الفورمة التي أتواجد فيها تجعلني جديرا بإستعادة مكانتي ضمن تعداد الخضر لم يكن لي مشكل مع سعدان و قد طويت صفحة الماضي جوزيه حاول إبعادي من إتحاد جدة لأنني جزائري الجنسية أبدى المهاجم الدولي الجزائري عبد المالك زياية الكثير من التفاؤل بخصوص ظفره بثقة الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة، و تلقيه الدعوة للمشاركة مع الخضر في اللقاء الرسمي القادم المقرر بعد ثلاثة أسابيع بعنابة، لأن الفورمة العالية التي يتواجد فيها اللاعب هذه الأيام مع نادي إتحاد جدة السعودي جعلته يأمل في العودة إلى صفوف المنتخب الوطني عبر أوسع الأبواب... زياية الذي حط الرحال بمدينة قالمة فجر يوم الجمعة الماضي لعيادة والده الذي يعاني من وعكة صحية، إلتقه « النصر « بملعب سويداني بوجمعة بقالمة ، أين حضر لمتابعة إحدى الحصص التدريبية لفريقه المفضل الترجي الذي كان قد تخرج من مدرسته، و قد تحدث عن مستقبله مع المنتخب الوطني، و كذا مغامرته السابقة مع الخضر، و أسباب عدم مشاركته في مونديال جنوب إفريقيا، إضافة إلى مشواره الإحترافي و أمور أخرى نقف عندها بالتفصيل من خلال رحلة السين و الجيم : في البداية كيف هي أحوالك و ماذا عن الحالة الصحية للوالد عمي عثمان ؟ الحمد لله فقد تنقلت إلى مدينة قالمة نهاية الأسبوع خصيصا من أجل الوقوف على الحالة الصحية لوالدي الذي كان قد تعرض لأزمة صحية، ونقل على إثرها إلى مستشفى عنابة الجامعي، أين وضع تحت العناية الطبية، و قد غادر المستشفى مطلع هذا الأسبوع، وحالته في تحسن ملحوظ، و هو أمر يجعلني أرتاح كثيرا من الناحية النفسية، لأنني و أثناء تواجدي بالسعودية كنت مضطربا بعد أن أبلغني أفراد العائلة بتعرض الوالد لوعكة صحية، سبب ذلك السجارة التي ظل مدمنا عليها لسنوات طويلة، كما أنني أجبرت على طلب ترخيص من الطاقمين الفني و الإداري لنادي إتحاد جدة لتمكيني من السفر إلى الجزائر و الحصول على إجازة قصيرة مدتها أربعة أيام، لأنني سأمتطي الطائرة هذا الإثنين للعودة إلى جدة، بعد إعفائي من المشاركة في المباراة المقررة سهرة اليوم ضد نادي الرائد في إطار منافسات الدوري.. يفهم من كلامك بأنك ستعود إلى السعودية بمعنويات مرتفعة بعد الإطمئنان على صحة الوالد ؟ هذا أمر مؤكد، لأنني مررت بفترة صعبة في الأيام القليلة الماضية بمجرد إبلاغي بمرض الوالد، لكنني لقيت دعما كبيرا من كل أسرة إتحاد جدة التي أبدت تعاطفا كبيرا معي، حتى أن الأنصار أعربوا عن وقوفهم إلى جانبي، و الصورة التي صنعها زملائي في مباراة الأربعاء الفارط ضد نادي بيروزي الإيراني في إطار منافسة دوري أبطال آسيا دليل قاطع على الدعم المعنوي الكبير الذي خصني به اللاعبون و المسيرون، لأن رفع القميص الذي كتبت عليه عبارة « الشفاء لوالد زياية « هز مشاعري و جعلني أحس بأنني فعلا بين أفراد عائلتي الثانية، و الآن و بعد الإطمئنان على صحة والدي سأعود إلى جدة لإستئناف العمل الميداني مع فريقي، و أملي كبير في مواصلة المشوار بنفس الديناميكية، لأنني تخلصت من العقدة التي لازمتني لفترة طويلة و إستعدت كامل إمكانياتي. تبدو متفائلا و مقتنعا بالمردود الذي تقدمه مع إتحاد جدة. ما سر ذلك ؟ الجميع يعلم بأنني مررت بفترة فراغ، و لم أتمكن من التسجيل في العديد من المقابلات، إلى درجة أن المدرب البرتغالي مانويل جوزيه ظل يهددني بإبعادي من التعداد و منحي دوما فرصة الحظ الأخير، مع إدراجي في بعض الأحيان ضمن قائمة الإحتياطيين، و لو أن الطاقم الإداري كان قد أصر على ضرورة الإحتفاظ بخدماتي بعدما كنت مهددا بفسخ العقد في فترة « الميركاتو «، و هي مشاكل إنعكست بصورة مباشرة على معنوياتي، رغم السند المعنوي الذي كنت ألقاه من الزملاء و حتى المناصرين، و الحقيقة أن كل تلك المشاكل كانت من إفتعال مانويل جوزيه الذي كان يريد إبعادي من التعداد لسبب وحيد و هو أنني أحمل الجنسية الجزائرية، رغم أنه كان يشيد دوما بالجزائريين، و هو سبب لا علاقة له بالمردود الفردي فوق أرضية الميدان، بدليل أنني كنت في بداية الموسم الجاري أحظى بثقة هذا المدرب، و سجلت ثلاثة أهداف في اللقاءات الأربعة الأولى من البطولة، قبل أن تنقلب الموازين رأسا على عقب، لكن و بعد التغيير الذي حصل على مستوى العارضة الفنية بإستقدام المدرب أنطونيو أوليفيرا تحررت من الضغوطات النفسية التي كانت مفروضة عليّ، لأنني وجدت مكانتي من جديد ضمن التشكيلة الأساسية، و إستعدت الثقة في النفس و الإمكانيات، لأجد بعدها ضالتي بالنجاح في تسجيل هدفين في منافسة الدوري، قبل أن تكون المقابلة الأخيرة في إطار دوري أبطال آسيا بمثابة الفرصة السانحة للتأكيد على عودتي القوية غلى الواجهة بتوقيعي هدفين في شباك النادي الإيراني. لكن هذه العودة القوية جاءت قبل أيام من مقابلة الجزائر و المغرب، فهل أنت متفائل بالظفر بثقة بن شيخة للمشاركة في هذه المباراة الهامة و المصيرية ؟ من حق أي لاعب أن يحلم بتلقي الدعوة للمشاركة مع المنتخب الوطني في لقاء هام و مصيري، و الحقيقة أنني جد متفائل في هذا الشأن، خاصة و أن الناخب الوطني كان قد صرح في العديد من المناسبات بأن أبواب المنتخب تبقى مفتوحة للجميع، و كل عنصر يثبت جدارته الميدانية في تلقي الدعوة سيكون بصفة أوتوماتيكية ضمن التعداد، و هو ما يجعلني أنتظر بفارغ الصبر إدراج إسمي ضمن قائمة اللاعبين المعنيين بمواجهة المغرب، سيما و أنني تجاوزت مرحلة الفراغ التي كنت قد مررت بها، و التي أدت إلى شطبي من تعداد « الخضر « مباشرة عقب الهزيمة في جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث أنني لم أشارك في اللقاء الودي د منتخب لوكسمبورغ، بحجة تراجع المستوى الفردي، و هو أمر أعتبره شخصيا منطقيا. و هل تأمل في أن تكون عودتك إلى المنتخب بوجه مغاير بعد تجربة أولى لم تكن موفقة ؟ الأكيد أن الفورمة التي أتواجد فيها هذه الأسابيع تدفعني إلى بذل قصارى الجهود من أجل بلوغ مستوى تطلعات الجمهور الجزائري، لأن اللاعب المحترف في الدوريات الأجنبية يعمل دوما للظفر بمكانة ضمن منتخب بلاده، و نجاحي في تجاوز فترة الفراغ و المشاكل التي عشتها مع المدرب مانويل جوزيه في إتحاد جدة يدفعني إلى حصر إنشغالي الراهن في المنتخب الوطني، على أمل تلقي الدعوة للمشاركة في لقاء المغرب، لأنني لا أخفي عليكم بان الناخب الوطني بن شيخة كان قد تحدث معي خلال التربص الذي أجراه نادي إتحاد جدة بقطر، و قد أكد لي بأن كل عنصر مطالب بإثبات وجود في فريقه قبل التفكير في المنتخب، و مادمت قد أصبحت جاهزا من جميع المستويات فإنني أرى نفسي قادرا على تقديم الإضافة اللازمة لخط الهجوم في النخبة الوطنية. إلا أن التجربة الأولى كما سبق و أن قلنا لم تكن موفقة ؟ شخصيا أعتبر أي حديث من هذا القبيل من ذكريات الماضي، لأنني حقيقة كنت قد تلقيت الدعوة للمشاركة مع المنتخب في نهائيات كاس أمم إفريقيا التي جرت بأنغولا، لكنني لم أتحصل على الفرصة اللازمة لإثبات وجودي، حتى في المباراة الترتيبية ضد منتخب نيجيريا، رغم أنني كنت في تلك الفترة في أوج العطاء، و بعدها طفت بعض المشاكل إلى السطح و حالت دون إلتحاقي مجددا بالمنتخب، و قد عدت بعدها إلى التعداد في المقابلتين الرسميتين ضد تانزانيا و جمهورية إفريقيا الوسطى و لم أتمكن إلى حد الآن من تسجيل هدفي الأول مع « الخضر « لكنني أرفض أن توصف تجربتي مع المنتخب بالفاشلة، لأن هناك عوامل كثيرة إنعكست على آدائي الفردي. هل يمكن أن تكشف لنا حقيقة المشاكل التي عشتها مع المنتخب سواء في أنغولا أو بعد « الكان « ؟ كما سبق و أن قلت فغن هذا أمر أصبح في « خبر كان «، و قد طويت الصفحة و أقسمت بأغلظ الإيمان بان لا أتطرق له إطلاقا، لأنني لم أرفض تلبية نداء الواجب الوطني كما تم التأويل لذلك، لكن كانت هناك أسباب شخصية مع بعض الأطراف حالت دون إلتحاقي مجددا بالمنتخب، و قد إلتقيت حينها بالشيخ رابح سعدان في السعودية و قدمت له إعتذاراتي و طلبت منه عدم إدراجي ضمن التعداد الأولي للاعبين الذين كانوا معنيين بالمشاركة في المونديال، رغم أن القرار كان صعبا، غير أنني تحملت العواقب و الضغط النفسي الرهيب، لأن المشاركة في نهائيات كأس العالم تبقى حلم كل لاعب إلا أنني رفضت ذلك من أجل كرامتي و سمعتي، و لا أفضل الخوض في التفاصيل التي أعتبرها صفحة من الماضي، و قد طويت نهائيا بعد المونديال، بدليل أنني عدت إلى المنتخب تحت إشراف الشيخ سعدان، الذي لم يكن لي معه أي مشكل شخصي و ما هي نظرتك للمقابلة الحاسمة المرتقبة ضد المنتخب المغربي بعنابة ؟ بعد إخفاقنا في اللقائين السابقين في إطار التصفيات القارية ضد كل من تانزانيا و جمهورية إفريقيا الوسطى فإننا مطالبون بتدارك ما ضاع منا و الفوز بهذه المقابلة مهما كانت الظروف، لأن أي تعثر يعني غيابنا عن العرس الكروي القاري القادم، و هي نكسة و لا تتماشى و قيمة الإنجاز الذي حققته الكرة الجزائرية بتنشيط فعاليات المونديال، و من غير المنطقي أن ينهار منتخب مباشرة بعد فترة تألق، خاصة في ظل الإحتفاظ بنفس الركائز الأساسية، و عليه فإنني متفائل بالقدرة على تجاوز عقبة المنتخب المغربي بنجاح، لأن العناصر الوطنية أصبحت تجيد التعامل مع الوضعيات الحرجة، و إعادة الفرحة لكل الجزائريين شرط ضروري في الوقت الراهن، كما أن لدي طموحات شخصية أود أن تجد طريقها إلى التجسيد بمناسبة هذا اللقاء الهام. ما هي تفضل ؟ في البداية أطمح أن أظفر بثقة المدرب عبد الحق بن شيخة للتواجد ضمن التعداد المعني بخوض هذه المقابلة، كما أن إختيار ملعب عنابة لإجراء هذه المواجهة يرفع كثيرا من معنوياتي، بحكم تواجده غير بعيد عن مقر إقامتي بمدينة قالمة، و لعبي أمام الآلاف من المناصرين القادمين من ولايتي سيدفعني إلى بذل قصارى الجهود لتحقيق حلم الجزائريين و صنع فوز الخضر بهذه المباراة، و بالمرة توقيع أول هدف في مشواري مع المنتخب، هذا فضلا عن كوني أحتفظ بذكريات حلوة في كل مقابلة أجريها بملعب عنابة، لأنني و لما كنت في وفاق سطيف كنت دوما أسجل في مرمى إتحاد عنابة بملعب 19 ماي، و أتمنى أن تتواصل هذه « الديناميكية « في مواجهة المنتخب المغربي، رغم أن الهدف المسطر هو الحصول على النقاط الثلاث لبعث الحظوظ في التأهل إلى « الكان « و إستعادة الثقة بالنفس قبل الشروع في مرحلة العودة من التصفيات.