تراجع عدد السياح الأجانب بتونس ب26 في المئة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2015، وذلك مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2014، وفق ما أكدته وزيرة السياحة والصناعات التقليدية التونسية، سلمى اللومي، على هامش المؤتمر الدولي حول السياحة والإعلام الذي احتضنته مدينة قمرت أمس الخميس ،حيث أعلنت خلاله عن مقترحات بإنشاء منافذ برية جديدة للسياحة المشتركة بين تونس و الجزائر ، وإحداث استثمارات على طول الشريط الحدودي. وأحصت الوزيرة حوالي 4,6 مليون سائح خلال الأشهر التسعة، غير أنها أبدت تفاؤلها بوجود مؤشرات إيجابية للعام المقبل، ابتداءً من شهر مارس ، متحدثة عن وجود برنامج مهم لتطوير السياحة التونسية، وأن فوز تونس بجائزة نوبل للسلام من شأنها إعطاء دفعة لهذا البرنامج، كما أبدت منظمة السياحة العالمية التي تنظم هذا المؤتمر الدولي تفاؤلها بعودة السياحة في تونس إلى قوتها، إذ تحدث أمينها العام، طالب الرفاعي، عن ثقة منظمته في استرجاع تونس لمكانتها السياحية، مشيرًا إلى أنها نموذج للديمقراطية في المنطقة، وأن تحسّن القطاع السياحي فيها من شأنها المساهمة أكثر في تحسن أوضاع البلاد، مضيفا أنه على المجتمع الدولي دعم منطقة شمال إفريقيا التي يشهد قطاعها السياحي أزمة خانقة، وأنه يجب تعزيز التعاون أكثر لكسب المعركة ضد التهديدات الإرهابية بالمنطقة، قائلًا: "لن نسمح بأن تمنعنا قوى ظلامية من السفر إلى تونس ومصر أو أي مكان آخر". التراجع الإجمالي للسياح في تونس بعد العمليتين الإرهابيتين اللتان ضربتا تواليا متحف باردو في العاصمة التونسية وفندق في مدينة سوسة، وأوقعا 60 قتيلًا، دفع بتونس إلى طرق أبواب الوافدين الجزائريين، إذ أعلنت وزيرة السياحة التونسية أول أمس الأربعاء، خلال مؤتمر مشترك مع وزير السياحة الجزائري عمار غول ،عن مقترحات بإنشاء منافذ برية جديدة للسياحة المشتركة بين البلدين، وإحداث استثمارات على طول الشريط الحدودي. وقد بلغ عدد السياح الجزائريين الذين زاروا تونس خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2015 حوالي 1,18 مليون سائح، وتعد الجزائر السوق السياحية الوحيدة التي ارتفعت نسبتها في تونس إثر تراجع مهول مسّ كل الأسواق الأخرى، خاصة الأوروبية، بعد تعليق مجموعة من شركات الأسفار لرحلاتها.