حفل توزيع الأوسكار يفقد بريقه على الشاشات العربية حجبت الانتفاضات الشعبية بالوطن العربي على الأحداث الفنية و السينمائية العالمية التي خطفت فيما مضى كل الأضواء و الاهتمام، و كان يبدأ "التزمير" لقدومها طيلة أسابيع بالفضائيات العربية التي كانت تنافس الفضائيات الأجنبية على نقل كل صغيرة و كبيرة عن المهرجانات السينمائية الدولية و على رأسها الأوسكار. و عكس الطبعات الماضية اكتفت الفضائيات العربية هذا العام بتغطيات قصيرة للحدث السينمائي العالمي و لم تهتم مثل السابق بفساتين و تسريحات و هفوات النجوم، و اختفى جواسيس الفضائيات العربية المهتمة عادة بالأعراس الدولية في مجال الفن السابع عن كواليس مسرح كوداك و كأن تعليمة أمريكية بمنع الصحف العربية من الاقتراب من الركح تم إقرارها و إصدارها قبل موعد الحفل، فأثار غضب و مقاطعة العرب للعرس الأمريكي، أو بما نفسر اكتفاء أهم الفضائيات لا سيما المتخصصة في المنوعات بنقل نتائج منافسة الأوسكار و المرور على الحفل مرور الكرام، في حين كانت في السنوات الماضية تلتقط مئات الصور و المشاهد المسجلة قبل و خلال الحفل، و تعد عدة برامج فنية سينمائية من قلب الولاياتالمتحدةالأمريكية و ترافق النجوم في حصص التصوير التي تتنافس عليها النجمات الفاتنات بعد نزولهن من الليموزين و التي غالبا ما تتحول أزياءهن و تسريحاتهن و اكسسواراتهن إلى مادة إعلامية مثيرة للاهتمام و استقطاب أنظار الفضوليين من عشاق الفن السابع. حتى الضجة التي صاحبت ترشيح الفيلمين العربيين الوحيدين لأوسكار أفضل فيلم أجنبي و هما على التوالي الفيلم الجزائري "الخارجون عن القانون" لمخرجه رشيد بوشارب و الفيلم اللبناني"حرائق" المقتبس من نص مسرحي لوجدي معوّض خمدت بسرعة بمجرّد بدء النقاد الأجانب في تكهناتهم و استبعادهم المبّكر لفوز الفيلم الجزائري بجائزة الأوسكار، فابتعدت عنه الأضواء رغم أن تواجده في المنافسة في حد ذاته يعتبر مكسبا و فخرا للجزائريين و العرب عموما. فعدسات الكاميرات العربية لم تتسارع هذه المرة لمنافسة العدسات الغربية في التقاط هفوات و أخطاء الفنانين و المواقف الطريفة المسجلة عموما في حفل توزيع الأوسكارات و خطابات و تصريحات المشاهير، لأن أنهار دماء الأبرياء و جثت ضحايا الانتفاضات الشعبية التي تشهدها الكثير من الدول العربية لم تترك لها فرصة متابعة الألوان الزاهية و الأفراح ، لأن لون الموت كان أقوى و مغناطسيته كانت أشد، فطغت صور الغضب على الشاشات العربية بالفضائيات الإخبارية و حتى المتنوعة التي لم تبق غير مبالية بعالم السياسة، لأنها تدرك جيّدا بأن المشاهد العربي في حالة حداد تضامنا مع إخوانه العرب الذين يسقطون بالعشرات يوميا في مواجهات الأنظمة الفاسدة و المتعسفة. مريم/ب