يناشد صلاح الدين جيلح، المشرف العام للبطولة العربية الأولى للذاكرة والتي ستقام في الجزائر ديسمبر المقبل، المؤسسات الاقتصادية رعاية هذه التظاهرة العلمية والفكرية الهامة التي تستعد الجزائر لاحتضانها، مشيرا أن الهيئة المنظمة لها تلقت وعود لم تتحقق بعد، علما أنه لم يتبقى الكثير من الوقت، وهو ما يستدعي التعجيل لتحديد مكان تنظيمها وتهيئة مختلف الظروف لإنجاحها، من أجل تشريف الجزائر في عيدها الخمسين أمام الوفود المشاركة والتي بلغ عددها 14 دولة. وكشف ذات المتحدث في حديث ل »صوت الأحرار« عن الأهمية التي تكتسيها التظاهرة التي جاءت بمبادرة من خبير تدريب الذاكرة رياض بن صوشة، وهو خبير معتمد في تدريب الذاكرة ومدرب محترف في التنمية البشرية وباحث في إستراتيجيات التذكر، حيث ستسمح هذه المنافسة العلمية والفكرية الهامة في ترسيخ وتعميم ثقافة تدريب الذاكرة، مضيفا أن فكرة تنظيمها جاءت من منطلق عدم مشاركة الدول العربية في المنافسة الدولية التي انطلقت منذ سنة 1991 إلى غاية 2011، وإعطاء الدول العربية فرصة تنظيم مثل هذه المبادرات الفكرية التي تكتسي أهمية بالغة في حياتنا الاجتماعية، والتي لاقت اعترافا دوليا من خلال تعيين لتكون الجزائر البلد العربي الأول الذي يحتضنها وذلك بمشاركة 14 دولة يمثلها 87 متنافس. ويصبو المشرفون على هذه التظاهرة –يقول- إلى أن يكون بطل العالم في المنافسة الدولية المقبلة لسنة 2015 جزائريا، حيث يجري التحضير لذلك منذ 2009، كما أن الهدف منها هو المرتبة الأولى وتحطيم الرقم القياسي العالمي، ويتأهل 20 مشارك جزائري للمنافسة النهائية من بين 100 متنافس من مختلف ولايات الوطن، فيما يتم في الوقت الحالي القيام بزيارات للدول العربية المشاركة من أجل الوقوف على مدى استعداد متنافسيها لهذه الفرصة الهامة. وتتمحور مجالات التنافس يضيف صلاح الدين جيلح، في الأرقام العشوائية والصور وكذا الأرقام، وتسجل الجزائر تقدما ملحوظا في هذا المجال مقارنة بالدول العربية، حيث تحتل المرتبة الأولى عربيا وإفريقيا والسابعة عالميا، لتكون هذه البطولة تتويجا للمجهودات المبذولة لتحسين مستوى المتنافسين الجزائريين، ومنح الجزائر المرتبة التي تشرفها خاصة وهي تطفأ شمعتها الخمسين من الاستقلال، وهي المبادرة التي تفاجأت لها-يضيف- العديد من الدول الأجنبية. وتكتسي هذا البطولة أهمية كبيرة–يقول- من حيث تنمية قدرات الفرد الفكرية، علما أن ذاكرة الإنسان عبارة عن مجموعة من العضلات تكون بحاجة مستمرة إلى تنشيط حتى تصبح قوية وتحافظ على قدراتها، وبالتالي يتسنى للفرد حفظ وتذكر مختلف الأشياء بسهولة وفي وقت قصير، كما تساعده على التخلص من الصعوبات التي يواجهها في حفظ أرقام الهواتف التي يحتاج إليها بشكل دائم حيث تبين من خلال دراسة قام بها المركز أن الإنسان يستطيع حفظ 30 رقما هاتفيا، ناهيك عن المتطلبات الأخرى كقائمة التسوق وغيرها. وأشار صلاح الدين جيلح أن مثل هذه التدريبات تساعد بشكل كبير الطلبة والمتمدرسين على حفظ واستيعاب الدروس التربوية، وذلك من خلال حفظ تلك الاستراتيجيات البسيطة والتي لا تحتاج إلى وقت طويل وتمكنه في ذات الوقت من تذكر كل ما يحتاج إليه، علما أن قدرة الفرد في التذكر تصل على 100 شيء. وأشار محدثنا إلى أن البطولة العربية للذاكرة تواجه مشكل التمويل والرعاية، فهذا الحدث الفكري والعلمي لم يتحصل إلى غاية اليوم سوى على وعود لم تتحقق بعد وهو في رحلة البحث عن ممولين، حتى يتسنى التنظيم له في أحسن الظروف، وتحديد المكان الذي سيحتضن هذه التظاهرة، موجها في ذات السياق نداء للمؤسسات الاقتصادية لتمويله من أجل تشريف الجزائر وإعطائها الصورة التي تستحقها. وسيكون تنظيم هذه البطولة –يضيف- كل سنة وبصفة دورية من طرف المراكز التي تتبنى هذا المشروع في الدول العربية، حيث ستجرى السنة المقبلة في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتم تلقي عروض من عدة دول لاحتضان هذه المنافسة.