تزايد إقبال مختلف الفئات العمرية على اختبارات الذاكرة و قياس قدرة الشخص على تذكر الأرقام الثنائية و الكلمات العشوائية و التواريخ في الماضي و الحاضر وعلب الذاكرة والصور المجردة و الأسماء و الوجوه، في وقت وجيز ضمن منافسات وطنية ودولية . و يمثل الشاب الجامعي نصر الدين راسين من ولاية تيارت و فتيحة مبرك من ولاية عين الدفلى، إلى جانب مريم يزة من باتنة، الأدمغة الثلاثة القادرة على تخزين و استرجاع أكبر قدر من المعلومات و الصور في وقت قصير، ضمن 11 اختبارا للذاكرة يمتد تطبيقها إلى 30 دقيقة. و قد تمكن الثلاثة، رفقة عدد من المتنافسين كعبد الرحيم الواعر، من حصد عديد الجوائز على المستوى المحلي و العربي و العالمي، منذ اعتماد هذا النشاط و إدخاله إلى الجزائر سنة 2012 ،من طرف خبير تدريب الذاكرة في العالم العربي رياض بن صوشة، وهو خبير معتمد في تدريب الذاكرة و مدرب محترف في التنمية البشرية و باحث في إستراتيجيات التذكر. استنادا إلى فتيحة مبرك،ابنة ولاية عين الدفلى، فإن اختبارات الذاكرة تنحصر على تذكر الأرقام الثنائية والكلمات العشوائية و التواريخ في الماضي و الحاضر وعلب الذاكرة والصور المجردة والأسماء و الوجوه في وقت قياسي، تمتد بعض الاختبارات بين 5 إلى 30 دقيقة و تشمل ثلاث فئات: الأطفال الأقل من 12 سنة، إلى جانب الأشبال (بين 13و17و سنة) والأكابر (بين 18و 59 سنة)، ويساعد هذا النشاط على تحفيز وتنشيط الذاكرة، حيث يعاني أغلب الناس من مشكل تذكر الأشياء، سواء في المجال الدراسي أو المهني أو في الحياة اليومية، رغم وجود إستراتيجيات فعالة جدا للتغلب على مشاكل النسيان و استغلال القدرات الكبيرة لذاكرة الإنسان، إلى جانب المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر أو النسيان بصفة عامة، لذلك فإن إتباع بعض التقنيات من شأنه تنمية قدرات التذكر لدى الإنسان في كل مجالات الحياة. توصلت البحوث بهذا الخصوص، بأن الدماغ البشري يتكون من 100 إلى 150 مليار خلية عصبية، و كل خلية تستطيع تسجيل حوالي 32 مليون كتاب، فمجال الذاكرة هو مجال بسيط يحفز و يجعل دماغ الإنسان البشري قادرا على تخزين أكبر قدر ممكن من المعلومات باستراتيجيات بسيطة وممكنة للجميع، و تطمح الرابطة الوطنية لتنمية الذاكرة في آفاق السنة الجارية 2016 إلى تكوين نخب جديدة قادرة على المنافسة على مستوى عالمي، و استمرار دعم المتميزين للمشاركة في بطولة العالم و الفوز باللقب العالمي مرات أخرى لإثبات الجدارة العالمية، بما يجعلها فعلا تعكس قوة الذاكرة للإنسان و بما يجعلها تنعكس إيجابا على مجالات الحياة المختلفة، وتعد الجزائر من البلدان العربية الرائدة في هذا النشاط، حيث شاركت في عديد المنافسات من بينها بطولة العالم للذاكرة ال22، والتي أقيمت مؤخرا في مدينة كريدون البريطانية بمشاركة 100 متنافس من 33 دولة. ويعود تأسيس هذا النشاط إلى العالم توني بوزان، المعروف بأستاذ الذاكرة، صاحب عديد المؤلفات، من بينها "استخدم عقلك" ، "العقل" ،"خرائط الذهن" و "العقل القوي" ، "قوة الذكاء الكلامي" وغيرها من الكتب و المؤلفات وهو مؤسس بطولة العالم للذاكرة .