عالجت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة واحدة من أغرب قضايا القتل العمدي التي راحت ضحّيتها حلاّقة بمنطقة عين النعجة بالعاصمة، حيث تمّ اغتيالها بطريقة بشعة توحي بأنها مستوحاة من أحد أفلام الأكشن الأمريكية، وقد حاول الجاني طمس أثار جريمته بإيهام المحقّقين تارة بأنها انتحرت وتارة أخرى بأن سيّارة اصطدمت بها في الطريق السريع ولاذ صاحبها بالفرار. تفاصيل الجريمة اللغز تعود إلى شهر جويلية 2012، عندما تلقّت مصالح الأمن نداء من غرفة العمليات بمستشفى (سليم زميرلي) مفادها استقبال سيّدة في الثلاثينات من العمر تعرّضت لحادث سير على مستوى الطريق السريع بالدار البيضاء، حسب ما أدلى به مرافقها. وعليه تنقّلت مصالح الأمن إلى عين المكان فوجدت الضحّية قد فارقت الحياة، وبعد مراقبة كاميرا الطريق السريع تبيّن أنها لم تسجّل أيّ حادث سير لتحوم الشكوك حول الشخص الذي كان يرافقها وهو المتّهم (أ. خالد) صديق زوجها، خاصّة بعدما أخطرتهم شقيقة الضحّية بأن هذه الأخيرة اتّصلت بها وأخبرتها بأنها برفقة المتّهم الذي اعتدى عليها بالضرب، وأن جسدها ملطّخ بالدماء قبل أن يسحب الجاني منها الهاتف ويفنّد ذلك، لتنتهي المكالمة ويغلق خطّ الضحّية. المتّهم عند مواجهته صرّح بأنه بحكم معرفته بوكيل مجمّع (معزوز) للسيّارات اتّصلت به الضحّية التي تجمعه علاقة صداقة بعائلتها وبزوجها قصد مرافقته لتسلّم سيّارتها بالوكيل المتواجد في المنطقة الصناعية بالدار البيضاء، وعند وصولهما أخبرها الوكيل بأنه لا يمكن تسلّم السيّارة إلاّ بعد 03 أشهر، ما أثار غضبها وطالبته بإرجاع أموالها فورا، فقام بتوجيهها إلى مكتبهم المتواجد بالأربعاء، وعليه قام الجاني باصطحابها على متن شاحنة شقيقه. وفي الطريق حسب ما أدلى به المتهم حاولت الضحّية التي تعرّضت لنوبة بكاء هيسترية الانتحار من خلال فتح باب الشاحنة والقفز، كما كانت تحمل دفترها العائلي وجواز سفرها، وكانت تعاني من اضطرابات وتتناول المؤثّرات العقلية، كما أنها ومند ركوبها وهي تشتكي من علاقتها الزّوجية المتأزّمة وكذا المشاكل العائلية، ما جعله يدهسها بالعجلة الخلفية دون قصد أمّا عن سبب تمزّق قميض الضحّية فصرّح بأنه عندما حاول منعها من الانتحار أمسك به فتمزّق، أمّا عن أثار الخدوش التي كانت على خذه ويده فقد أكّد أنه تسبّب فيها المقعد الأمامي للشاحنة عندما حاول إسعاف الضحّية. تقرير الطبيب الشرعي كشف أن الوفاة عنيفة والصدمة كانت نتيجة الدهس بالمركبة، كما أن المرحومة قاومت وكانت تستغيث وتعرّضت للضرب على مستوى الوجه واليد، وهو ما يفسّر الكدمات الموجودة في جسدها. وعليه أحيل المتّهم على العدالة بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد وطمس معالم الجريمة لتضليل العدالة التي التمس بشأنها ممثّل الحقّ العام عقوبة الإعدام.