الفنان الكوميدي بوعرابة محند اويذير في ذمة الله فقدت الساحة الفنية الجزائرية فجر أول أمس الممثل الفكاهي والفنان القدير بوعرابة محند اويذير المعروف باسم «دا بلعيد»، عن عمر يناهز 79 عاما بعد صراع طويل مع مرض ضيق التنفس ألزمه الفراش. المرحوم بوعرابة محند أويذير له تاريخ طويل في السينما والمسرح و التلفزيون، ويعتبر أحد قامات الكوميديا الجزائرية ، اقتحم عالم الفن والتمثيل في سن مبكرة من القناة الثانية الناطقة باللغة الامازيغية منذ سنة 1965 التي انطلق منها من المسرح حيث انضم إلى فريق التمثيل ، وقام بعدها بعدة أدوار رشحته ليصبح أحد النجوم المميزين ولقيت أعماله رواجا كبيرا بين مختلف الفئات من الجمهور الجزائري والتي تعالج في ثناياها مختلف القضايا في قالب هزلي و فكاهي وهو ما جعل منه فنانا محبوبا ومعروفا. كما تألق بوعرابة محند أويذير الذي أسعد أجيالا بعطائه، في السلسلة الاجتماعية الفكاهية «أخام ندا مزيان» أو دار «عمي مزيان» التي شكل فيها ثنائيا رائعا مع الممثل «أرزقي سيواني» وتقمص المرحوم دور «دا بلعيد» . ومن بين الأعمال الأخرى التي إشتهر بها الراحل محند أويذير،منها «ياك أنيغاك» و «أحليل أحليل» و «بوثقورذاش»، فضلا عن مشاركاته في أفلام باللغة العربية وغيرها من الأعمال التي صنعت من الراحل إسما لامعا وبارزا. وأشاد زملاؤه من الوسط الفني بالعطاء الفني الذي خلفه هذا العملاق في الفن الجزائري، وبقربه الكبير من عامة الناس وخصوصا من خلال أعماله الفنية الفكاهية التي كان يظهر فيها بالتلفزيون الجزائري، وقالوا أنه خدم الفن والثقافة الجزائرية بكل صدق في الإذاعة والمسرح والسينما. ولد المرحوم بوعرابة محند أويذير سنة 1936 بقرية سيدي يحي في بلدية شميني ولاية بجاية، درس بالمدرسة القرآنية في مسقط رأسه، وعندما إشتدت الحرب في قريته تنقل رفقة عائلته إلى الجزائر العاصمة للإستقرار فيها والدراسة والتحق بالقناة الإذاعية الثانية ليشارك مع عبد المجيد بالي في حصة «إيقرذان نلجناث» أو «أطفال الجنة» واشتغل لسنوات طويلة في مسرح الإذاعة قبل ولوجه السينما و يظهر في العديد من المسلسلات التلفزيونية، ويتوقف نهائيا عن التمثيل بعد تعرضه لوعكة صحية حادة منذ الصيف الماضي ألزمته الفراش إلى أن وافته المنية فجر أول أمس الخميس، وقد وري جثمانه الثرى أمس في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة.