كرم أول أمس الأحد المسرح الجهوي «كاتب ياسين» لولاية تيزي وزو بمقره، الفنانين الراحلين؛ سليمة لعبيدي وماخوخ بوبكور، بمناسبة إحياء العيد الوطني للفنان المصادف ل 8 جوان من كل سنة، وعرف التكريم حضور عدة وجوه مسرحية وفنية، لاسيما الممثلين والممثلات في مسلسل «دا مزيان» الذي استطاعت عبره الراحلة سليمة إدخال الفرحة إلى قلب المشاهد. الذكرى كانت فرصة لعدة وجوه فنية وكوميدية، أمثال نسيمة بن ميهوب التي لعبت دور زوجة «دا مزيان» في مسلسل «أخام ندا مزيان» الذي بثه التلفزيون الجزائري شهر رمضان الماضي، والممثلة أمينة بلجودي التي لعبت دور ابنة «دا مزيان»، سليمان بوبكر الذي لعب دور مقران في المسلسل وكذا السيد عمر فطموش مدير مسرح بجاية، للتأكيد على ضرورة تكريم الفنان في حياته وليس بعد مماته، حيث حبذوا لو أن حفل التكريم هذا المنظم لتخليد ذكرى سليمة لعبيدي وماخوخ بوبكر كان في حياتهما حتى يعيشا هذه اللحظات الجميلة ويجنيا ثمار جهودهما، بإيصال الفرحة إلى الجمهور بأعمال مختلفة تعالج مواضيع عديدة، كما مدحوا كثيرا شخصية الراحلة سليمة وتميّزها بالحنان والدفء رغم أدائها لادوار المرأة القاسية. وتم بالمناسبة تكريم الراحلة الممثلة الإذاعية والسينمائية الراحلة لعبيدي سليمة بحضور ابنتها حياة ميهوبي التي أثنت كثيرا على المبادرة، مؤكّدة على أن والدتها كانت تحب الكل ومحبوبة لدى الجميع، حيث تسلمت هدية رمزية أهداها مسرح «كاتب ياسين» لوالدتها، كما تم تكريم بقية فريق عمل مسلسل «دا مزيان». للإشارة، نظم المسرح في إطار برنامج الذكرى، معرضا حول المشوار الفني للفنانة سليمة لعبيدي وماخوخ بوبكر، وشريطا موجزا عن مختلف الأعمال التي قام بها ماخوخ ولعبيدي. سليمة لعبيدي ممثلة جزائرية من مواليد 9 سبتمبر 1949 بمليانة، بدأت حياتها كممثلة سنة 1966 بمسرح الإذاعة بالقناة الثانية، حيث شاركت في أعمال تراجيديا هزلية تعالج مواضيع اجتماعية، ونظرا لقدراتها في التمثيل، تم استدعاؤها لأداء أدوار في عدة أفلام، حيث تعتبر أفلام «أحليل، أحليل»، «باك نيغاك» و«المشوار» أهم الأعمال التي كانت وراء نجومية الراحلة سليمة التي أدخلت الفرحة والبهجة إلى قلوب محبيها خلال سهرات رمضان، حيث لقي مسلسل «أخام ندا مزيان» متابعة قوية من طرف الجمهور، ولعبت دور الكنة مونيكا ذات الأصل الفرنسي التي ذهبت إلى أهل زوجها بمنطقة القبائل للبقاء معهم، واستطاعت الاندماج مع الحياة الجديدة وأدت دورها بكل إتقان، وصنعت عبر حلقات المسلسل فرحة المشاهد الذي يترقب كل حلقة بشغف للضحك والترفيه، لتفارق الحياة عن عمر يناهز ال 64 سنة، إثر مرض عضال، تاركة وراءها حزنا كبيرا وسط الساحة الفنية ومحبيها. بوبكر ماخوخ من مواليد 6 مارس 1954 بقرية تفيلكوت ببلدية إيليلتن بتيزي وزو، عاش بمدينتي عنابةوبجاية بين أحضان دور الشباب والمسارح الجهوية التي كانت أماكن ثقافية أضاءت بأعمال الفنان التي غمرها بالسعادة وحب للمسرح والأطفال، حيث قدّم عدة مسرحيات منها «علي بابا»، عرض القراقوز، رقص، تهريج وسحر، واستعمل الفنان عدّة لغات منها الأمازيغية، العربية، الفرنسية، الإنجليزية والإيطالية، وقام بترجمة عدم أعمال منها «المرتزقة» للعادي فليسي عام 1978 وكذا من العربية إلى الفرنسية سنة 1962، الرواية الفرنسية «ملك الخير» لهونريات بيشوني في 1995، ليقوم بترجمة من الأمازيغية إلى العربية، في آخر عمل له، مسرحية موحيا «سين ني» عام 1996، ويصاب بمرض السكري والعجز الكلوي فيفارق الحياة بعدها في 31 ماي 1998 بمستشفى باريس، ويوارى التراب يوم 8 جوان المصادف لليوم الوطني للفنان.