لعمامرة يؤكد أن القوة الإفريقية أثبتت جاهزيتها لحفظ الأمن في القارة قال وزير الدولة وزيرالخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، أمس الأحد، أن التمرين الميداني «أماني أفريكا2» الذي جرى بجنوب إفريقيا مؤخرا، تحت إشراف مفوضية الإتحاد الإفريقي ودائرة السلم والأمن، أكد مدى التفعيل الميداني لقدرات القوة الإفريقية الجاهزة للقيام بمهام حفظ السلام والأمن في بلدان القارة، واعتبر لعمامرة أن هذا الإنجاز الكبير يرمز لقدرة القارة في مجال التعبئة وجمع كافة الشروط لفرض حلولها في ربوع البلدان الإفريقية، مثمنا في هذا السياق، دور هيئة «أفريبول» في تظافر جهود جميع المنخرطين فيها لمكافحة الجريمة العابرة للأوطان والإرهاب، وهو ما يتطلب جهدا متواصلا لتكون الحلول مهما كانت صعوبتها مطابقة للأهداف الإفريقية. أوضح رمطان لعمامرة أمس خلال كلمته التي ألقاها أثناء إفتتاح الدورة الثالثة للملتقى الإفريقي رفيع المستوى للسلم والأمن والذي تجري فعالياته بمركز الإتفاقيات بوهران، أنه بمجرد أن يحقق تقدم في معالجة بعض بؤر التوتر في بلدان القارة إلا و يواكب ذلك ظهور بؤر جديدة تجعل من الجهد الإفريقي أمرا صعبا مضيفا في هذا الإطار «لا نكاد نتغلب على أزمة في منطقة ما حتى تواجهنا أزمات وبؤر توتر في مناطق أخرى، إضافة لإستعصاء عدد منها على القائمين بالجهود الرامية لحلها» مثلما أكد لعمامرة، مواصلا في كلمته أن هذا اللقاء الإفريقي الذي ينعقد لثاني مرة بوهران، ينتظر منه أن تصب تدخلات جميع الحاضرين ومساهمتهم بتحاليلهم، فيما يجب القيام به للتغلب على هذه الأزمات المستعصية وكيفية الخروج بحلول ناجعة، داعيا الوافدين الجدد على مجلس الأمن «مصر والسنغال» اللذان سيعوضان نيجيريا و تشاد، لتكثيف الجهود وجعل مجلس الأمن الأممي يستجيب لمواقف بلدان القارة والحلول التي تجمع عليها كونها الأنسب من وجهة نظر القادة الأفارقة. و أشار في تدخله أيضا إلى أنه منذ إطلاق مبادرة عقد لقاء إفريقي لمعالجة قضايا السلم والأمن، وهي تنعقد بالجزائر لثالث سنة على التوالي، حيث طورت خلالها البلدان الإفريقية منظومة متكاملة للسلم والأمن تعمل بالتنسيق مع منظمة الأممالمتحدة. وأضاف لعمامرة أن هذا اللقاء الثالث رفيع المستوى يهدف لمساهمة ومساعدة الدول الإفريقية ودعمها للملتحقين الجديدين بمجلس الأمن الأممي للظفر بمقعدين غير دائمين وهما مصر والسنغال، اللتان طالب لعمامرة بضرورة تزويدهما بكل المعلومات للرفع من أدائهما من أجل ضمان أحسن تمثيل للمواقف الإفريقية في الهيئة الأممية، وكذا من أجل الخروج بتوصيات توافقية لتوطيد الشراكة بين الإتحاد الإفريقي والأممالمتحدة في السلم والأمن. وقال أن ثلاثة مقاعد غير دائمة للأفارقة في مجلس الأمن الأممي، يعادل ما كانت تقوم به مجموعة ال 77 في وقتها. منوها بالدور الكبير الذي يلعبه رئيس الجمهورية من أجل مناقشة وحل قضايا القارة، وذكر لعمامرة أن بوتفليقة التقى خلال السنة الجارية 20 رئيس دولة وحكومة من إفريقيا وهذا لمناقشة سبل التعاون المشترك والتأكيد على دور الأفارقة في المحافل الدولية، لحمل الأممالمتحدة على النهوض بمهامها إتجاه القضايا الإفريقية. من جهته، ثمن شرقي اسماعيل مفوض الإتحاد الإفريقي للسلم والأمن، نتائج التمرين التدريبي «أماني أفريكا 2» الذي جرى ما بين 19 أكتوبر و7 نوفمبر الماضيين في جنوب افريقيا، مضيفا أن هناك إجتماعا مرتقب في منتصف جانفي 2016 بأديس أبابا، لدراسة تقرير حول هذا التمرين وبناء على هذا اللقاء سيتم بلورة توصيات حول الجاهزية العملياتية لهذه القوة الإفريقية، والتي بدورها ستعرض على رؤساء الدول الإفريقية أثناء لقائهم في القمة الإفريقية نهاية جانفي المقبل. وعلى صعيد آخر، أجمع المتدخلون الأفارقة على ضرورة المضي نحو تجسيد القرارات والتوصيات التي يخرجون بها عند كل لقاء قاري أو أممي، وتفعيل تلك النتائج ميدانيا عوض إبقائها في أدراج الإتحاد الإفريقي، حيث أوضح آلان آيم نياميتو، وزير خارجية بورندي، أنه يجب ترسيم اللقاء الإفريقي للسلم والأمن لجعله ينعقد دوريا بالنظر للوضع في القارة والتحديات المفروضة على دولها والتي يجب مواجهتها في ظل التنسيق المشترك. بينما أفادت وزيرة العلاقات الخارجية والتعاون بروندا لويز ميشيكيوابو، أن ثلثي عمل مجلس الأمن الأممي هو خاص بالأوضاع في إفريقيا، و أنه من الضروري أن تركز أشغال الملتقى الثالث للسلم والأمن في إفريقيا على طرح فكرة معالجة هذا الوضع بذهنية جديدة وتوطيد التعاون مع هيئة الأممالمتحدة، والتشاور الدائم للحفاظ على السلم و الأمن في القارة السمراء. للتذكير، تتواصل اليوم أشغال الملتقى الإفريقي الثالث للسلم والأمن في جلسات مغلقة، لغاية الغد للخروج بتوصيات وقرارات تنصب في إطار ضبط استراتيجية أفريقية لحفظ الأمن والسلم في القارة. وينتظر أن يلتحق اليوم لخضر ابراهيمي بالجلسة للإستفادة من خبراته الدبلوماسية في حل النزاعات في العالم. وقد شاركت 18 دولة إفريقية في لقاء أمس إلى جانب ممثلين عن هيئة الأممالمتحدة والإتحاد الإفريقي.