الجزائر تظفر بثلاث جوائز خاصة إنتزع التمثيل الجزائري جائزتين خاصتين من مجموع تكريمات النسخة ال 22 من مهرجان الفيلم الإفريقي» الفيسباكو « الذي أسدل الستار على فعالياته أمس السبت بالعاصمة البوركينابية واغادوغو، حيث عادت جائزة منظمة « اليونسيف « الدولية للمخرج عبد الكريم بهلول عن فيلم « رحلة إلى الجزائر « ، بينما كانت جائزة منظمة الأممالمتحدة من نصيب المخرج دحمان أوزيد عن فيلم « الساحة «، في تظاهرة كان فيه الحضور الجزائري مشرفا، لأن الصعود على منصة التتويج جاء رغم المنافسة الشديدة مع منتجين و مخرجين من 28 دولة إفريقية سجلوا مشاركتهم بأزيد من 300 فيلم وثائقي أو عروض سينمائية . إنتزاع جائزة منظمة « اليونسيف « كان بفضل المخرج عبد الكريم بهلول الذي حاول من خلال فيلم « الرحلة إلى الجزائر « تقديم صورة واقعية و بلمسة سينمائية وفنية مميزة للجزائريين إبان الحقبة الإستعمارية، و ذلك بسيناريو أبدع في تقديمه أمام أعضاء لجنة التحكيم بالعاصمة البوركينابية، لأن هذا الفيلم نقل معاناة عائلة شهيد من مدينة سعيدة قتل في ثورة التحرير من طرف قوات المستعمر الفرنسي، لكن أحد الحركى من عميلي فرنسا حاول حرمان عائلة هذا الشهيد من أبسط حقوقها بعد الإستقلال، و ذلك بحرمانها من الإستفادة من مسكن إجتماعي، و قد واجهت زوجة الشهيد ظلم و إستبداد هذا العميل، الأمر الذي اجبرها على محاولة نقل إنشغالها إلى فخامة رئيس الجمهورية في تلك الفترة أحمد بن بلة، و هي القضية التي دفعتها إلى التنقل إلى الجزائر العاصمة في رحلة حبلى بالأحداث، صورت الواقع المزري للجزائريين مباشرة بعد التخلص من قيود المستعمر الفرنسي، و هي صور حاول من خلالها المخرج تبليغ رسالة تكشف بان فرنسا لم تترك من ورائها سوى الفقر و البؤس للجزائريين في بلد مليء بالثروات و الخيرات. على صعيد آخر، فقد ظفر المخرج دحمان أوزيد بجائرة الأممالمتحدة عن فيلمه « الساحة « الذي إنتزع « الأوسكار « عن جدارة و إستحقاق، بعد منافسة شديدة مع العديد من الإنتاجات السينمائية المصرية و المغربية، لأن المخرج المغربي داود أولاد السيد كان من أبرز المتنافسين على هذه الجائزة بفيلم « المسجد « الذي حاول من خلاله صاحبة تقديم صورة عن دور المسجد و مكانته في المجتمعات العربية و الإسلامية، و كيف تقدم الشعوب على التحطيم الكلي للديكور السينمائي، بينما يرفض المسلمون المساس بكرامة و قداسة بيوت الله، كما أن المخرجة المصرية إيمان كامل سجلت حضورها بإنتاج حمل عنوان « بيت شعر « و الذي صوّرت من خلاله واقع المرأة البدوية في البلدان العربية، و النظرة التقليدية الراسخة عن المراة في كل المجتمعات، في حين حضر المنتج المصري « يسري نصر الله « حضوره بفيلم « أحكي شهر زاد أحكي» الذي حاو من خلاله التنبأ بالأحداث التي هزت إمبراطورية حسني مبارك في الأيام الماضية، و الأحداث التي تخللت مصر منذ إندلاع ثورة شبان ثورة التحرير، ليبقع الفيلم الذي حمل عنوان « في إنتظار يوم الإقتراع « لأحد المنتجين البوركينابيين أبرز منتجات هذه الطبعة، كونه إختزل الواقع الذي تعيشه الشعوب في القارة السمراء، من فقر و مجاعة و تنامي الحروب الأهلية و الجريمة. . جدير بالذكر أن هذا المهرجان و الذي حمل شعار « السينما الإفريقية و الأسواق « عرف حضور السينما الجزائرية ببعض المخرجين المتألقين كجمال عزيزي الذي حاول بإنتاجه « السفر الأخير « نقل الوضع المزري للسينما ببلادنا، و كذا نورالدين زحزاح الذي سجل مشاركته في هذه الطبعة بفيلم « القراقوز «. ص / فرطاس