يقتل زوجته خنقا و يفبرك سيناريو انتحارها قضت عشية أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي بتوقيع عقوبة 15 سنة سجنا في حق المتهم (م.ك) من مواليد سنة 1986 المتابع بجناية القتل العمدي، في قضية راحت ضحيتها زوجته وأم ابنتيه، والتي فبرك في حقها المتهم سيناريو انتحار، لتمويه المحققين وإبعادهم عن مسرح الجريمة، والتمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة الإعدام في حق المتهم الذي أنكر قتل زوجته. القضية بحسب ما دار في جلسة المحاكمة ترجع إلى تاريخ 5 ديسمبر من السنة الماضية، أين تلقى عناصر الشرطة بأمن دائرة قايس بخنشلة مكالمة هاتفية من عناصر الوحدة الثانوية للحماية المدنية، يفيدون فيها بتدخلهم على مستوى سكن بحي الأمير عبد القادر لنقل جثة سيدة انتحرت شنقا، بواسطة حزام جلدي ملفوف على رقبتها، لتتدخل الشرطة وتباشر تحرياتها فيما نقلت جثة السيدة لتعرض على تشريح الطبيب الشرعي. تقرير الطبيب الشرعي كشف بأن الضحية المسماة (ح.س) كانت على وجهها خدوش متفرقة وصلت حتى خلف أذنيها، وكذلك خدوش في أصابع يديها ما يترجم دخولها في مناوشات مع شخص آخر، وتوصل الطب الشرعي إلى وجود كدمات في فروة رأسها، وكدمة محيطة بمحاذاة مكان لف الرقبة بطول 2.5 سم، وذهبت الخبرة التكميلية للتأكيد بأن طول الحزام الجلدي الموصل بين مسمار في الحائط وبين أرضية السكن يبلغ 1.18 متر أما المعلاق الحديدي فهو على ارتفاع 1.90 متر والجثة يبلغ طول صاحبتها 1.85 متر، ليخلص للتأكيد بأن المعنية قتلت قبل توقيت تدخل جيرانها، بالنظر لكون المسافة المتبقية لا يمكن لها أن تؤدي إلى وفاة المعنية، وبينت الخبرة بأن الضحية كانت على جسدها كدمات قبل أسبوع من الحادثة وأخرى قبل يوم واحد من الوفاة، التي أرجعها الجميع إلى انتحار من خلال ما روجه الزوج عشية الحادثة بأن زوجته تعاني اضطرابات نفسية. التحقيقات كشفت بأن الزوج الذي يعمل بائعا للفول "فوالا" بسوق قايس الأسبوعي بحي البساتين لم يتوجه بعد إعلامه بخبر وفاة زوجته وأم ابنتيه لسكنه العائلي، وظل بالسوق حتى منتصف النهار ثم توجه لحي عجرود وبعده إلى حي لخضر شوشاش ثم حي 525 سكن حتى العاشرة ليلا، وهو ما أثبته سجل المكالمات الهاتفية، وتوصلت التحريات إلى أن المتهم على خلاف مع زوجته التي كشفت عن علاقته بفتاة، وفي المقابل اكتشف الزوج بأن زوجته تغادر سكنها العائلي لوجهة غير معلومة، وهو ما جعله يبلغ عن اختفائها ذات مرة ويعتدي عليها مرات عديدة طيلة زواجه الذي لم يعمر طويلا و لم يدم إلا حوالي 5 سنوات. ومن خلال ملف القضية فالزوج على خلاف دائم مع والده الذي تابعه بجرم الاعتداء على الأصول، وهو خلاف أدى إلى حدوث شقاقات في العائلة بعد أن قرر والده الزواج بثانية، وجعل شقيقته الكبرى تقيم عنده وهي التي توفيت أياما قبل تاريخ الجريمة، في الوقت الذي بين سجل المكالمات بأن الشقيقة الأخرى كانت على اتصال دائم بأخيها فجر الحادثة معللة ذلك أمام القاضي بأنها طلبت من شقيقها أن يشتري لها حلويات من سوق قايس. المتهم أنكر طيلة أزيد من 3 ساعات من الاستجواب الجريمة المتابع بها، غير أنه كان متفاجئا لدقة ما أوردته الخبرتان الطبيتان من معطيات، وكذا فحوى سجل المكالمات، متمسكا فقط بكون زوجته انتحرت ولم يقم بإزهاق روحها.