مهرجان المالوف طربا ليلة فنية من العيار الثقيل شهدتها السهرة الختامية للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف أمس الأول السبت بالمسرح الجهوي بقسنطينة، وقعها كل من المطربين السوري بدر رامي والمصري محمد الحلو إلى جانب الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية بقيادة ناصر مغواش. الأمسية الفنية التي تصادفت و ليلة الاحتفال بذكرى اندلاع الثورة أول نوفمبر، كانت عابقة بروح الإبداع و الطرب، صدح فيها المطربون ففجروا ينابيع الإحساس وسط حضور جماهيري كبير، لم تشهده باقي ليالي التظاهرة التي استمرت طيلة أسبوع، اختتمت بتقديم نوبة غرناطة لأول مرة في مهرجان المالوف الذي أسدل الستار على طبعته التاسعة بحضور الأسرة الثورية التي تم تكريمها بالمناسبة. بداية السهرة الطربية كانت مع الفنان المصري محمد الحلو الذي استهلها بأغنية "عيد الكرامة"للراحلة وردة الجزائرية، التي تجاوب معها الجمهور بالتصفيق، و الزغاريد، قبل أن يرحل بهم في جولة بين أنغام أجمل ما غناه في مشواره الفني، حيث أدى مقطعا من أغنيته الشهيرة"يا حبيبي كان زمان" تلاها بأغنية "عرّاف" فمقطع من أغنية قدمها لتتر المسلسل المصري الناجح "ليالي الحلمية". المطرب محمد الحلو الذي هنأ الشعب الجزائري بعيد الثورة على طريقته بأداء أغنية "عيد الكرامة"، لم يتوان في تقديم تحية خاصة لصديقه الملحن و الموسيقي الجزائري "نوبلي فاضل" في أغنية بعنوان"الدنيا". فقرة الحلو كانت مفعمة بالأجواء الاستعادية، لأرواح عمالقة الفن الطربي و على رأسهم أم كلثم التي غنى لها مقطع من "ألف ليلة و ليلة"التي علّق مباشرة بعدها بأن يومه بقسنطينة بألف ليلة و ليلة، تعبيرا عن إعجابه بحفاوة الجمهور الذي اختار إهدائه في نهاية فقرته الفنية التي استمرت قرابة الساعة، قصيدة من التراث الأندلسي"الفياشية"التي منحها تأثيرا مشرقيا مميّزا، دون أن يخرجها عن قالبها المغاربي الجميل الذي أبدع المايسترو المغربي "نبيل آقبيب" و تشكيلته المتنوعة من عازفين من كل من المغرب، سوريا و الجزائر، في رسم لوحتها النغمية بإشراك الجمهور الذي رددها بصوت واحد. الأجواء الطربية لم تنته بمغادرة الحلو للركح، بل استمرت أكثر مع المطرب السوري خليفة العملاق صباح فخري بدر رامي الذي أمتع الجمهور بباقة من القدود الحلبية استهلها ب" أيها الساقي"، شدا بعد ذلك وسط تعالي الهتافات "طالعة من بيت أبوها" و "يا شادي الألحان"و"يا مال الشام" و " غيرها من الألحان التراثية التي كان يسلب قلوب المستمعين في كل مرة يصدح بصوته بعذب المواويل، فكانت السهرة طربية بامتياز، زادها تنوّع الأزياء التقليدية لعناصر التشكيلة الموسيقية المرافقة للمطربين بإشراف المايسترو قبيب جمالا. الوصلة الأخيرة في سهرة الختام كانت أندلسية محظة، قدمها الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية تحت قيادة ناصر مغواش الذي ترك بصمة في الطبعة التاسعة للتظاهرة، من خلال نوبة غرناطة التي أبدع 22عازفا في مرافقة شدا ألحان المؤدين المتميّزين و على رأسهم آمين شنطي الحائز على الجائزة الثانية في المهرجان الوطني للمالوف، إلى جانب الفنانين عادل و حسين مغواش و مالك شلوق الذين أمتعوا الحضور قبل انطلاق حفل تكريم الأسرة الثورية الذي استمر إلى غاية منتصف الليل. مريم/ب