تحتضن عاصمة الغرب الجزائريوهران، للمرة الثانية على التوالي، المؤتمر الدولي 3 حول السلم والأمن في إفريقيا وكلها عزيمة وإصرار على تحقيق مبادئ وأهداف رافعت من أجلها في مختلف المحافل الدولية، منها محاربة الإرهاب وتجريم دفع الفدية. تؤكد الجزائر من جديد، التزامها بمواصلة دعمها لجهود إحلال السلم والأمن الدوليين وتمسكها بتنفيذ قرارات المؤتمر، الذي تعول عليه الدول الأقل حظا في مواجهة التحديات الراهنة وغيرها من المسائل التي تشكل صلب نقاشات المؤتمر الدولي الثالث حول السلم والأمن في إفريقيا، الذي افتتح أشغاله، أمس، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة بفندق الميرديان. أبدى الوزير موقفا ناضجا لتحويل الأزمات المتعاقبة إلى فرص لتعزيز التحالف الأفريقي والتعاون الدولي متعدد الأطراف، وتضافر الجهود في مواجهة التحديات والسهر على أن تكون الحلول مطابقة للأهداف والمبادئ والقيم الإفريقية. وحرص لعمامرة على توجيه كلمة شكر إلى الوفود المشاركة من مختلف أنحاء القارة وعدد من المدن التي تتواجد بها مقرات المنظمات، بدءاً من الأممالمتحدة وصولا إلى الإتحاد الأوربي. وعلق لعمامرة على المشاركة القوية لممثلي الأممالمتحدة والهيئات الأخرى، من منظور مساهمة ومساعدة الدول الإفريقية، التي ستحتل مكانا أو مقعدا غير دائم في عضوية مجلس الأمن، وقال: «إنها فرصة لتزويدها بكافة المعلومات الضرورية للتطوير والإثراء لتمثيل المواقف الإفريقية المشتركة أحسن تمثيلا». وأكد الوزير على أهمية تبنّى منجزات الطبعتين السابقتين لفتح آفاق رحبة للنقاشات وتبادل وجهات النظر، وصولا إلى توصيات توافقية، ترفع إلى مجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي وإلى كافة من يهمهم الأمر، قصد توطيد الشراكة بين الإتحاد الإفريقي والأممالمتحدة في حق السلم والأمن. وأشاد لعمامرة بالعلاقة الوطيدة بين الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة، لافتا إلى الإرادة القوية التي عبّر عنها رؤساء الجزائر في كافة اجتماعاتهم وسعيهم المتواصل إلى تطوير منظومة كاملة متكاملة الأطراف للسلم والأمن وإيجاد وتطبيق حلول إفريقية للمشاكل القائمة. وسجّل لعمامرة بكل ارتياح، التطور المتنامي الذي تعرفه مفوضية الاتحاد الإفريقي ودائرة السلم والأمن، الذين أشرفوا، مؤخرا، على التمرين الميداني-2، والذي يؤكد على التفعيل الميداني لقدرات القوة الإفريقية الجاهزة للقيام بمهام السلام في القارة السمراء. كما أشار إلى نجاح المؤتمر رفيع المستوى الذي انعقد في أديس بابا من أجل تمويل التنمية وكذا مؤتمر باريس 21 الخاص بالتغييرات المناخية، مؤكدا أنها مكاسب ترمي إلى إحداث نهضة في العلاقات الدولية، تكون القارة الإفريقية من بناتها ومن المستفدين منها. من نفس المنطلق، أثار الوزير النجاح الذي حققه اجتماع «أفريبول» بالجزائر العاصمة، من أجل تفعيل آلية التعاون والتكامل بين أجهزة الشرطة في القارة الإفريقية، وأصبحت بموجبه الآلية القارية حقيقة على أرض الواقع، مؤكدا على أهمية الإنجاز الأخير في التغلب على الجريمة العابرة للأوطان وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب. وينتظر من هذا الانجاز، أن يضاعف من قدرات القارة على استتباب الأمن والاستقرار في ربوع القارة، بالإضافة إلى كل مكونات ومقومات المنظومة الإفريقية ودعمها للسلم والأمن. ..مسار تسوية القضية الصحراوية في طريق مسدود أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، أمس، بوهران، أن الجزائر لن تدخر أي جهد لدعم مساعي الأمين العام للأمم المتحدة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية. قال لعمامرة خلال افتتاح الملتقى رفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، «إننا نأمل في أن تكون الزيارة القادمة في المنطقة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فرصة لإرجاع طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليزاريو) إلى طاولة المفاوضات بهدف تفعيل مسار السلام». وأكد الوزير أن «الجزائر فيما يخصها، لن تدخر أي جهد لدعم مساعي الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي للتوصل لتسوية نهائية لهذا النزاع، من خلال تنظيم استفتاء حول تقرير مصير» الشعب الصحراوي. وقال لعمامرة، إن «مسار التسوية في الصحراء الغربية الذي تشرف عليه الأممالمتحدة منذ 1990 يوجد في طريق مسدود»، معتبرا أن «مقترحات التسوية التي قدمها الطرفان (المغرب وجبهة البوليزاريو) في سنة 2007 لم تسمح بتفعيل المفاوضات ولم يسجل أي تطور منذ ذلك الوقت». وبعد التطرق إلى الصعوبات التي واجهها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، وكيم بولدوك ممثلته الخاصة ورئيس المينورسو تأسف لعمامرة للموقف الصادر عن المغرب. وأضاف الوزير، أنه «بدلا من البدء في البحث وتنفيذ تسوية لهذا النزاع، كما تدعو إليه القرارات ذات الصلة للاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة، فإن المغرب قد كثف مع الأسف طوال 40 سنة الأخيرة من الاحتلال ممارسات المماطلة». ودعا لعمامرة الأممالمتحدة، خصوصا مجلس الأمن، إلى «تحمّل مسؤولياتهما للتعجيل بإيجاد حل طبقا للشرعية الدولية ووضع حد بذلك لمعاناة الشعب الصحراوي تحت الاستعمار بأراضيه وفي محنة المنفى». بخصوص الوضع في مالي، أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى ضرورة البقاء على اليقظة والتعبئة بهدف الحفاظ على مسار السلم والمصالحة الوطنية الذي انطلق بهذا البلد. وقال «إن المحاولة الأخيرة اليائسة للجماعات الإرهابية الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مالي من خلال محاولة احتجاز الرهائن بفندق «راديسون بلو» قد جاءت لتذكّرنا بضرورة البقاء على يقظة وتعبئة بهدف الحفاظ على مسار السلم والمصالحة الوطنية الذي انطلق بهذا البلد». ...ويتباحث بوهران مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة تباحث وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، أمس، بوهران، مع هايل مانكيريوس، نائب الأمين العام للأمم المتحدة والممثل الخاص للأمين العام لدى الاتحاد الإفريقي لقضايا السلم والأمن. في هذا السياق، أشار لعمامرة أنه فيما يخص الشراكة مع الأممالمتحدة في مجال تسيير النزاعات، يجب التأكيد على تطوير الأدوات للوقاية من النزاعات والبحث عن حلول سياسية دائمة لأسباب أوضاع أزمات.