فتح تحقيق حول رفض مدير مستشفى استقبال أحد ضحايا انفجار مركب الغاز بسكيكدة مر أمس، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، بفتح تحقيق مستعجل في رفض مدير مستشفى كاروبي بعنابة استقبال ضحية الانفجار الذي شهده مركز تعبئة الغاز بولاية سكيكدة الأسبوع الفارط، وعدم التكفل بحالته الصحية الحرجة، إلا بعد تدخل والي سكيكدة فوزي بن حسين، مؤكدا بأنه لم تكن بحوزته أية معلومات بخصوص هذه الممارسات والتصرفات التي تتعارض -مثلما قال مع سياسة الوزارة من أجل تحسين التكفل بمثل هذه الحالات الاستعجالية على مستوى المؤسسات الصحية، متوعدا بالتدخل الصارم لردع مثل هذه التصرفات، وأنه سيتم اتخاذ اجراءات عقابية في حال ما كشف التحقيق عن أي تقصير في التكفل بحالة العامل أحمد العايب الذي توفي بعد نقله إلى مستشفى عين النعجة بالعاصمة. وجاء قرار الوزير خلال لقائه بالمصابين بمستشفى عبد الرزاق بوحارة، على هامش زيارة التفقد التي قادته لولاية سكيكدة، حيث أكد بأنه جاء باسم الحكومة للإطمئنان على حالة الجرحى من ضحايا الحادث والحكومة – مثلما أكد - تقف بجانبهم و مستعدة للتكفل بحالتهم وتقديم كل ما في وسعها، مشيرا إلى أن وزارته قامت بدورها كما ينبغي في هذه القضية من خلال التنسيق مع السلطات الولائية والصحية منذ وقوع الحادث، قبل أن يدعو القائمين على قطاع الصحة لتنظيم يوم دراسي تحسيسي لتسيير هذه الحوادث التي صنفها في خانة الكوارث. وكلف الوزير الجراح بورقعة بالشروع في تحضير الإجراءات الخاصة بهذا اليوم الدراسي. وأثناء وقوفه بورشة مشروع مستشفى الحروق الكبرى 120 سريرا بمنطقة بوزعرورة، أبدى الوزير استياءه العميق من تأخر الأشغال المحددة ب 6 أشهر، ووجه انتقادا شديدا للمقاولة المكلفة بالإنجاز، قبل أن يأخذ الوالي الكلمة ليؤكد بأن سبب تأخر المشروع يعود إلى نقص العمال، حيث لاحظ من خلال زياراته الدورية للورشة بأن الأشغال تسير بوتيرة بطيئة وعدد العمال لا يتجاوز 20، رغم أن المشروع مسجل سنة 2006، مما جعل الوزير يتدخل ويمنح المقاولة مهلة شهرين لتحريك الأشغال واستدراك التأخر وإلا فإنه سيقوم بفسخ الصفقة واسنادها إلى مقاولة قادرة على إتمام المشروع. علما أن المشروع تقرر انجازه بعد الانفجار الذي وقع بمركب تمييع الغاز في 2004 والذي ذهب ضحيته 27 عاملا وأزيد من 200 جريح. من جهة أخرى، كشف الوزير خلال تفقده لوحدة السرطان بمستشفى عزابة، بأن تحديد مواعيد المرضى مع الأطباء بالمستشفيات المتخصصة لإجراء الحصص العلاجية ستكون عبر الشبكة المعلوماتية من أجل رفع المشقة عن تنقلات المرضى للمستشفيات المتخصصة في هذا المرض مع إعطاء الأولوية للكشف المبكر على سرطان الثدي. و جدد بوضياف التأكيد على أن الدولة لن تتراجع عن مجانية العلاج مهما كانت الظروف، داعيا إلى التركيز على الصحة الجوارية وتحسين ظروف استقبال المرضى، كاشفا عن وجود برنامج وطني لتعزيز تكوين الأطباء و الإطارات الطبية وشبه الطبية وتبادل المعلومات والخبرات عبر مختلف المؤسسات الصحية في الوطن. وبخصوص الأدوية، طمأن الوزير المرضى بتوفرها بصورة كافية، و قال أن دائرته قامت بمجهودات كبيرة للقضاء على الندرة وما يروج هنا وهناك حول انعدام الأدوية هومجرد اشاعات وتشويش مقصود لا غير. وكان الوزير قد قام خلال زيارته للولاية بتدشين عدة مرافق صحية على غرار مؤسسة المقاطعة الصحية بحي 700 مسكن التي اعتبرها الأولى من نوعها على المستوى الوطني. كما وضع حجر أساس عدة مشاريع ومرافق صحية، قبل أن يثني على المجهودات الكبيرة التي يبذلها والي الولاية، معتبرا أن سكيكدة حققت قفزة نوعية في قطاع الصحة تضاهي ما هو موجود في الخارج. وليختم زيارته بتوزيع 6 سيارات إسعاف على بعض المستوصفات الصحية بالبلديات وعقد جلسة عمل مع إطارت القطاع.